منذ تصاعد المواجهات خلال ما أُطلِق عليه “طوفان الأقصى”، ظهرت ملامح واضحة في سلوك الإعلام الغربي، ما يبدو أنه يعكس موقفاً مدعوماً بشكل شبه منسق مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. يبرز الإعلام في كثير من الأحيان كأداة ضمن إطار الحرب النفسية، مكرّساً لتوصيفات وتصنيفات تخدم الأجندة الإسرائيلية.
يرى مصدر في التيار اليساري في الحزب الديمقراطي أن الإعلام الأميركي اتّبع "كتيّب تعليمات" موحّداً أثناء تغطيته للأحداث في فلسطين، وهو ما اعتُبر دعمًا غير مباشر لسياسات اسرائيل.
تعتبر هذه المنظومة الإعلامية، بحسب المصدر، جزءًا من أدوات الحرب النفسية، توازي خطورتها العمليات الحربية المادية. وهو سلامح يقوم بتبنّي سردية مواتية لإسرائيل وتصويرها كطرف محق، فيما تغرم خطاب الضحايا. وإسرائيل تستفيد من هذا التغطية الإعلامية التي تعزز موقعها وتبرر إجراءاتها.
نقطة قوة ضحايا اسرائيل هي السوشال ميديا لذا ينصح الديمقراطيون اليساريون جميع المتعاطفين ضحايا اسرائيل الذين توسعت اعدادهم وتعددت جنسياتهم الى تبني خطط استخدام ذكي لوسائل الاعلام الالكتروني لصعوبة حجبه ولكن ليس على المنصات التي تخضع لادارة اللوبي الاسرائيلي. فموقع الكتروني سرفره يستضاف في الصين مثلا اهم من اي حساب على اكس يمكن حجبه ساعة يصبح فاعلا في محاربة الدعاية الاسرائيلية, وهنا لا بد من القاء الضوء على العلاقة الوثيقة بين الإعلام والدبلوماسية، حيث أن السرد الإعلامي جزء من المعركة السياسية لكسب الشعوب الغربية وعلى راسها الشعب الاميركي الذي لا يضم فقط انصار القضية الفلسطينية العادلة بل يضم ايضا نسبة جهورية وازنة من الرافضين للحروب التي قد تتسبب اسرائيل الليلة بواحدة من احطرها مع ايران والتي انجر اليها ترامب عن سابق تصور وتصميم معتقدا ان حرب لساعات ثم يسود الخضوع والاستسلام.
نقطة ضعف لعاملين في الاعلام المناهض لاسرائيل هو تناولهم للاعلام الغربي وكانه كتلة واحدة وهذا ليس صحيحا، فهناك تنوّع المشهد الإعلامي الغربي، فهو ليس كتلة موحدة؛ كما أن بعض المنصّات تتبنى مواقف نقدية تجاه إسرائيل، من باب الحفاظ على المصداقية ويمكن استغلال تلك المنصات الطاغية ولو بشكل تكتيكي.
صعود أصوات بديلة امر حاسم لكسب قلوب وعقول الاميركيين لمناهضة الحرب على ايران مثلا ولدفع الرئيس ترامب وغيره في المستقبل الى وقف الاجرام الصهيوني ضد الفلسطينيين وانصارهم.