فرنسا والسلاح: كيف تتعاطي باريس مع فكرة نزع سلاح الحزب؟

2025.05.11 - 09:09
Facebook Share
طباعة

 التصور الفرنسي حيال المستجدات اللبنانية المتسارعة منذ حوالي ستة أشهر يعكس اهتمامًا متواصلًا من باريس بالأوضاع اللبنانية على مختلف المستويات. يتجلى هذا الاهتمام من خلال المشاركة الفاعلة في اللجنة الخماسية المعنية بالاستحقاق الرئاسي، ولجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل، فضلًا عن دعم عملية النهوض المالي والاقتصادي.
أولًا: ملء الفراغ الرئاسي وتشكيل الحكومة
تعتبر باريس أن ملء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة جديدة يمثلان إنجازًا أساسيًا فتح الآفاق لمرحلة جديدة من العمل على مختلف الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية. وترى أن هذا التطور لم يكن ليحدث لولا الالتزام الفرنسي والدعم الأمريكي والحسم السعودي.
ثانيًا: تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية
تعبر باريس عن انزعاجها من تعثر التنفيذ الكامل لمندرجات اتفاق وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل، مشيرة إلى أن بعض بنوده مبهمة وتترك المجال للتفسير والتأويل. وتدين الخروقات الإسرائيلية المستمرة، لكنها تؤكد على أهمية مواكبة العمل من الداخل وعدم الانسحاب من آلية المراقبة.
ثالثًا: حصرية السلاح بيد الدولة
تدرك باريس الصعوبات التي تعيق تنفيذ قرار حصرية السلاح بيد السلطات الشرعية اللبنانية، وتعي حجم الضغوط الممارسة على الحكم اللبناني الحالي من بعض فرقاء الداخل والجهات الخارجية. وتدعم مقاربة قائد الجيش اللبناني العماد هيكل والرئيس ، جوزاف عون، في اتباع سياسة "الخطوة خطوة"، معتبرة أن خبرته ومعرفته بوضعية المؤسسة العسكرية تجعله يتصرف بروية وحكمة.
رابعًا: الدعوة إلى حزب الله للتعاون
تؤكد باريس أن قرار حصرية السلاح يستند إلى رغبة داخلية جامعة ودعم خارجي عربي ودولي، وتشير إلى أن الحصرية المقصودة شاملة وكاملة. وتدعو حزب الله إلى التعاون الجدي والتجاوب الفعلي وعدم المراهنة على لعبة الوقت في انتظار متغيرات خارجية لان التفاهمات الاميركية الايرانية تمت بخصوص لبنان ونزع السلاح جزء اساسي منها ولولا ذلك لشهدنا ردا من حزب الله على اسرائيل في كل مرة تقصف فيها هدفا للحزب وعدم الرد مثل الموافقة على شروط وقف اطلاق النار المناسبة جدا جدا لاسرائيل لم تكن لتتم لولا اتفاقيات سرية اميركية ايرانية على وقف التوتر في جميع الجبهات تمهيدا للتوصل الى اتفاق نووي جديد دون اعطاء الفرصة لنتنياهو لاستغلال الساحات التابعة نفوذيا لايران لجر الاخيرة الى حرب موسعة اسرائيلية معها.
خامسًا: الإصلاحات الاقتصادية والمالية
ترى باريس أن حكومة نواف سلام في سباق مع الوقت لإنجاز الإصلاحات المطلوبة ماليًا واقتصاديًا ومصرفيًا، خاصة أن المدة الفاصلة قبل الانتخابات النيابية المقبلة لا تتعدى السنة. وتعرب عن ارتياحها لإقرار قانون السرية المصرفية، لكنها تعتبره خطوة غير كافية، وتشدد على أهمية إقرار مشروع قانون إعادة هيكلة وإصلاح القطاع المصرفي.
سادسًا: مؤتمر الدعم المالي والاستثماري
تكشف باريس أن تأجيل استضافة المؤتمر الهادف إلى حشد الدعم المالي والاستثماري الدولي للبنان مرتبط بتأمين ظروف نجاحه من خلال حشد أكبر عدد من الدول والمؤسسات المستعدة لتقديم الدعم الفعلي. وتؤكد أن تحديد الموعد النهائي مرتبط بقدرة الحكومة اللبنانية وسرعتها في إنجاز الإصلاحات المطلوبة لضمان الشفافية والفعالية.
سابعًا: الشراكة الاستراتيجية مع لبنان
تشير الأوساط الفرنسية إلى وجود روابط عميقة وشراكة استراتيجية بين فرنسا ولبنان، وتؤكد أن اهتمام باريس بلبنان يتميز بالاستمرارية ذات النفس الطويل، ليس فقط في تنمية العلاقات الثنائية، بل في لعب دور مساعد في تعزيز علاقات لبنان الخارجية.
ثامنًا: الدعوة إلى الفرقاء اللبنانيين
توجه باريس دعوة ملحة إلى الفرقاء اللبنانيين للتجاوب مع مساعي الحكم والحكومة لاغتنام الفرص المتاحة لنهضة البلد، سواء على صعيد عودة الاهتمام الدولي أو على صعيد انفتاح البوابة الخليجية من جديد، إضافة إلى العمل لتحصين الساحة الداخلية وحمايتها من الرياح الإقليمية وتعزيز الاستقرار وتوطيد الوحدة وبسط السيادة.
في الختام، تؤكد باريس أن لا عودة إلى الوراء، وتدعو جميع الأطراف اللبنانية إلى التعاون الجدي لتحقيق الاستقرار والازدهار في لبنان.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4