شهدت مناطق شمال وشرق سوريا عمليات أمنية نفذتها قوات "التحالف الدولي" بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث تم تنفيذ سبع عمليات نوعية منذ بداية شهر آذار/مارس الجاري، استهدفت خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" في أرياف دير الزور والرقة والحسكة. وأسفرت هذه العمليات عن اعتقال 16 عنصرًا ومشتبهًا بالانتماء إلى التنظيم، بينهم شخصيات بارزة كانت تلعب أدوارًا محورية في إعادة تنشيط خلايا التنظيم.
أبرز الاعتقالات والأهداف
من بين أبرز المعتقلين، كان خالد مربد عبيد، المعروف بلقب "أبي عمر"، والذي يعد المسؤول عن توزيع الأسلحة والذخائر لخلايا تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث تم إلقاء القبض عليه في بلدة "البصيرة" بريف دير الزور الشرقي. كما تم اعتقال الأمير العسكري في التنظيم، رأفت رحمون، الذي كان يحمل لقبي "أبي صهيب العدناني" و"أبو حسين القرشي"، في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
تفاصيل العمليات الأمنية
7 آذار: نفذت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم جوي من "التحالف الدولي"، إنزالًا جويًا في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، أسفر عن اعتقال أحد الأشخاص المتهمين بالانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية".
10 آذار: شنت وحدات أمنية تابعة لـ "قسد"، بالتعاون مع "التحالف الدولي"، عملية دقيقة أسفرت عن القبض على خالد مربد عبيد، الملقب بـ "أبي عمر"، والذي كان يشرف على توزيع الأسلحة لخلايا التنظيم.
11 آذار: اعتقلت وحدات التدخل السريع التابعة لقوى الأمن الداخلي "الأسايش"، بمشاركة قوات "التحالف الدولي"، 11 شخصًا في قرية الجيعة بريف دير الزور الغربي، بعد مداهمة منازل يشتبه باستخدامها كمراكز لوجستية لخلايا التنظيم.
12 آذار: نفّذ جهاز الأمن العام التابع لقوى الأمن الداخلي، بالتنسيق مع "التحالف الدولي"، عملية أمنية مدعومة جويًا، أدت إلى اعتقال قيادي بارز في التنظيم في قرية الهورة بريف الرقة. وجاءت العملية بعد رصد دقيق لتحركاته.
19 آذار: شنت قوات "التحالف الدولي" و"قسد" حملة أمنية مشتركة في بلدة السلحبية بريف الرقة الغربي، أسفرت عن اعتقال عدد من المطلوبين.
20 آذار: نفذت فرق العمليات العسكرية التابعة لقسد، بدعم من "التحالف الدولي"، عملية نوعية أسفرت عن القبض على الأمير العسكري رأفت رحمون، الذي كان يشرف على العمليات في محافظتي الحسكة ودير الزور.
22 آذار: ألقت وحدات أمنية تابعة لقسد، بالتعاون مع "التحالف الدولي"، القبض على أحد عناصر التنظيم في الحسكة، في إطار مساعي تقويض جهود التنظيم في إعادة ترتيب صفوفه.
أهمية العمليات وتأثيرها
تأتي هذه العمليات في سياق الجهود المستمرة للقضاء على خلايا "داعش" ومنعها من إعادة التمركز وشن هجمات جديدة. فرغم الهزائم العسكرية التي مني بها التنظيم، لا يزال يشكل تهديدًا أمنيًا من خلال هجمات متفرقة ومحاولات إعادة بناء شبكاته. ويعكس الدعم الدولي المستمر لـ "قسد" التزامًا بمكافحة الإرهاب وضمان استقرار المناطق المحررة.
وتؤكد هذه العمليات قدرة التحالف الأمني بين "قسد" و"التحالف الدولي" على تنفيذ عمليات دقيقة تستهدف عناصر التنظيم الأكثر خطورة، ما يسهم في تقليل تهديده واستمرار الضغط عليه لمنعه من إعادة تنظيم صفوفه.
استراتيجيات مكافحة الإرهاب
يرى محللون أن استمرار التنسيق الأمني وتبادل المعلومات بين "قسد" و"التحالف الدولي" يعد من العوامل الأساسية لنجاح هذه العمليات. كما يشيرون إلى أهمية تعزيز الجهود الاستخباراتية ورفع مستوى التنسيق مع السكان المحليين، لضمان كشف أي تحركات مشبوهة لعناصر التنظيم.
وتشير التقارير إلى أن التنظيم يحاول الاستفادة من بعض المناطق الريفية والنائية لإعادة تنظيم صفوفه، ما يستدعي استمرارية الضغط الأمني لضمان عدم تمكنه من العودة مجددًا إلى الساحة.