تفاصيل الاجتماع الذي عقد بين قسد والحكومة في الحسكة

سامر الخطيب

2025.03.20 - 12:38
Facebook Share
طباعة

 
اجتمع قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، مع اللجنة التي شكلها الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لاستكمال تفاصيل الاتفاق بين الإدارة السورية و"قسد". يأتي هذا الاجتماع بعد توقيع الاتفاق المبدئي في 10 من آذار الحالي، والذي يمهد لدمج "قسد" ومؤسسات "الإدارة الذاتية" مع المؤسسات الحكومية السورية.


تفاصيل الاجتماع وأهدافه
عُقد الاجتماع في مدينة الحسكة بحضور شخصيات بارزة من الجانبين، من بينهم عضو القيادة العامة لـ"وحدات حماية المرأة"، روهلات عفرين، ورئيس اللجنة الحكومية، محافظ دير الزور، حسين سلامة، إضافة إلى عدد من المسؤولين العسكريين والإداريين من كلا الطرفين. ناقش المجتمعون آلية تنفيذ الاتفاق وآلية عمل اللجان المشتركة، التي يُفترض أن تبدأ عملها في نيسان المقبل.


وفقًا لما نشرته "قسد"، فقد ركز الاجتماع على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، والتأكيد على مبدأ عدم إقصاء أي مكوّن من المشاركة في رسم مستقبل البلاد وصياغة الدستور الجديد. كما شدد المجتمعون على أهمية وقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية، لضمان بيئة مستقرة تسمح بتنفيذ الاتفاق بسلاسة. كما تم التطرق إلى آليات تعزيز التعاون الأمني والإداري بين الطرفين، بهدف تقليل التوترات وضمان استقرار المناطق التي تسيطر عليها "قسد".


نقاط رئيسية نوقشت في الاجتماع
التنسيق الأمني: وضع آلية مشتركة لضبط الأمن ومنع أي خروقات من أي طرف.
الإدارة المحلية: دمج مؤسسات "الإدارة الذاتية" تدريجيًا ضمن هياكل الحكومة السورية.
القوات العسكرية: بحث آلية دمج وحدات "قسد" ضمن وزارة الدفاع السورية.
وقف إطلاق النار: ضرورة تطبيق وقف شامل لإطلاق النار على كافة الجبهات.
تمثيل جميع المكونات: ضمان عدم تهميش أي مجموعة عرقية أو دينية ضمن العملية السياسية.
إدارة الموارد: بحث سبل إدارة الموارد الطبيعية في مناطق "الإدارة الذاتية".


تحليل الاتفاق وآثاره المتوقعة
1. الأبعاد السياسية
يمثل هذا الاتفاق تحولًا كبيرًا في علاقة "قسد" مع دمشق، حيث تسعى دمشق إلى إعادة بسط سيطرته على شمال شرقي سوريا، فيما تحاول "قسد" تأمين اعتراف رسمي بوجودها السياسي والإداري.


2. الأثر العسكري
يؤدي الاتفاق إلى إعادة ترتيب المشهد العسكري في المنطقة. ففي حين وافقت "قسد" ضمنيًا على الانضمام إلى وزارة الدفاع السورية، لا تزال المعارك قائمة بين "الجيش الوطني السوري" المدعوم تركيًا و"قسد"، مما يهدد بعرقلة تنفيذ الاتفاق.


3. التحديات أمام تنفيذ الاتفاق
رغم التفاؤل المحيط بالاتفاق، يواجه تطبيقه عدة عقبات:
الموقف التركي: تركيا تعارض أي تسوية تعزز من قوة "قسد".
الرفض الداخلي: بعض الفصائل داخل "قسد" قد تتحفظ على الاندماج الكامل مع دمشق.
التحديات الإدارية: كيفية دمج مؤسسات "الإدارة الذاتية" ضمن مؤسسات الدولة السورية دون فقدان مكتسباتها.

 

يعد الاجتماع الذي عُقد في الحسكة خطوة رئيسية في تنفيذ الاتفاق بين "قسد" ودمشق، ولكن نجاحه يعتمد على عدة عوامل، أبرزها تعاون جميع الأطراف الداخلية، وإيجاد حل للتدخلات الإقليمية، وتقديم ضمانات حقيقية لكافة المكونات السورية لضمان استقرار العملية الانتقالية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 3