س: كيف تصف العملية الاسرائيلية والمتوقع ان تنضم اليها القوات الاميركية ضد ايران؟؟
ج: ما يجري بالفعل معقد. الضربات الإسرائيلية للعمق الإيراني تمّت بدقة بسبب تفوّق استخباراتي، مدعوم من تحالف غربي–إقليمي. لكن هذا الكيان المكتنز بالمعلومات يكشف أيضًا عن أخطار كبيرة، لأنه يدفع المعركة نحو خطوط جبهة داخلية أكثر إثارة للقلق من مجرد الساحة العسكرية. الحرب هنا لن تُحسم فقط عبر القتال، بل في عمق التضامن الداخلي وبنية القوى والمشروعية الشعبية.
س: ذكرت أن الجبهة الداخلية، سواء في إيران أو أعدائها، تلعب دورًا محوريًا. هل توضح كيف يحدّد ذلك مسار الحرب؟
ج: الجبهة الداخلية هي المفتاح. موقف الإدارة الأميركية من الانخراط المباشر مشروط بجملة من الاعتبارات السياسية والاجتماعية. التوسع في المعركة يتوقف قدرة ايران على ضرب اسرائيل والمصالح الاميركية بعد تدخل اميركي متوقع لهذا ربما زاد الايرانيون من قصف الجبهة الداخلية الاسرائيلية لافهام ترامب ان الاسرائيليون يكذبون حين يقولون انهم اضعفوا ايران وقضوا على ثمانية عشر الف صاروخ ايراني في مخازنها وان ايران فقدت اغلب منصات الاطلاق وهي اكاذيب سلمها ترامب مباشرة لترامب خلال انصالات هاتفية بينهما لدفع ترامب الى المشاركة التي وعد بها قصف ايران. لذلك، لا تكفي نظرة عسكرية لتفسير سير المواجهة؛ علينا أن ننظر إلى التكوين السياسي، الاجتماعي، والاستراتيجي المحيط بترامب وتاثير من هم حوله عليه.
س: ماذا عن تأثير الجبهة الإيرانية الداخلية على قرار طهران؟
ج هذه الجبهة ليست خلفية فقط؛ هي قلب الصمود. الهوية الإيرانية، التي تمتزج فيها القومية بالدين والتاريخ، تعبئة فعالة للجماهير. هذا العامل يرفع السقف أمام الضربات الأميركية–الإسرائيلية، ويعقّد ثبات القيادة والشعب الايرانيين إذا أمعنا نحن الاميركيين في اذلالهم كما يفعل ترامب.
س: تحليلك ها التحذير من حرب تشبه العراق هو ما يدفع ترامب للتردد؟ هل ترى ترددًا أميركيًا؟
ج: بالفعل. التحذير من خطر انزلاق أميركا في ورطة شبيهة بحرب العراق يتكرر في الأروقة الأميركية . الفرصة كانت متاحة لإسرائيل لتوجيه الضربات، لكن الآن تقع الولاية على واشنطن لتحديد مدى تورطها واستعدادها لتحمل التبعات.
س: إسرائيل تعتبر إيران تهديدًا استراتيجيًا وجوديًا. هل تعتبر الدولة الاميركية العميقة ايران هكذا ايضا؟؟
ج: نعم، لكن ليس من نفس زاوية الرؤية الاسرائيلية، فاميركا العميقة ترى ان ايران مشروع دولة عظمى وشعبها العظيم قادر على صنع المعجزات بسرعة تاريخية ولو اتيح للنظام الايراني الخروج من الحصار فسوف نرى ايران تنطلق في التصنيع والتكنولوجيا والقوة العسكرية بما يتفوق ربما على بعض الدول الاوروبية الكبرى. اميركا تخشى مشاركة ايران الامبراطورية للسيطرة على مجال حيوي لاميركا هو الخليج الفارسي واسيا الوسطى، بينا إسرائيل تعيد ترتيب أولوياتها مبنية على قلقها من البرنامج النووي الإيراني وقوة الصواريخ ودعمها للأذرع مثل حماس وحزب الله والحوثيين. هذا التوافق
س: كيف ترى تصرف واشنطن بقيادة ترامب في هذا السياق؟
ج ترامب أعلن انسياقًا كاملًا نحو تحجيم البرنامج النووي الإيراني. الولايات المتحدة تلوّح بدعمها، لكن لا تريد الانخراط الكامل؛ الخشية من حرب إقليمية أوسع تقود لأزمة اقتصادية عالمية واضحة في بيانات قمة السبع ترامب يريد معركة اضرب ثم اهرب لذا يهول على ايران كي لا يورطوه في سلسلة من الردود التي تجبره على التورط في حرب شاملة
س: هل هناك قيود على واشنطن في حال شنت حرب؟؟
ج بالضبط. نعم الضوابط هي ضمان عدم قيام ايران برد على الضربات التي يراغب ترامب بشنها لهذا يحاول الموازنة بين تقديم الدعم لإسرائيل عمليات بضربات من بي 52 والابتعاد عن الانزلاق إلى نزاع حربي شامل لذا طالب ايران بالاستسلام لكي يعود بعد الضربة ويقول انه اوقف الحرب فلا ترد ايران عليه والا وسع الحرب.
س وماذا عن التداعيات الإقليمية بعيدًا عن إسرائيل وإيران؟
ج: المواجهة لا تقتصر على بؤرة المنطقة؛ تأثيرها يمتد إلى شرق المتوسط، سوريا، وربما شمال أفريقيا. تشكيل توازنات جديدة أمر محتمل في المدى الطويل، خاصة إذا فشل النظام الايراني أو تراجع دوره.
س: في ختام الحديث، كيف تصف المشهد العام في ظل فقدان الوضوح؟
ج: ما نشهده هو حلم اسرائيلي ب مراكمة مكاسب الحروب في غزة ولبنان وسورية بزخم اميركي حصرا و، إعادة رسم التوازن الإقليمي دون وجود اعداء لاميركا واسرائيل ، وتحول القوة الاسرائيلية في حال سقطت ايران في الفوضى او في العجز والحصار القاتل الى قوة تتحكم بكل الشرق من المتوسط الى ما وراء حدود باكستان.
س: كيف تصف تأثير واشنطن في رسم مسار الحرب الحالية؟
ج: العامل الأميركي في قلب هذه المعادلة. الرئيس ترامب جعل إنهاء البرنامج النووي الإيراني أولوية إستراتيجية، مما يضع الولايات المتحدة شريكًا مباشرًا، سواء عبر الدعم العملياتي أو تحمّل مسؤولية الفشل في حال تحقق ذلك . لكن أي تدخل أميركي مباشر محاط بحسابات دقيقة.
س: وماذا عن إيران؟ كيف يمكنك تقييم موقعها في هذه المعادلة؟
ج: إيران اليوم في موقف دفاعي، تحاول الحفاظ على استقلالها ومصالحها في مواجهة التفوق العسكري والتكنولوجي الأميركي الغربي – وهذه تمثل نقطة قوتها. ولكن، في ظل الخطر العسكري المستمر، تكون الإصابات جوهرية وتفضح هشاشة القدرة على جني نتائج مستدامة لصالحها.