يواصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، حيث التقى يوم، الأحد 16 شباط، مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، بينهم السيناتور جيم ريتش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى جانب السيناتور جين شاهين والسيناتور مايكل بينيت.
ويأتي هذا اللقاء بعد اجتماع سابق جمعه مع عدد آخر من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، في إشارة إلى تحركات دبلوماسية تهدف إلى إعادة تموضع دمشق على الساحة الدولية.
وشارك الشيباني السبت في جلسة حوارية بعنوان "فجر جديد لدمشق: آفاق المرحلة الانتقالية في سوريا"، إلى جانب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وهند قبوات من اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، وبحضور المبعوث الأممي غير بيدرسون، ووزراء خارجية العراق والسعودية.
وخلال الجلسة، أكد الشيباني أن الحكومة المقبلة ستعتمد على الكفاءات بعيدًا عن أي تقسيم طائفي أو اجتماعي، مضيفًا أن العالم سيفاجأ بقدرة سوريا على تمثيل جميع مكوناتها الوطنية.
كما شدد على وجود اتفاقات مع الجماعات المسلحة لتسليم أسلحتها ودمجها في الجيش السوري، مؤكداً أن الأمن والاستقرار سيعودان، وأن السلاح سيكون تحت سلطة القانون.
وفي هذا السياق، دعا الشيباني المجتمع الدولي لمنح الحكومة السورية الفرصة لتمثيل شعبها والمساهمة في بناء نموذج وطني يحتذى به.
من جانبه، أكد المبعوث الأممي، غير بيدرسون، أن المرحلة الحالية تتطلب قرارات حاسمة، مشيراً إلى أن الأولويات في سوريا تتعلق بتمثيل السوريين، وتعزيز الأمن، والتعامل مع الملفات الشائكة مثل القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، والوضع الكردي، والتحديات الأمنية على الحدود الجنوبية والساحلية.
كما دعا إلى تقديم مساعدات اقتصادية عاجلة ورفع العقوبات عن البنك المركزي السوري، مشددًا على ضرورة دعم الاقتصاد السوري لضمان نجاح المرحلة الانتقالية.
واختتم مؤتمر ميونخ للأمن أعماله أمس، بعد ثلاثة أيام من النقاشات والمداولات الدولية حول القضايا الأمنية والسياسية العالمية، وسط تطورات لافتة في الملف السوري، حيث يبدو أن دمشق تسعى لتوسيع هامش تحركاتها السياسية واستقطاب دعم دولي لمرحلتها المقبلة.