طرطوس: تعزيزات عسكرية ومخاوف من تصعيد جديد

سامر الخطيب

2025.03.24 - 10:56
Facebook Share
طباعة

 شهدت مدينة طرطوس السورية، يوم السبت، وصول تعزيزات أمنية كبيرة إلى الحواجز العسكرية، خصوصًا عند جسر أرزونة، ما أثار قلق السكان المحليين حول تداعيات هذا التطور.


وبحسب مصادر ميدانية، تضمنت التعزيزات نحو 50 مركبة تقل أعدادًا كبيرة من العناصر المسلحة، بعضهم يرتدي زيًّا لا يشبه الزي الرسمي لقوات الأمن العام أو وزارة الدفاع. وتمركز جزء من هذه القوات على الحواجز الأمنية في منطقتي الشيخ سعد وجسر أرزونة، بينما توزع آخرون داخل منازل هُجر سكانها نتيجة المخاوف من تصاعد العمليات العسكرية أو وقوع أعمال انتقامية.


أدى وصول هذه التعزيزات إلى تصاعد المخاوف بين الأهالي، خاصةً في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة. ويأتي ذلك في سياق أوسع من التوترات التي تشهدها سوريا، حيث باتت الانقسامات الطائفية تشكل تحديًا كبيرًا للنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، ما يزيد من خطر العنف الممنهج والعمليات الانتقامية. وقد شهدت المنطقة سابقًا اضطرابات مشابهة أدت إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، بالإضافة إلى تزايد الانتهاكات التي وثّقتها المنظمات الحقوقية الدولية.


وفي هذا السياق، وثّق حقوقيون سقوط 1614 مدنيًا ضحيةً لعمليات التصفية منذ اندلاع المواجهات الأمنية والعسكرية يوم الخميس 6 آذار وحتى الخميس 20 آذار. كما أفادت التقارير بوجود عدد كبير من المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم حتى الآن، بالإضافة إلى وجود جثامين لم تُسلّم لذويها في مشافي الساحل السوري.


أما على صعيد المجازر، فقد تم توثيق 62 مجزرة في مناطق الساحل السوري والمناطق الجبلية، توزعت الخسائر البشرية حسب المحافظات على النحو التالي: اللاذقية: 836 ضحية - طرطوس: 503 ضحايا - حماة: 262 ضحية - حمص: 13 ضحية.


إلى جانب ذلك، شهدت المناطق المتأثرة بهذه الأحداث تدهورًا حادًا في الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والدواء، إضافة إلى انقطاع الخدمات الحيوية كالكهرباء والمياه. وأعربت منظمات إغاثية عن قلقها إزاء تفاقم الأوضاع، مشيرةً إلى الحاجة الملحة لممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات إلى المدنيين.


وتسلط هذه التطورات الضوء على الوضع الأمني المعقد في سوريا، حيث لا تزال مناطق عدة تشهد تصعيدًا يعمّق الأزمة الإنسانية ويفاقم معاناة المدنيين، وسط غياب حلول سياسية فعالة تنهي دوامة العنف المستمرة. وبينما تواصل الأطراف المتنازعة تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن التصعيد، يبقى المدنيون الضحية الأكبر لهذا النزاع الطويل الأمد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7