إسرائيل تواصل انتهاك الاتفاقات الدولية وتؤجج نيران الحرب بلا هوادة

رامي عازار

2025.03.22 - 01:19
Facebook Share
طباعة

 لم تكن إسرائيل يومًا طرفًا يلتزم بأي اتفاق يحد من غطرستها وعنجهيتها، فبعدما وقع اتفاق وقف إطلاق النار، لم تمر سوى لحظات حتى عاد الاحتلال ليثبت للعالم أجمع أنه لا يملك أي التزام بالاتفاقيات، وأنه ماضٍ في سياساته العدوانية غير آبه بأي قواعد أو قوانين دولية. فها هو وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس يهدد ويتوعد، ويأمر جيشه بمواصلة القصف والدمار، متجاهلًا أي مساعٍ دولية لوقف التصعيد.


إسرائيل تشعل جبهات متعددة وتجرّ المنطقة إلى كارثة جديدة
لم تكتفِ إسرائيل بإعادة إشعال جبهة غزة بعد شهرين من وقف إطلاق النار، بل عمدت إلى استفزاز لبنان مجددًا، محملة الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق صواريخ من الجنوب، في محاولة رخيصة لإيجاد مبررات جديدة لحملاتها العسكرية ضد المدنيين العزل. ورغم التحذيرات اللبنانية المتكررة بأن أي تصعيد سيؤدي إلى عواقب وخيمة، واصلت إسرائيل تصعيدها الفج وقصفت بلدة تولين، مخلفة شهداء وجرحى في عدوان جديد يؤكد أن الاحتلال لا يفهم سوى لغة العدوان والدم.


المطلة.. مستوطنة تتحول إلى كابوس للمستوطنين
رغم دعايات إسرائيل حول قدرتها على تأمين مستوطنيها، إلا أن واقع الأمر يفضح هشاشتها الأمنية، حيث لم يعد إلى مستوطنة المطلة سوى 10% من سكانها، بعد أن باتت هدفًا للصواريخ التي تطلق كردّ على عدوان الاحتلال المتكرر. حتى المستوطنون أنفسهم بدؤوا يدركون حجم الفشل الذريع لحكومة نتنياهو، وهو ما عبّر عنه رئيس بلدية المطلة بصراحة عندما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي واتهمه بالانشغال بأمور فارغة بدلًا من توفير الأمن لسكان المستوطنة.


تهديدات إسرائيلية فارغة أمام اختبارات الواقع
بينما يستمر الاحتلال في تهديده للبنان والجنوب، ويتوعد بيروت، يدرك الجميع أن هذه التهديدات ليست إلا صدى لحكومة فاشلة تواجه احتجاجات داخلية غير مسبوقة، وانقسامات تمزقها من الداخل. وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، لم يتردد في توجيه الاتهامات مباشرة لنتنياهو وحكومته، مؤكدًا أن أكبر خطر على أمن إسرائيل ليس حزب الله أو حماس، بل القيادة الإسرائيلية نفسها التي تقود كيانها نحو الهاوية.


العالم مطالب بموقف حاسم أمام جرائم إسرائيل المستمرة
رغم كل التقارير الدولية التي تؤكد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان، فإن المجتمع الدولي لا يزال متقاعسًا عن اتخاذ خطوات جدية لكبح هذا العدوان المستمر. رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام شدد على أن الدولة اللبنانية وحدها من تملك قرار الحرب والسلم، مطالبًا الأمم المتحدة بمضاعفة الضغط على الاحتلال للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف استفزازاته المتكررة.


في المقابل، لا تزال إسرائيل تراهن على الوقت وتواصل نهجها القائم على العدوان، لكنها تعجز عن استيعاب أن زمن الصمت قد ولى، وأن شعوب المنطقة لم تعد تقبل بأن يكون الاحتلال فوق القانون. فهل يتحرك العالم قبل فوات الأوان، أم يواصل صمته حتى تقع كارثة جديدة في المنطقة؟

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5