استهداف جوي في إدلب: غموض حول هوية القتلى والجهة المنفذة

سامر الخطيب

2025.02.16 - 10:34
Facebook Share
طباعة

 شهدت محافظة إدلب شمالي سوريا هجوماً جوياً جديداً، حيث قُتل شخصان في استهداف سيارة بصاروخ أطلقته طائرة مسيّرة، يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي. الهجوم وقع على طريق أورم الجوز بريف إدلب الجنوبي، وهو ما يعيد تسليط الضوء على استمرار عمليات الاغتيال التي تستهدف شخصيات يشتبه بانتمائها إلى جماعات متطرفة مصنفة على قوائم الإرهاب الدولية.


تفاصيل الهجوم والتحقيقات الأولية
بحسب مصدر محلي، فإن السيارة احترقت بالكامل بعد الاستهداف، ما أدى إلى مقتل شخصين مجهولي الهوية على الفور، سارعت فرق "الدفاع المدني السوري" إلى مكان الحادث، حيث تمكنت من إخماد الحريق وانتشال الأشلاء، التي تم تسليمها إلى الطبابة الشرعية في مدينة إدلب للتعرف عليها.


لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، كما لم يتضح ما إذا كانت الطائرة تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أم أنها تابعة لجهة أخرى. ومع ذلك، فإن طبيعة الهجوم تشبه العمليات السابقة التي استهدفت قيادات في تنظيم "القاعدة" أو "داعش" شمال غربي سوريا.


تصاعد الاستهدافات في إدلب: خلفية وتحولات
الهجوم الأخير يأتي ضمن سلسلة طويلة من الضربات الجوية التي استهدفت قيادات وعناصر من تنظيم "حراس الدين"، الذي كان محسوباً على تنظيم "القاعدة"، قبل أن يُعلن حل نفسه رسمياً في 28 يناير الماضي.


في 30 يناير الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) مسؤوليتها عن عملية اغتيال "محمد صلاح الزبير"، وهو أحد القياديين البارزين في "حراس الدين"، عبر ضربة جوية دقيقة شمال غربي سوريا، وأكدت في بيان رسمي أن هذه الضربة جاءت ضمن استراتيجية لتعطيل قدرات الجماعات الإرهابية على التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها.


وقد سبق هذه العملية عدة ضربات جوية أسفرت عن مقتل قيادات بارزة، مثل:
"أبو القسام الأردني"
"أبو عبد الرحمن المكي"
"أبو محمد السوداني"
"أبو فراس السوري" (قتل عام 2016)
"أبو الخير المصري" (قتل عام 2017)


كما استهدفت ضربات التحالف الدولي عدة شخصيات قيادية في تنظيم "داعش"، أبرزها الخليفة السابق للتنظيم "أبو بكر البغدادي"، الذي قتل في عملية أمريكية خاصة بريف إدلب في أكتوبر 2019.


"حراس الدين": من الصعود إلى التفكك
تأسس تنظيم "حراس الدين" عام 2018 من مجموعات منشقة عن "هيئة تحرير الشام" بسبب خلافات أيديولوجية وولائها لتنظيم "القاعدة"، ضم التنظيم عدة فصائل صغيرة، مثل:
"جيش الملاحم"
"جيش الساحل"
"جيش البادية"
"سرايا الساحل"
"سرية كابل"
"جند الشريعة"


كما استقطب التنظيم العديد من المقاتلين الأجانب، خصوصاً من أوروبا، الذين سعوا إلى الانضمام لجماعة أكثر تشدداً من "هيئة تحرير الشام"، التي تخلّت تدريجياً عن ارتباطها بـ"القاعدة" واتجهت نحو براغماتية سياسية تضمن بقاءها في المشهد السوري.


لكن التنظيم تعرض لضغوط مزدوجة، تمثلت في تضييق وملاحقة عناصره من قبل "هيئة تحرير الشام"، التي عملت على إنهاء وجوده عسكرياً في إدلب، بالإضافة إلى الضربات الجوية المتكررة التي شنتها الطائرات الأمريكية، مما أدى إلى انهياره في النهاية وإعلانه حلّ نفسه رسمياً في يناير 2024.


انعكاسات الاستهدافات المتكررة على الوضع في إدلب
استمرار الضربات الجوية في إدلب، سواء من قبل التحالف الدولي أو أطراف أخرى، يعكس استمرار التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة. فبالرغم من أن "حراس الدين" تم تفكيكه رسمياً، إلا أن العديد من عناصره قد يكونون قد انضموا إلى مجموعات أخرى أو ظلوا في المنطقة بشكل غير معلن، ما يجعلهم أهدافاً محتملة لمزيد من العمليات الجوية.


من المرجح أن يستمر التحالف الدولي في استهداف الشخصيات التي يعتبرها تهديداً أمنياً، خاصة مع تصاعد المخاوف من إعادة تشكيل خلايا نائمة لتنظيم "داعش" أو أي جماعات أخرى قد تسعى لاستغلال الفوضى الأمنية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2