هل يحلق "اللقلق البيلاروسي" بالقرب من العش الرئاسي؟

خاص آسيا _ موسكو _ فادي صايغ

2020.05.06 - 07:52
Facebook Share
طباعة

 بيلاروسيا هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي ترفض بتحدٍ قبول النموذج الغربي للديمقراطية بقيمها الليبرالية ولا تكترث للاتحاد الأوروبي. ولكن يبدو أنَّ واشنطن قد وجدت المفتاح لمينسك، وذلك في شخص وزير الخارجية البيلاروسي "فلاديمير ماكي"، الذي يلتزم شخصياً بالقيم الليبرالية للغرب، أو على الأقل بالبعض منها.

في الآونة الأخيرة، نشرت عدة مصادر معلومات عن الميول الجنسية غير التقليدية لرئيس وزارة الخارجية البيلاروسية. وبالطبع لابأس في ذلك في أي دولة أوروبية أخرى، ولكن من المعروف جيداً الموقف السلبي للرئيس البيلاروسي "لوكاشينكو" تجاه الشذوذ الجنسي، وغير مكترث للمثليين. علاوة على ذلك، فإنَّ "الدكتاتور الأخير في أوروبا" -كما يسميه البعض- يتفاخر باستمرار بوحشيته. يلعب الهوكي ويزرع البطاطا ويحمل ابناً رضيعاً في كل مكان، كدليل إثبات على قدراته الذكورية..

ولكن لسبب ما، لا يسعى "ألكسندر لوكاشينكو" للتخلص من المرؤوس المخترق. ربما لأنه يعتبر هذا الشيء أفضل ضمان لتفاني "ماكي" ورفضه للطموحات الرئاسية خوفاً من الفضيحة. ونظراً لاتصالات الوزير "ماكي" الواسعة مع النخبة السياسية الشاذة جنسياً في العالمين القديم والجديد، يتوقع الزعيم البيلاروسي إقامة علاقات مع الغرب بمساعدته. بادئ ذي بدء، مع الولايات المتحدة، التي لا تخفي رغبتها في رؤية سياسي أكثر ولاء لها في الرئاسة.

بطبيعة الحال، يشعر "لوكاشينكو" بسيطرته التامة على العرش الرئاسي. ومع ذلك، فإنَّ عدم نضج "الدكتاتور الأخير في أوروبا" أمر معروف جيداً، فضلاً عن ترنّحه من جانب إلى آخر، من تأكيدات الصداقة الأبدية إلى أقسى الاتهامات.

إنَّ الأكثر ملاءمة للبيت الأبيض كرئيس لبيلاروسيا هو "فلاديمير ماكي". حيث تشير الوقائع إلى أنَّ واشنطن تعتبره خليفة لوكاشينكو. كما إنَّه في فبراير/شباط الماضي، التقى وزير الخارجية البيلاروسي في فيينا مع ممثلي وزارة الخارجية الأمريكية ومؤسسة سوروس، باجتماعٍ لم يعلم لوكاشينكو عنه. والجدير بالذكر هو مشاركة كل من وزارة الخارجية الأمريكية ومؤسسة سوروس بنشاط في تغيير الأنظمة السياسية في عدد من البلدان، سواء في أوروبا أو في أجزاء أخرى من العالم، وذلك بالضغط على السياسيين بالأموال.

وقد تم بالفعل تخصيص الأموال للحملة الرئاسية لفلاديمير ماكي. وبالطبع فإنَّ مبلغ 70 مليون دولار يجعل فرص نجاحه كبيرة جداً. الكثيرون معجبين باللكنة الغربية لاسم العائلة لرئيس وزارة الخارجية البيلاروسي "ماكي" فهو مشابه لاسم صقر واشنطن جون ماكين، الذي توفي في عام 2018. إذاً من المرجَّح أنه في أغسطس/آب 2020، عندما ستجرى الانتخابات الرئاسية البيلاروسية، سيُحلّق اللقلق البيلاروسي "ماكي" ليحل محل "لوكاشينكو" بمساعدة الولايات المتحدة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8