"كورونا", سورية، يحجر على موائد الصائمين ويزيدها فقراً

حبيب شحادة – وكالة أنباء آسيا

2020.05.02 - 11:02
Facebook Share
طباعة

 يعيش الحاج أبو محمد أسوأ شهر رمضان مر عليه في حياته. فعلى الرغم من الحرب المستعرة منذ 9 سنوات لم يشعر الحاج أبو محمد بوطأة رمضان وبمدى عجره عن الشراء وتلبية رغبات أبنائه الصائمين، والتنويع في وجبات رمضان اليومية على غرار السنوات السابقة.

 
حيثُ أضحت المائدة الرمضانية تُكلف ما يقارب ال 20 ألف ليرة، بعد موجة الارتفاع الذي شهدته أسعار أغلب السلع الرئيسية والتي تُشكل سلة الغذاء الرئيسية للسوريين.
 
وبحسب خبراء اقتصاديين فأن الأسعار ارتفعت ما يقارب ال 40% بعد انتشار فايروس كورونا (كوفيد 19) وما يقارب ال 35% مع بداية شهر رمضان.
 
كل ذلك دفع بالحاج أبو محمد للاقتصاد في إفطاراته اليومية، يقول لوكالة "آسيا" " إن ارتفاع الأسعار مع اغلاق المحلات نتيجة الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، جعلنا دون دخل لأكثر من شهر، فقدنا خلاله ما كنا ندخره ودخلنا في انعدام قدرتنا على تلبية موائد رمضان".
 
تقتصر مائدة أبو محمد على صنف واحد من الوجبات الرئيسية ونوع شوربة، مع عدم قدرته على جعل السلطة أو الفتوش طبق يومي نظراً لارتفاع أسعار الخضروات بشكل كبير، حيث بلغ سعر البندورة 1100 ليرة، والخيار 400 ليرة، والبصل كذلك. في حين الليمون بلغ سعره 2000 ليرة.
 
كما تفتقد للحلويات التي حلقت أسعارها أيضاً، ما جعل مائدة أبو محمد في حدها الأدنى من الوجبات والحلويات ورغم كل ذلك ما زال أبو محمد متمسكاً بشهية شهر رمضان ومعانيه رغم فقر موائده.
 
تُقدر تكلفة المائدة الرمضانية لأسرة مؤلفة من 4 أشخاص بحوالي 14 إلى 17 ألف ليرة وسطياً وفقاً للدكتور سعد بساطة الخبير الاقتصادي، والذي قال " إنّ رمضان هذا العام مُكلف بالنسبة للأسر ذات العوائل الكبيرة ويحتاج لميزانية خاصة في حال أرادت أي عائلة ممارسة طقوسها الرمضانية كما كانت تفعل في السنوات السابقة".
 
يختم الحاج أبو محمد حديثه لوكالة "آسيا" بالقول " رغم كورونا وسلبياته وخطورته على الحياة، ورغم ارتفاع الأسعار بسببه، إلا أن ما يزعج ويعكر صفو رمضان هو الحجر المنزلي وانعدام السهرات العائلية الرمضانية وغياب سكبات رمضان التي تشكل عرف لدى العائلات الدمشقية مع جيران الحي.
 
رمضان ليس كسابقه من الأعوام التي مرت في ظل الجائحة التي تمر بالعالم على اختلاف طقوسهم وعاداتهم إلا أن لكورونا بالغ الأثر في رمضان هذا العام كما كان له أثر على جميع جوانب الحياة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6