الوجود الإسرائيلي في القنيطرة دائم والضم قد يطال الارضي المحتلة حتى جبل الشيخ

كتب محمد حميد – اسيا

2025.02.15 - 10:18
Facebook Share
طباعة

منذ التوغل الإسرائيلي في المناطق الحدودية المحاذية للجولان المحتل، يعاني أهالي القنيطرة جنوبي سوريا من حالة من الخوف المستمر نتيجة حملات الدهم، وتفتيش المنازل، والاعتقالات العشوائية، فضلاً عن عمليات التخريب الممنهج للبنى التحتية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي. وعلى الرغم من مرور نحو شهرين على تواجد القوات الإسرائيلية في المنطقة، إلا أن الوضع ما زال يتسم بالغموض، مما يعمق القلق لدى السكان المحليين.


تحركات إسرائيلية مثيرة للقلق


في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، تمكنت القوات الإسرائيلية من التوغل نحو مدينة السلام (البعث سابقًا)، التي تعتبر من أهم معاقل المنطقة. ففي 2 شباط 2025، سيطرت القوات الإسرائيلية على مباني محافظة القنيطرة ومحكمة المدينة، لكنها سرعان ما انسحبت منها مساء ذلك اليوم. ورغم هذه الانسحابات المحدودة، فإن الأهالي بدأوا يشعرون بأن التواجد الإسرائيلي في المنطقة قد يصبح دائمًا، في وقت تتزايد فيه الشكوك حول نوايا إسرائيل في المنطقة.


مستقبل ضبابي: مشهد مأساوي للمواطنين


في حديثه معنا قال مواطن من ريف القنيطرة أن الوضع في المنطقة أصبح “غير مطمئن”، واصفًا الحملات الأمنية التي يشنها الجيش الإسرائيلي في القطاع الشمالي، وتحديدًا في قريتي طرنجة وجباتا الخشب، بأنها مصدر رئيسي للقلق. فالأهالي يعيشون في حالة من الترقب المستمر، إذ يمكن أن تداهم القوات الإسرائيلية أي منزل في أي لحظة، وتقوم بتفتيشه أو اعتقال أحد المدنيين. وقد أضاف أحمد أن عربات الجيش الإسرائيلي تجوب القرى ليلاً، مما يخلق أجواء من التوتر والخوف الدائم.


وأشار المواطن إلى أن الجيش الإسرائيلي قد استحدث نقاطًا عسكرية في برج الزراعة وحرش جباتا الخشب، وأحاط هذه النقاط بحواجز وأسوار أسمنتية، في مؤشر واضح على نية الاحتلال تعزيز وجوده في المنطقة.


الدمار والتجريف: محاولات بناء البنية التحتية العسكرية


ممارسات الاحتلال التي تسعى لتغيير معالم المنطقة من خلال شق طرقات في الجهة الغربية لتل أحمر، وهو تل جبلي يقع غرب القنيطرة. كما أكد مصدر أن القوات الإسرائيلية تقوم بأعمال بناء على التل، ويعتقد أن تلك المنشآت قد تكون ثكنات عسكرية أو حتى مطارًا. هذه الأعمال تثير القلق في صفوف الأهالي، حيث تضاف إليها الأعمال المماثلة في تل كودنة، حيث تم تجريف جزء كبير من الحرش الذي يبلغ مساحته حوالي 2000 دونم، مما يهدد البيئة المحلية بشكل مباشر.


وطالب المصدر الحكومة السورية والمجتمع الدولي بضرورة التدخل لوضع حد لهذه الاعتداءات الإسرائيلية، إما عن طريق الأمم المتحدة أو من خلال الضغط على الدول المؤثرة في المنطقة.


الإعلان عن نية الوجود الدائم: التصعيد الإسرائيلي في سوريا


في 11 شباط 2025، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إقامة منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن وجودها العسكري في سوريا لم يعد مؤقتًا. وأشارت الإذاعة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل على بناء تسعة مواقع عسكرية ضمن هذه المنطقة الأمنية، وهو ما يعكس نية تل أبيب في تعزيز وجودها العسكري في سوريا على المدى الطويل.
وأوضحت الإذاعة أن الجيش الإسرائيلي يخطط للبقاء في سوريا حتى عام 2025، مع رفع عدد الألوية العسكرية العاملة هناك إلى ثلاثة ألوية، مقارنة بكتيبة ونصف فقط قبل 7 تشرين الأول 2023. وفي تأكيد على هذه الاستراتيجية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في 28 كانون الثاني 2025، إن قواته ستظل في سوريا إلى أجل غير مسمى.


اعتقالات واشتباكات مستمرة: تحركات الجيش الإسرائيلي في القنيطرة


في 1 شباط 2025، أفاد مصد باعتقال الجيش الإسرائيلي شابين من أبناء قرية طرنجة، بعد أن أطلق أحد الشباب النار على دورية للجيش الإسرائيلي في القرية. هذا الحادث أسفر عن تبادل إطلاق نار بين الطرفين، أسفر عن اعتقال الشابين من قبل القوات الإسرائيلية، التي غادرت القرية متجهة نحو المنطقة الحدودية.


وفي وقت سابق، في 24 كانون الثاني 2025، اعتقلت القوات الإسرائيلية مدنيًا وأصابت آخر بإطلاق النار عليه في محيط بلدة كودنة بريف القنيطرة. هذه الحوادث تشير إلى تزايد حدة المواجهات في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في ظل وجود الاحتلال.


إسرائيل في الجولان: الاحتلال المستمر منذ 1967


منذ حرب 5 حزيران 1967، تحتل إسرائيل 1150 كيلومترًا مربعًا من هضبة الجولان السورية، وأعلنت في عام 1981 ضم هذه الأراضي إلى أراضيها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ورغم التغيرات السياسية التي مرت بها سوريا، بقيت إسرائيل مستمرة في محاولات تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، متحدية كل التحذيرات الدولية.


المستقبل مجهول في ظل التوسع الإسرائيلي


رغم محاولات السلطات السورية لاحتواء الوضع، فإن التوسع المستمر لإسرائيل في الأراضي السورية يثير تساؤلات عديدة حول مستقبل المنطقة. مع استمرار التصعيد العسكري والوجود الإسرائيلي المتزايد، يبقى سكان القنيطرة يعيشون في حالة من الخوف والترقب، في وقت يعانون فيه من الدمار المستمر وتدمير مقومات حياتهم الأساسية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7