كيف تسيطر " العصبة النخبوية" والشركات الخارقة على الشعب الاميركي؟؟

خاص - وكالة انباء اسيا

2020.05.06 - 02:30
Facebook Share
طباعة

 النظام الانتخابي الاميركي سلسلة معقدة من الاجراءات، ابسط شيء فيها هو ان الناخبين يجب ان يسجلوا اسمائهم قبل الانتخابات والا لا يحق لهم الانتخاب لمجرد رغبتهم بذلك.
ومن يشاركون في الانتخابات منذ اول انتخابات اميركية في التاريخة لا يزيدون عن اقل من نصف من هم في سن الانتخاب.

ومن يملك الوصول الى الناخبين يحتاج تواصله معهم للسفر، اي للمصاريف، والمال يأتي من التبرعات فمن يجمع مالا اكثر ينتقل اكثر ويتواصل اكثر مع جمهوره.
فمن يملك المال اكثر؟؟
دعاة الحريات الانسانية ام مالكي البنوك والشركات العملاقة التي تعتبر مايكروسوفت وامازون اجزاء صغيرة من امبراطورية مولت هؤلاء حين انطلقوا واخذت حصصا كبيرة في ملكية تلك الشركات.
ومذ ولدت الدعاية السياسية في اميركا مع الوعاظ الدينيين الذي يروجون لافكار سياسية من خلال خطبهم الدينية في الكنائس والساحات ومن يملك المال هو من يوجه الخطاب السياسي الذي يؤثر في رأي الناس الى حيث يريد.
ثم ولدت الصحيفة والسينما ومن بعدها الراديو ومن بعدهم التلفزيون وشركات النشر والانتاج الدرامي والموسيقي ثم ولد الاعلام الجديد فصار للاعلام وسائل عديدة كلها مملوكة او تحت سيطرة كبيرة للنظام المالي الذي يدعم النخب التي حكمت اميركا ولم تكن لتحكمها دون دعمهم.
هل لهؤلاء وجوه واسماء؟
انهم البنوك ومالكيها، انهم مالكي الثروات الحقيقية من ذهب ومناجم وطرق وسكك حديد وابار نفط وعقارات زراعية هائلة وعقارات سكنية وتجارية لا يمكن تخيل ضخامتها واثمانها. انهم مالكي حق طباعة الدولار بثمن الورق والحبر وانهم مالكوا البنك الفيدرالي الذي لا تملكه الحكومة الاميركية بل تملكه بضع عائلات تملك ذهبا وثروات حقيقية وليس ثرواتها اسمية او وهمية كما هي قيمة اسهم شركات التقنيات في وول ستريت.
فحين تنهار البورصة لا ينهار هؤلاء الحاكمون الحقيقيون للعالم بل ينهار من يحتاجون اليهم لينهضوا من جديد.
الاعلام ورجال الدين والفنانين والمغنين والادباء والمشاهير بمختلف انواعهم لا يمكنهم ان يصلوا الى حيث يحلمون دون قبول ودعم وتمويل النظام المالي الذي يحكم ويسيطر على من يحكم اميركا.
لهذا من يقرر اي مرشح ينتخبه الشعب هو الاعلام الذي يروج ما تريده الطبقة المالية ومن يخالفها ويصل الى الكونغرس مثلا يدفع اثمانا باهظة ان كان مؤثرا واما ان لم يكن مؤثرا فيتركونه ك دليل على ديمقراطية اميركا.
في الاتحاد السوفياتي كانت الديكتاتورية قاسية وعنيفة ولها وجه امني.
في اميركا الديمقراطية الانتخابات حقيقية ولا تزوير فيها بشكل عام وهي نزيهة ووفق الدستور الرائع لاميركا ولكن...
ديكتاتورية الاعلام تجعل اي مؤسسة اعلامية موجودة واي واعظ ديني واي فنان شهير امام خيارين:
اما دعم من تطلب منه المؤسسة المالية الحاكمة ان يدعم والا يخسر نفسه وعمله وشهرته ويشهرون به ويقضون على وجوده المعنوي.
لهذا تجد الكثير من المشاهير في حفلات دعم اسرائيل وفي حفلات دعم مرشحين من القتلة والمجرمين فعلا.
وحتى بعد وصول المرشح الى مواقع منتخبة هل تتركه النخبة الحاكمة دون ضغوط؟؟
اليكم بعض ما يفعلون لابقاء السيطرة عليه

التأثير على الكونجرس:

يتركز نفوذ اللوبي المالي الحاكم في الكونجرس من خلال لوبيات يمثلها اشخاص يعملون على ممارسة الضغوط والترهيب والترغيب لابقاء اعضاء الكونغرس منفذين امينين لرغبات السلطة الخفية الحاكمة.
لنأخذ مثالا واحدا من اطراف النخبة المالية الحاكمة وهي اللوبي الاسرائيلي في اميركا.
هذا اللوبي ليس اداة بيد النخب المالية بل هو جزء منها. هو ليس الجزء المسيطر بشكل كامل ولكنه جزء اساسي ومؤسس للشركات العالمية الخارقة.
يمارس اللوبي الاسرائيلي نفوذه من خلال اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة "إيباك", التي تضم نحو 4500من كبار الشخصيات الداعمة لاسرائيل ولا يتعلق الامر بكون هؤلاء يهودا فعدد داعمي اسرائيل من اليهود اقل باضعاف من عدد داعميها من الصهاينة المسيحيين.
وتعتمد ايباك في سياستها داخل الكونجرس على سياسة الثواب والعقاب, إذ تدعم وتكافىء من يدعمها بإغداق الأموال عليه ودعم مرشحه في الانتخابات وتعاقب من يعاديها بأن توجه تبرعاتها للحملة الانتخابية لخصومه السياسيين.
وهذا نموذج واحد عن طرف واحد في اللوبي الحاكم الذي جاء معظم رموزه من بريطانيا والنمسا والمانيا وفرنسا وايرلندا قبل قرون الى اميركا ونقلت تلك النخبة العالمية مقراتها بعد الحرب العالمية الاولى من بريطانيا التي كانت اعظم قوة في العالم الى اميركا التي صارت بعد الحرب العالمية الثانية اعظم قوة في العالم وصارت بريطانيا قوة ثانوية.
من ادوات النخبة الحاكمة ايضا السيطرة على الحملات الانتخابية للرئاسة:

ينبع نفوذ اللوبي المالي وسيطرته على الفرع التنفيذي للادارة الاميركية من قوة تأثير الاعلام على الناخبين.
فمن يدعمه الاعلام السائد ينجح، ومن لا يدعمه يفشل. وحتى دونالد ترامب الذي يعاديه اغلب الاعلام السائد حظي بدعم جزء من ذلك الاعلام ولم يكن كل الاعلام السائد ضده.
وسائل الاعلام الجديدة مثل السوشال ميديا تصل الى 35 بالمئة من الناخبين اي ان هؤلاء يختارون مرشحيهم وفقا لما هو سائد في وسائل التواصل الاجتماعي. لهذا يمكنكم فهم سبب تعنت وديكتاتورية فايسبوك مثلا ويوتيوب حين يحظرون ويحذفون اي مواد تفضح حقيقة الجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها النظام العالمي الحاكم في اميركا.
وسائل الاعلام هي السلاح الاول وخط الدفاع الاخير عن النخبة المالية الحاكمة التي تفوق قدراتها النفوذية حتى ما يملك الرئيس الاميركية والكونغرس مجتمعا من نفوذ.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7