في مقابلة خاصة لوكالة أنباء آسيا مع فضيلة الدكتور سالم الرافعي، رئيس هيئة علماء المسلمين في لبنان، وهو من أقرب المقربين للثورة السورية وخصوصا لقائدها أحمد الشرع، وهو من أوائل من التقاه فور دخوله إلى دمشق فاتحا، حيث ذهب الشيخ إلى دمشق والتقى به.
في المقابلة تم تسليط الضوء على قضايا حساسة تتعلق بالموقوفين الإسلاميين في لبنان ومطالبتهم بالعفو العام. حيث تحدث الدكتور الرافعي عن الظلم الذي لحق بالكثير من هؤلاء الشباب، مُشيرًا إلى تأثرهم بالنظام السوري وحلفائه في لبنان. وأضاف في حديثه أنه بعد سقوط النظام السوري وتكشف الجرائم المرتكبة، لم يعد هناك مبرر لاستمرار احتجاز هؤلاء الشباب. كما تناول د. الرافعي الوضع السياسي في لبنان، مُشيرًا إلى الدور المستمر لحزب الله وقوته في مختلف المجالات. في هذه المقابلة، قدّم الدكتور الرافعي العديد من الآراء التي تكشف عن الواقع المعقد للموقوفين الإسلاميين والأوضاع السياسية في لبنان.
نص المقابلة الكامل:
آسيا: بداية هناك يعني موضوعات عدة لابد أن نتوقف عند كل موضوع ونفند بعض الشيء يعني ربما أن نكشف بعض الخبايا أيضا في هذه الحلقة. ما رأيكم أن نبدأ بموضوع الموقوفين الإسلاميين؟ هناك صرخة باتت تتصاعد أكثر يومًا بعد يوم، وبالتالي هناك مناشدة للكثير من المسؤولين على أن يقفوا إلى جانب أهالي الموقوفين. هل ترى أن العفو العام بالفعل سيشمل جميع الموقوفين الإسلاميين في لبنان؟
الدكتور سالم الرافعي: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهله وصحبه أجمعين. ما يجري أو ما جرى على الموقوفين الإسلاميين يعني أمر ظاهره أن الدولة ظلمت الشباب، كان هناك ظلم كبير بحق الشباب. السبب في ذلك أن الأحكام كانت تحت سطوة النظام السوري وحلفائه في لبنان. كان الشباب مثلاً يؤاخذون بجريمة أنهم ذهبوا للقتال في سوريا ضد النظام السوري أو حتى فكروا في الذهاب. في بعض المفقودين ليس بسبب سفرهم إلى سوريا، ولكن كانوا يخططون للسفر إلى سوريا. الآن، طيب سقط نظام الأسد، وظهر للناس مدى الجرائم التي كانت ترتكب في سجون نظام الأسد والمكابس البشرية وغيرها. وتبين للعالم كله أن هذا النظام هو الإرهاب. إذن، سقط مبرر اعتقال الشباب. ما مبرر إبقائهم في السجن بعد سقوط نظام الأسد وانكشافه للناس؟
آسيا: المعنى بذلك أن الهيمنة النظام السوري ما زالت موجودة في لبنان؟
الدكتور سالم الرافعي: وحلفائه، حزب الله.
آسيا: حزب الله ما زال يتمتع بقوته المعهودة حتى هذه اللحظة في لبنان؟
الدكتور سالم الرافعي: نعم، هو ضعيف لكن له قوة.
آسيا: في البرلمان؟
الدكتور سالم الرافعي: في كل شيء.
آسيا: وعلى مستوى العسكري أيضًا؟
الدكتور سالم الرافعي: في الأمن والعسكر والسياسة والإعلام والاقتصاد. يعني في كل شيء، لا تزال لحزب الله قوة لا تنكر.
آسيا: عندما يكون هناك مطالبة بالعفو العام لكل الموقوفين الإسلاميين، من حق أيضًا هذه القوة، قوة حزب الله في لبنان، التي ما زالت حتى اليوم موجودة، أن تطالب بالإفراج عن الموقوفين الذين ينتمون إليها في السجون السورية؟
الدكتور سالم الرافعي: أول شيء بالنسبة للعفو العام، حتى يكون المشاهدون على بينة، هو ليس مخصصًا بالموقوفين الإسلاميين. يعني العفو العام يشمل كل الموقوفين أو المحكومين. يعني يستفيد منه الشيعة أكثر من السنة. هناك حوالي خمسة آلاف شيعي موقوف أو محكوم بموضوع المخدرات، وهؤلاء يستفيدون من العفو العام. أما شبابنا، فهم لا يتجاوزون 350 شخصًا سواء كانوا سوريين أو لبنانيين. الأمر الثاني، ما فيه مقارنة بين شاب سوري أو لبناني فكر بالذهاب إلى سوريا أو ذهب إليها وأوقف عشرات السنوات، وبين شاب اعتقلته الحكومة الجديدة لأنه كان يقاتل الشعب السوري. فرق كبير بين الأمرين.
الأمر الثاني هو أنه ليس نحن من نقرر ماذا يفعلون، بل الدولة هي المسؤولة أمامنا. أنتم الآن ما مبرر إبقاء الشباب؟ أولاً، كنتم تقولون إنكم تحت ضغط من هنا وهناك. حزب الله ضعيف، والنظام السوري سقط، فما مبرر إبقاء الشباب، خاصة بعد ما رأيتم ما كان يجري من مجازر في سجون النظام السوري؟
آسيا: ما هي مصلحتهم في إبقائهم حتى هذه اللحظة في السجون؟
الدكتور سالم الرافعي: القضية أن حزب الله وبعض القوى المسيحية لا يريدون أن يسلموا بما جرى في سوريا. بمعنى آخر، لو أنهم الآن وافقوا على العفو العام، فهذا يعني أنهم اقتنعوا بأن نظام الأسد كان إرهابيًا وكان مجرمًا، وأن الشعب السوري نال حريته. وهذا ما لا يريدون أن يقروا به، لذلك هم يكابرون.
آسيا: ما هو تعليقكم على خطاب أمين عام حزب الله الجديد الشيخ نعيم قاسم مؤخرا البعض يعتقد أنه تلمس بكلامه هناك تهيئة للشارع على أننا مقبلون إلى حرب أهلية داخلية هل هذه الورقة يمكن أن يستخدمها حزب الله في هذه المرحلة برأيكم؟
الدكتور سالم الرافعي: صراحة لم أستمع كل كلام أمين عام حزب الله استمعت إلى مقتطفات منه بالإعلام، ولكن الإنسان يشعر سواء بكلام أمين عام حزب الله أو بكلام المسؤول الأمني عندهم، تشعر بأن حزب الله مضغوط وأنه يتعرض لأزمة كبيرة يمر بها ويريد أن يثبت أنه ليس ضعيفًا كما يصوَّر وكأنه يريد أن يثبت بهذا يعني أنه يعمل شيئًا ما ليثبت أنه غير ضعيف. هذا شيء لا شك أنه يقلق وبنفس الوقت لا نريد أن يُستفزّ الحزب أو جمهور الحزب لدرجة أنه يخرجون عن العقلانية. إنما المطلوب منهم أنه يقروا بالواقع. يعني الآن المشكلة أين عندنا في لبنان؟ أنه هناك طائفة أو حزب الله في الطائفة الشيعية يحملون السلاح، طائفة لوحدها تتحكم بمقدرات البلد وتحكم على سائر الطوائف. هذا غير مقبول لم يعد مقبولًا.
يعني الآن موضوع السلاح كان بحجة مقاومة إسرائيل أو الدفاع عن لبنان وعن أرض لبنان. إذن هذا السلاح لم يستطع أن يحمي لبنان ولا شعب لبنان ولا أرض لبنان من الاحتلال، فذهب مبرر وجوده. الأمر الثاني هذا السلاح لم يستخدم فقط ضد العدو الصهيوني، هذا السلاح استخدم أيضًا ضد الشعب اللبناني سواء في 7 أيار أو استخدم بسلطته وسطوته في القضاء وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي البنيان وفي الإنماء وفي كل شيء.
يعني الآن مثلًا جرى تفجير مرفأ بيروت، حزب الله لا يريد النتيجة أن تنكشف، ضغط على القضاء حتى يمنع النتيجة. لولا سطوة السلاح لم يستطع أن يضغط هذا الضغط. كذلك لماذا لا تزدهر مناطقنا في الشمال؟ هناك ضغط مثلًا من حزب الله، لا يريد لمطار القليعات أن يعمل وينشط، يقول أنه ليس تحت حمايته الأمنية.
آسيا: اليوم مع سقوط النظام السابق في سوريا والآن ما تقوم به الثورة السورية التي تحضر لسوريا جديدة وهناك مباركة دولية لهذا التغيير، ولكن هل هذا سينسحب إلى الداخل اللبناني حصرا في منطقة الشمال وتحديدا في طرابلس سيطال هذا التغيير أيضا وهنا البعض يربط هذا التغيير إذا كان للإيجابية، معنى ذلك أننا ذاهبون إلى تقسيم هل تراها بهذا الشكل فضيلة الدكتور؟
الدكتور سالم الرافعي: لا أبدا يعني الآن طرابلس شمال لبنان تتبع للدولة اللبنانية ليس تابعة لسوريا، بمعنى آخر القرار الدولي قرار مركزي، يعني الآن إذا أردنا مثلا نفتح مطار القليعات هذا القرار تأخذه الحكومة في بيروت وبالتالي كما يقال حق الفيتو لحزب الله ولغيره يقررون بـ نعم أو لا، ليس له علاقة، نحن نقول الآن الناس ينظرون إلى من حولنا، سوريا الآن تحررت والناس بسوريا يشعرون بنعمة الحرية نعمة إبداء الرأي نعمة العيش الكريم نعمة الإزدهار الاقتصادي نعمة ألا يكونوا محكومين أو يزج بهم في سجون ولا يدري أهالهم إذا كانوا أحيانا يكونون أمواتا، هذا يجب أن ينعكس إيجابيا علينا في لبنان نحن نعيش في قمع طبعا لم يصل إلى حد النظام السوري، ولكن نعيش أيضا في تسلط علينا، نعيش في هيمنة، نعيش في ظلم، نعيش في قمع إلى حد ما، هذا الآن لنا أنه نتفكر ونراجع حساباتنا أنه لماذا تريد طائفة أن تتحكم بسير الطوائف من أجل هذا السلاح؟ لا نريد السلاح، يعني نريد الدولة فقط السلاح سلاح الدولة سلاح الجيش اللبناني هو يتولى الدفاع عن لبنان هو يتولى الدفاع عن المواطنين لا يوجد داعي لكل طائفة أن تحمل السلاح بحجة حماية نفسها وتتسلط على سائر الطوائف بهذه الحجة.
آسيا: ما هو الخلاص والخروج من هذا المأزق الذي نعيش فيه وهو الطائفية، اليوم يقولون بأن الطائفة السنية أصبحت بلا رأس وهذا الأمر ربما أن يكون نموذجا يحتذى به من قبل كل الطوائف هل ترى بأنه في حال ذهبت هذه المنظومة الطائفية التي تسيطر على كل مفاصل الدولة في حال انتهت سيكون الأمر أفضل وهذا سيكون ربما أقرب إلى دولة مدنية في لبنان؟
الدكتور سالم الرافعي
يعني في الحقيقة أنا أقول دائما الطائفية في الشرق متأصلة في النفوس، ليست يعني أمرا عابرة، يعني ممكن في أوروبا أن تتكلم بدون طائفية لأن الدين ضعيف في الغربيين وفي الغرب عموما، أما في الشرق الناس متمسكة بالدين يعني سواء المسيحيين أو المسلمين الشيعة أو السنة، الكل متمسك بدينه وطائفته، لذلك أرى أنه من العبث أن ننظر بقوانين أنه لا يوجد طائفية ونحكم بالقوانين، ليست موجودة في النفوس. يعني النظام السوري ما كان نظاما طائفيا في الظاهر كان ممنوع أن يُكتب على الهوية أنه علوي أو سني أو مسيحي أو درزي ممنوع، ولكن كان طائفيا أكثر من أي نظام، الطائفة العلوية هي المسيطرة هي الحاكمة هي المستبدة، فيعني من العبث أن ننظر بأنه منع الطائفية بأي كلام، يعني جميل معسول لكن ليس له ثمرة في الواقع لذلك لابد من تنظيم الخلاف، يوجد خلاف بين المذاهب وخلاف بين الطواف، لكن طبعا هناك قانون يستطيع أن يحكم في المنازعات ويفصل الأمور وسلطة واحدة هي اللي تفصل، لا يمكن أن يكون هناك فئة أو طائفة تحمل السلاح وهي الخصم وهي الحكم لا يمكن هذا، فهذه السلطة اللي تنتخب من كل الطوائف ومن كل المذاهب، هي تحصر السلاح بيدها ويكون قضاء مستقلا. سنستطيع نوعا ما أن نحقق بعض العدل وأنا أميل دائما إلى قضية اللامركزية الإدارية، وأن لا تكون المناطق مرتبطة دائما في مركز واحد في بيروت.
آسيا: دائرة لبنان كلها دائرة واحدة هل ترى أن هذه تصلح؟
الدكتور سالم الرافعي: أنا قلت تكون لامركزية بمعنى آخر في طرابلس نحن نقرر الإنماء نحن نقرر البلديات نحن نقرر المحافظ عندنا ليس كله يأتي من بيروت القرار بما لا يلائمنا، فهذه اللامركزية تخفف من أثر و حدّة الطائفية ، اللامركزية الإدارية.
آسيا: هذه أيضا تنسحب على موضوع الانتخابات النيابية، وهنا يصبح ممكن للمواطن اللبناني هو من ينتخب رئيس الجمهورية.
الدكتور سالم الرافعي: يعني بالنسبة لنا هذه التركيبة أن يكون هناك توافق بين اللبنانيين أن رئيس الجمهورية يكون مسيحي لا يوجد حرج فيها، ليست هي المشكلة ، هنا المشكلة أن هناك طائفة تتحكم تمنع انتخاب رئيس جمهورية إلا أن يكون برضاها، وتعطل البرلمان فترة طويلة حتى ترضى، وكل انتخاب رئيس هذه المشكلة تأتي، أو انتخاب حكومة تأتي المشكلة، لأن في لبنان نعيش من فراغ إلى فراغ إلى فراغ إلى تسلط، الوضع غير طبيعي. أخر الشيء نحن نرى ان كانت الأنظمة الدكتاتورية سقطت الآن لنا أن نعتبر وما نستمر في أخطائنا وفي استبدادنا، نعتبر أن هذه الدكتاتوريات من حولكم تسقط أفلا تعتبرون أن نخفف قليلا من هذه الغطرسة وهذا الاستعلاء على الناس، وأنه نحن جمهور المقاومة ونحن دافعنا على لبنان وندافع عنكم ، لا نريد من أحد أن يدافع عنا، نحن الجيش يدافع عنا وإذا عجز الجيش كلنا نتطور للدفاع عن بلدنا.
آسيا: من ثبت تورطه بمقتل العسكريين اللبنانيين هل تطالب بالإفراج عنه أيضا من ضمن العفو العام؟
الدكتور سالم الرافعي: هو العفو العام ما يسمى تبيض السجون، لا فيما يسمى الادعاءات الشخصية لا تسقط الادعاءات الجنائية، ولكن يسقط مثلا مثل ما ذكرنا الذين شاركوا بالقتال في سوريا الذين نصروا الثورة السورية أو شاركوا في قتال الجيش ولكن لم يقتلوا لم يثبت قتلهم بالمباشر.
آسيا: إما أن يكون تحريضا أو كلاما إعلاميا يعني على غرار ما قام به الشيخ أحمد الأسير؟
الدكتور سالم الرافعي: الشيخ أحمد الأسير اللي جرى معه كان استدراج له ظهر الأمر أخيرا لكل الناس.
آسيا: استدراج له كان من دولة خارجية؟
الدكتور سالم الرافعي: لا من قبل الحزب (حزب الله).
آسيا: لماذا؟
الدكتور سالم الرافعي: استدراجه لكي يشتبك مع الجيش ولم يكن الشيخ هو الذي أطلق منه الرصاص الأولى، هناك من أطلق الرصاصة الأولى على الجيش وعلى الشيخ
لا يمكن أن أسلم أنه الشيخ الأسير أراد قتال الجيش أبدا لا أسلم بهذه النظرية، إنما استدرج، هناك من استدرجه واللذي هو نفسه نزل مع الجيش ليقاتل الشيخ هذا اللي استدرجه، وأنت تذكر قصة ما يسمى الشقتان؟ الشيخ استدرج ولكن هل الشيخ كان يقصد قتال الجيش أو هل قتل الجيش بيده؟ حاشى وكلا أبدا ليس عنده هذا الفكر، ليس عنده هذه العقيدة هو الذي قدم الوردة للجيش أول مظاهرة.
آسيا: في حال تم الإفراج عنه الآن هل ترى بأنه سيكون استفزازياً وربما أن يشعل الساحة اللبنانية أو ترى بأنه من الحكمة أن لا نتحدث عن هذا الموضوع تحديداً بما يتعلق بالشيخ الأسير؟
الدكتور سالم الرافعي: أنا صراحة الذي أراه أنه المفروض الآن بعد هذه المرحلة كل اللي جرى في لبنان من الحرب وطوفان الأقصى وما جرى في سوريا، أن يراجع الجميع حسابته وبالذات حزب الله ، لا يستطيع الحزب أن يفرض على الناس قيمه وأفكاره وما يراه. الناس ليس عندها نفس القناعات، لا تستطيع أن تفرض أنت على الناس ما تريد . المسألة الثانية يا أخي نحن رأينا الدول اللتي حكمها المشروع الإيراني ليست مرتاحة، يعني ليست مرتاحة دينياً ولا مرتاحة دنيوياً، العراق، لبنان، سوريا مليئة بالمخدرات مليئة بالبطالة مليئة بالفساد مليئة بالتهريب، لا نرى مثلاً هذا المشروع لما يحكم الناس ينتشر فيها العلم والثقافة والبنيان والإعمار والخير والصلاة والإزدهار، لا نرى إلا الفقر والجوع والبطالة والحشيش والمخدرات والزنا والتشبيح والاستغلال والفساد يا أخي راجعوا حساباتكم.
آسيا: كل هذه المؤشرات فضيلة الدكتور تدل على أنه ربما نهاية النظام الإيراني شارفك على نهايتها.
الدكتور سالم الرافعي: أنا رأيي أن النظام الإيراني انتهى فكرياً لم يعد مقبولاً لدى الناس يعني لم يعد إيديولوجيا يقنع الناس.
آسيا: وحتى حلفاءه أيضاً ؟
الدكتور سالم الرافعي: يعني حتى شعبه حتى شعبه بغض النظر عن الحلفاء، الحلفاء يعني ما دام مستفيدون منه يبكونه إلى فترة ينتهي الاستفادة منه مثل ما صار مع النظام السوري، ولكن قصدي الآن الشعب الإيراني لو كان له حرية الاختيار بين نظام الملالي ونظام آخر أنا أؤكد أن أكثر من 80% من الشعب الإيراني لن يختار نظام الملالي.
آسيا: كان يوجد جس نبض للشارع منذ فترة، عندما صار انقلابات وصار تظاهرات في الشارع، ولكن الحلفاء فضيلة الدكتور حلفاء إيران هل هم حلفاء بين مزدوجين الشيعة أم حلفاء إيران هذه الدولة النووية التي تشكل ما تشكله على الخارج الجغرافية؟
الدكتور سالم الرافعي: لا أنا أقول أن إيران الدولة تستغل الشيعة تستغل الشيعة خاصة الشيعة العرب من أجل تمرير مشروعها، إيران ليست شيعية إيران لازالت في التاريخ الفارسي امبراطورية فارسية ناقمة على العرب بسبب أنه يوم من الأيام العرب أسقطوا الخلاف الفارسية أو الامبراطورية الفارسية لذلك عندهم نقمة كبيرة على العرب استغلوا الشيعة من أجل أن يكونوا جنودا لمشروعها وأيضا استغلوا وحملوا شعار تحرير القدس من أجل أن يعموا به على العرب وعلى السذج من الناس ولكن هي ليست مقتنعة لا بالشيعة ولا بتحرير فلسطين إنما هي امبراطورية تريد فقط تمكين نفسها وتمكين الفرس في البلاد العربية.
آسيا: فضيلة الدكتور هل تخشى على الخطوات المقبلة التي تتصلها هيئة تحرير الشام أم أنك ترى بأن الخطوات ثابتة والطريق واضح المعالم؟
الدكتور سالم الرافعي: هيئة تحرير الشام لا شك الإنجاز اللي الله سبحانه وتعالى يسره، ليس فقط على أيديهم، هيئة تحرير الشام وسائر الفصائل كان إنجازا كبيرا فتح من الله عز وجل، يعني بعد فضل الله تعالى هذا الشباب له دين على الأمة الإسلامية كلها جمعاء، يعني أول شيء أوقفوا مد التشيع في بلادنا وكسروا الهلال الشيعي وبعد ذلك يعني حرروا سوريا من التشيع وهذا أمر كان مهم جدا.
الأمر الثالث كشفوا فضائح النظام الأسدي اللي كانوا هم الشيعة يتذرعون للناس أنه هذا نظام مقاوم نحن ندعمه من أجل مقاومة، فتبين شدة إجرامه، ما عاد الآن أحد يستطيع.. يعني يستحي ان يكون حليفا له يعني حتى أمام جمهورهم ماذا يبررون لمن كشفت هذه المخازي؟ شو بيقول للناس أنه أنتوا ليش دافعتوا عن النظام السوري بعد كل هذه المجاز اللي كان عم يعملها لماذا كنتم تدافعون عنه، بيقولوا لأنه كان يقاوم إسرائيل وحتى إسرائيل لم يقاومها.
فلذلك سقط مبرر دعمهم للنظام، فالحقيقة الذي فعله الإخوة في سوريا أو الخير اللي ساقوا الله على أيديهم كان عظيما أوقفوا المد الشيعي أوقفوا سطوة إيران في المنطقة وإلى جانب أنه كسروا هذا النظام الباطني نظام الأسد نظام النصيري كسروا شوكته، الأمر الثالث أعطوا أمل للمسلمين السنة أنه بيطلع منهم شيء، بالأول الناس أصابها احباط خاصة بعد طوفان الأقصى والمجازر اللي جرت على أهلنا في غزة وما أحد يستطيع أن ينقذهم ولا حتى بشربة ماء . الأمة أصيبت باحباط كبير أنه أين أهل السنة؟ أين المليار ونصف؟ فأتت هذه الثورة المباركة أحيت في نفوس الناس الأمل من جديد.
آسيا: البعض أعتقد أنه ربما كل هذه الظروف التي تشدها المنطقة يرون في شخصية أحمد الشرع على أنه الهاشمي.
الدكتور سالم الرافعي: يعني أنا أريد أبين مسألة أنه على ما أذكر أنه موضوع الهاشمي ليس صحيح هذه المسألة الأولى. المسألة الثانية لا نبالغ بالأشخاص صراحة لا نريد أن نبالغ بالأشخاص لا قدر الله قد نتفاءل كثيرا ويصير شيء خيبة أمل فالناس تفاجأ ، يعني لا أحب ربط الأمور بالأحاديث خاصة إذا لم تكن صحيحة. يعني أنا أذكر لما قام أحمدي نجاد في إيران نفس حزب الله اعتبر هذا عصف الظهور، ظهور المهدي وسمى نجاد بأنه هو الشعيب الصالح لأنه ورد .. فآخر شيء نجاد انقلب عليهم. فهذا الكتاب كله الذي وضع من أجل تبرير أنه هذا عصر الظهور وهم من نفسهم غير مقتنعين به. فربط الأمور بالأحاديث لابد أول شي الأحاديث تكون صحيحة. الأمر الثاني لابد من يكون الأمر متيقنا حتى لا ننكسر لأن لا قدر الله اذا ما كان الأمر متيقنا وبعدين ربطنا به الأحاديث ثم تبين خلاف ذلك الناس تصير تشك بالحديث نفسه.