خالد العبود لـ"آسيا": عن درعا، وما قصدته حول روسيا

خاص آسيا _ عبير محمود

2020.05.09 - 11:59
Facebook Share
طباعة

 رأى أمين سرّ مجلس الشعب السوري خالد العبود في تصريح لـ"وكالة أنباء آسيا"، أن العملية اليوم في درعا ليست واضحة تماماً، خاصة وأنّ الدولة لا تريد أن يسقط دمٌ، نتيجة دخولها على هذه المناطق، وهي تعمل على مستويين، عسكريّ وأمنيّ، قائلاً "في تقديري لن تكون هناك معارك طاحنة قوية، كما يحصل في مناطق أخرى من الوطن السوريّ".


وأشار إلى أنّ الدولة تعمل على عنصر ثالث، وهو العنصر الاجتماعي، الذي يأخذ فيه المجتمع دوره بالتأثير على استقرار المنطقة، واستيعاب بعض الابناء الذين تم استعمالهم من قبل أذرع استخباراتية خارجية.


وقال النائب السوري : الدولة تعوّل كثيراً على الدور الاجتماعي لأبناء ووجهاء المحافظة، كون أنّ هناك تركيبة عائلية وعشائرية محدّدة، يمكنها أن تساهم في تفكيك هذه الشبكات من الفوضى، وتعمل على عزلها عن مشغلين لا يريدون خيراً بالمنطقة أو بالبلاد.


وأوضح العبود بالقول إن "استعادة جنوب سورية كانت تستدعي عملية مركبة، أساسها فعل عسكريّ صرف، في مواجهة مجموعات مسلحة كانت تفرض سيطرتها على مساحات واسعة من المحافظة، وهو ما حصل حين دخل الجيش السوريّ واستعاد السيطرة على كثير من هذه المساحات، لافتاً إلى أنّ مساهمات روسيّة تركت هذا الفعل غير كامل.


واعتبر بأن روسيا ومن خلال اعتمادها على مصالحات تُبقي مواقع محدّدة تحت سيطرة هذه المجموعات، وهي مناطق: "درعا البلد – بصرى – طفس"، بقيت أجزاء من جغرافيا محافظة درعا، والتي سيطرت عليها الدولة، معرضة لتأثير هذه المجموعات الارهابيّة، والتي كان يعوّل عليها الصديق الروسيّ باعتبار أنّها تمثّل طرفاً سياسيّا موضوعيّاً.


ولفت البرلماني السوري إلى أن الدولة السورية وافقت على الطرح الروسيّ، أملاً بأن تكون الحسابات الروسيّة دقيقة، غير أنّ الواقع خلال المرحلة الأخيرة، أكد عكس ذلك، موضحاً أن المجموعات قادت اعتداءات عديدة، على أفراد وشخصيات اجتماعية من أبناء المنطقة، ذنبهم أنّهم كانوا يقومون بدور المصالحة وتهدئة النفوس، كما أنّها قامت بالاعتداء على بعض القطعات العسكرية للجيش السوريّ، حتى أنّ بعض المواقع الروسيّة لم تسلم منهم.


وأضاف بالقول "لذلك وجب على الدولة السوريّة أن تتعامل مع هذه الظواهر والحالات بحسم أكبر، وتنهي هذه الفوضى وهذا الاجرام والقتل والاعتداء على أرواح الناس، غير أنّ الدولة استطاعت أن تجمّع معلومات هامة وواسعة عن هذه المجموعات، فهي لم تزل تأتمر بأوامر خارجية، وهي تابعة لأنساق إسلاماوية إرهابيّة" وفق ما ذكر.


وحول ما كتبه على صفحته الشخصية بشأن العلاقات السورية الروسية، قال العبود "نحن دائما كنّا نؤكّد على أنّ ما حصل، ويحصل، في كافة محافظات الوطن، كان أكبر من السوريين، بمعنى أنّ السوريين، في غالبية مفردات هذا الحاصل، كانوا أدوات لمشاريع خارجية، وهم بذلك كانوا قد استُعمِلوا، ولم يملكوا مشروعا سياسيّاً محدّداً، أو أنّهم يشكلون طرفاً سياسيّاً موضوعياً".


وأضاف "كلامنا ومقالنا الذي أخذ ضجة واسعة، لم يكن سياسيّاً بمقدار ما كان وطنيّاً، ولم يكن متعلقاً بخلاف "سوريّ – روسيّ"، بمقدار ما هو متعلق بحالة اجرائية مارسها الاعلام الروسيّ، ونحن نعتقد أنّ مثل هذه الممارسة تساهم سلباً في وجدان السوريين وكرامتهم الوطنية، وهي ساهمت فعلا، خاصة وأنّ قلقاً عند السوريين بدا واضحاً ممّا تمّ التركيز عليه في هذا الاعلام، باعتبار أنّه تدخل في شؤون داخلية للسوريين، حاضرا ومستقبلا".


ونوّه قائلاً: ما كتبناه كان محاولة لاستنهاض الوعي الجمعي للسوريين، في وجه هذه المكنة الاعلامية الروسيّة، من خلال فرضيات تحاكي فرضيات الاعلام الروسيّ، وتؤكد أنّنا قادرون على أنّ نكون حلفاء مثلما نحن قادرون على ألا نكون غير كذلك، في فرضيات يمتلك السوريون القدرة والتأثير فيها على وضع وموقع روسيا مستقبلا، هذا كان ردّا على فرضيات الاعلام الروسيّ التي تجاوزت معنى التحالف النديّ لكلّ من سورية وروسيا".


واعتبر البرلماني السوري أن "مكنة الاعلام الروسيّ قامت بدور اساء للسوريين، خاصة على مستوى تركيزها على اولويات سيادية سورية، ليس مسموحا لأحد أن يناقشها غير السوريين، كما ان هذه المكنة فتحت منابرها لشخصيات مسمومة، بثت سمومها من خلال منابر مكنة الاعلام الروسيّ، ومرر فرضيات اساءت للوجدان والضمير الوطنيّ للسوريين".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5