تصاعدت أمس حدة التوتر في الجنوب اللبناني مع استمرار الغموض بشأن الانسحاب الإسرائيلي المقرر غداً الثلاثاء، في ظل غياب تأكيدات نهائية من الجانب الأميركي أو قوات اليونيفيل حول انسحاب كامل ونهائي من القرى والنقاط الحدودية التي لا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة فيها.
ورغم التقارير الإسرائيلية التي تفيد باستعداد الجيش الإسرائيلي للانسحاب خلال يومين، لا يزال الشك يحيط بالعملية، لا سيما مع استمرار تل أبيب في تنفيذ عمليات تفجير وقتل في المنطقة. وقد أفادت مصادر مطلعة بأن إسرائيل، رغم تعرضها لضغوط أميركية، لا تزال مصممة على الاحتفاظ بخمس نقاط استراتيجية على الحدود.
من جهته، شدد رئيس الجمهورية جوزف عون على ضرورة استكمال الجيش اللبناني واليونيفيل انتشارهم في كل المناطق المحررة، وسط رفض لبناني لأي ترتيبات أمنية بديلة عن السيادة الوطنية. في المقابل، لا تزال اللجنة المشرفة على الانسحاب تخضع لضغوط إسرائيلية تعرقل خطط الجيش اللبناني للانتشار السريع.
على الصعيد السياسي، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو توافق بلاده مع إسرائيل على ضرورة نزع سلاح "الحزب"، ما يعكس ضغوطاً متزايدة على الحكومة اللبنانية. كما لوحظ تكثيف الغارات الإسرائيلية على مناطق في البقاع، ما يزيد من المخاوف حول نوايا إسرائيل الفعلية تجاه الانسحاب.
أما في الداخل اللبناني، فتبرز تحديات كبيرة بعد الانسحاب، حيث يُنتظر بدء ورشة إعادة إعمار المناطق الجنوبية كاختبار حقيقي لقدرة الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام على تنفيذ برنامجها الإصلاحي. ويرتبط المشهد بأسره بالموقف الأميركي، إذ يُتوقع أن تحمل الوسيطة مورغان أورتاغوس خلال زيارتها المقبلة إلى لبنان مؤشرات حاسمة حول التوجه الإسرائيلي، مما سيحدد مصير الجنوب اللبناني في الأيام المقبلة.