التصعيد الإسرائيلي في سوريا: استراتيجيات جديدة وضغوط متزايدة

2025.03.24 - 09:53
Facebook Share
طباعة

تواصل القوات الإسرائيلية أنشطتها في سوريا عبر استهدافات جوية وعمليات برية يمكن تصنيفها ضمن ثلاث مستويات رئيسية. يشمل المستوى الأول توسيع وإنشاء قواعد عسكرية دائمة داخل الأراضي المحتلة، بينما يركّز المستوى الثاني على تدمير المواقع العسكرية السورية السابقة، خاصة في المنطقة الجنوبية. أما المستوى الثالث، فيتجلى في تصعيد الضغوط على السكان المحليين عبر التفتيش والمداهمات المتكررة، مما يعزز مناخ عدم الاستقرار ويدفع إلى عمليات تهجير غير معلنة، إلى جانب محاولات لاختراق المجتمع من خلال تقديم المساعدات والمحروقات المجانية وبرنامج تشغيل السوريين في الأراضي المحتلة.

 

تحركات عسكرية وتغييرات استراتيجية
في سياق العمليات العسكرية الأخيرة، نقلت القوات الإسرائيلية مجموعة كبيرة من المدافع من مناطق قريبة من "شريط فض الاشتباك"، فيما قامت الحكومة السورية بسحب الآليات العسكرية الثقيلة من الجنوب إلى العاصمة، مبررة ذلك بأعمال صيانة. ويشير ضباط سابقون في الجيش السوري إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل الخسائر في العتاد بسبب القصف الإسرائيلي، الذي دمر عشرات الدبابات والعربات المدرعة مؤخراً.

 

تعزيز القواعد العسكرية والتوسع في الجنوب
أفادت مصادر محلية بأن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تعزيز قواعده في الجنوب السوري، حيث نقل تجهيزات مسبقة الصنع إلى قاعدة "تل أحمر غربي" ووسع عمليات التجريف حولها. كما تواصل قوات الاحتلال تجريف مناطق محظورة على السكان بالقرب من جباتا الخشب، مما يشير إلى توجه لتوسيع النفوذ الإسرائيلي في هذه المناطق.

 

استهداف السكان والضغط الميداني
في إطار سياسة التضييق على المدنيين، صادرت قوات الاحتلال قطيعين من الأغنام في قرية الرفيد بحجة دخول الرعاة إلى مناطق محظورة، وهو ما يتكرر في قرى حوض اليرموك بريف درعا. كما شهدت مناطق عدة اعتقالات ومداهمات، كان آخرها في قرية أم العظام، حيث اعتُقل أربعة شبان، إضافة إلى عمليات تفتيش قسري في قرى أخرى، ما يزيد من الضغوط على السكان ويدفعهم إلى النزوح القسري.

 

ضربات جوية وتصعيد عسكري
شهدت الأيام الماضية قصفاً جوياً استهدف مواقع عسكرية سورية، أبرزها في ريف دمشق الجنوبي ومطاري تدمر وT4، حيث أدى القصف إلى تدمير ما تبقى من الطائرات المقاتلة ومستودعات الأسلحة. وعلى الرغم من نفي بعض المسؤولين الإسرائيليين مسؤولية بلادهم عن بعض الهجمات، فإن الجيش الإسرائيلي أعلن تنفيذه ضربات استهدفت "قدرات عسكرية استراتيجية" في المنطقة.

 

استمرار التصعيد وعدم جدوى الوساطات
في ظل عجز الوساطات الدبلوماسية عن وقف الاعتداءات الإسرائيلية، يبدو أن التصعيد مستمر، سواء عبر القصف أو الممارسات القمعية ضد المدنيين، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى فرض واقع جديد في الجنوب السوري من خلال الضغوط العسكرية والاقتصادية والمجتمعية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5