فريدمان وتوصياته لـ ترامب: كيف تدار الحرب وتُسدّ الفجوات؟

مترجم من إعداد Anna Wright

2025.06.18 - 11:15
Facebook Share
طباعة

كتب توماس فريدمان في نيويورك تايمز، كما نقلته "الجزيرة"، أن إيران واسرائيل تتحركان عبر عقيدتين استراتيجيتين “معيبتين”، تستندان لعنف متبادل قد يُفضي إلى فوضى جيوسياسية.

 

إحدى العقائد هي اعتقاد الإيرانيين بأن بإمكانهم التفوق على خصم يتفوق جنونًا، بالتطرف أكثر.”

 

خلفية الفقرة وتحليلها:


فريدمان يعي عبء هذين التيارين: الاستراتيجي الإيراني الذي يرى في شد الحبال سبيلاً للتفوق، والخيار الإسرائيلي الذي لا يتراجع أمام الضربات المكثفة. هو يحذّر من أن كلا العقيدتين تضحيان بالتوازن الاستراتيجي لصالح عقيدة المواجهة المطلقة.

 

فيما يخص الجبهة الداخلية، يشير فريدمان إلى أن الصراع لا يُحسم إلا عبر تغيير التوازن داخل المجتمع:

 

الجبهة الداخلية… عنصر مفصلي في وجهة الحرب… لا بد من قراءة المشهد ضمن شبكة معقّدة من المتغيّرات السياسية والاجتماعية والاستراتيجية.


بحسب فريدمان، ليست التقديرات العسكرية وحدها ما يحدد النتيجة، بل قدرة إيران وإسرائيل — وأيضًا الولايات المتحدة — على تحريك قواعدها الداخلية. التماسك الشعبي لا يقل أهمية عن قدرة الضربات الدقيقة.

 

بالعودة إلى التكتيك والتعبئة الإيرانية، يستدرك الكاتب:

 

الهوية الإيرانية … تعبئة فعالة للجماهير… ما قد يعقّد حسابات الحسم.


فريدمان يُشدد على أن الاعتماد على النوايا العسكرية وحدها غير كافٍ. الهوية المزدوجة (الدينية – القومية) تقوّي مقابِلَ الصمود، وتحوّل أي خطأ في الحسابات إلى تهديد فعلي على الأرض.

 

حول التوافق الإسرائيلي الداخلي:

 

إسرائيل تعتبر إيران تهديدًا وجوديًا… خطاب إعلامي ورسمي تعبوي… بدعم أميركي شامل


الرواية الرسمية في إسرائيل واضحة: إيران عدو استراتيجي وجودي، والتغطية الإعلامية مستمرة لتثبيت هذا الموقف. فريدمان يحذّر من أن هذا الإجماع هشّ، وقد يتصدّع إذا بدأت الردود الإيرانية تضرب العمق الإسرائيلي، مما يؤدي إلى انقسامات داخلية.

 

أما عن الدور الأميركي بقيادة ترامب، فيلاحظ:

 

العامل الأميركي هو الأكثر تأثيرًا… إدراك خطورة الانزلاق إلى مواجهة إقليمية واسعة… أزمة اقتصادية وأمنية عالمية.


ترامب يملك قدرة الحسم، لكن فريدمان يحذر من الأثر المحتمل لمواجهة واسعة تزيد من مخاطر السياسة الأميركية الداخلية، مثل ارتفاع أسعار النفط، وتأكيد طرق التواصل بين البيت الأبيض والكونغرس.

 

ختامًا، يشير الكاتب إلى أن ما يحدث *يعيد رسم الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط:

 

أهم عناصر القوة لن تقاس فقط بالعسكرة، بل بقدرة الأطراف على قراءة التحوّلات وتقدير المشهد لتجنّب السيناريو الأخطر.


نتيجة فريدمان واضحة: النصر العسكري وحده لا يكفي. المفاتيح الأقوى تتحكّم بها الرواية الداخلية، التوازنات الجيوسياسية، والقرارات الاستراتيجية التي تجنب الانزلاقات غير المحسوبة.


غالبًا ما يُفسّر الصراع بنظرة عسكرية تقليدية؛ لكن فريدمان يقدّم رؤية بديلة متقدمة: المعركة بدأت على الأرض، لكنها ستُحسم—أو تُفقد—بخيارات المجتمعات الداخلية، والتحليل الدقيق للمخاطر الدولية، والقدرة على تفادي الحرب اللامحدودة عبر إدارة ذكية واستراتيجية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9