حملات أمنية واسعة في سوريا وسط دعوات لضبط الأمن

سامر الخطيب

2024.12.31 - 08:36
Facebook Share
طباعة

 تشهد سوريا تصاعدًا في العمليات الأمنية التي تستهدف قيادات وعناصر من فلول النظام السابق، ضمن حملة واسعة تنفذها "إدارة العمليات العسكرية" ووزارة الداخلية في حكومة دمشق المؤقتة، وشملت الحملة اعتقالات ومداهمات في مختلف المحافظات السورية، بهدف ملاحقة المتورطين بجرائم ضد السوريين وإعادة ضبط الأمن والاستقرار.


اعتقالات في اللاذقية
في 29 كانون الأول، أعلنت محافظة اللاذقية عبر صفحتها على "فيس بوك" عن إلقاء القبض على قياديين بارزين في "لواء القدس"، أحد أبرز الفصائل الموالية للنظام السابق. القياديان هما:
بسام توفيق (أبو طه): الرجل الثاني في "لواء القدس".
بسام محمد مقصود: أحد قادة اللواء.
وأشارت المحافظة إلى تورط المقبوض عليهما في جرائم قتل وتنكيل بحق الشعب السوري، بالإضافة إلى سجل إجرامي حافل شمل السرقة والاتجار بالمخدرات، بحسب ماذكرت.
يذكر أن "لواء القدس" تأسس في محافظة حلب عام 2013، وكان مرتبطًا بتنفيذ عمليات واسعة خلال فترة سيطرة النظام.


توسيع نطاق الحملة
امتدت الحملة الأمنية لتشمل محافظات أخرى، مع تركيز واضح على تفكيك الشبكات المرتبطة بالنظام السابق، ومصادرة الأسلحة المنتشرة.


ومن أبرز التطورات:
دير الزور: ألقت "إدارة الأمن العام" القبض على الأفراد المرتبطين بـ"المخابرات الجوية"، كما تم الإعلان عن تمديد فترة "التسوية" في المحافظة، نظرًا للإقبال الكبير من الأهالي على تسليم الأسلحة والانضمام إلى عمليات ضبط الأمن.


حلب: اعتقلت "إدارة الأمن العام" عصابة متورطة في تجارة المخدرات وسرقة ممتلكات المدنيين، بالتزامن، سيّرت قيادة الشرطة دوريات ليلية في الأحياء لتعزيز الأمن.


حماة: تواصلت الجهود لاستلام الأسلحة العشوائية من اللجان الشعبية التي جندها النظام السابق، في إطار إعادة ضبط الوضع الأمني بالمدينة.


طرطوس: شهدت القرى الجنوبية اشتباكات بالأسلحة الخفيفة خلال مداهمات استهدفت عناصر من النظام السابق، كما أرسلت "إدارة العمليات العسكرية" تعزيزات إلى المناطق الريفية لمواصلة تمشيط المنطقة.


دعوات لتسليم السلاح وضبط الأمن
أصدر وجهاء الطائفة العلوية في 26 كانون الأول بيانًا يدعون فيه أبناء الطائفة إلى تسليم السلاح، وإنهاء حالة الفوضى التي تسببت بها عناصر من النظام السابق.
البيان دعا إلى:
دعم جهود "إدارة العمليات العسكرية" في تثبيت الأمن بالساحل السوري.
فرض حظر تجول في المناطق المتوترة.
سحب السلاح من المدنيين وعناصر النظام السابق لضمان استقرار المناطق.


اشتباكات وفوضى أمنية
تزامنت الحملة الأمنية مع تقارير عن اشتباكات متفرقة في مدن الساحل السوري، مثل اللاذقية وطرطوس، بين عناصر النظام السابق وقوات "إدارة العمليات العسكرية"، وأفاد شهود عيان بتصاعد التوترات بعد انتشار فيديو يظهر إحراق مقام ديني لأحد شيوخ الطائفة العلوية في حلب، ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط المحلية.


أهداف الحملة
تسعى الحكومة المؤقتة من خلال هذه الحملة إلى:
ملاحقة المتورطين بجرائم: وخاصة من قيادات وعناصر النظام السابق الذين ارتكبوا انتهاكات بحق السوريين.
إعادة ضبط الأمن: في المناطق التي شهدت انفلاتًا أمنيًا عقب سقوط النظام.
إزالة المظاهر المسلحة: عبر جمع الأسلحة العشوائية وإعادة ضبطها ضمن المؤسسات الرسمية.


ردود الفعل الشعبية
لاقى التحرك الأمني استحسانًا بين الأهالي، خصوصًا في المناطق التي عانت من الاعتداءات والسرقات المتكررة، بالمقابل، أعرب البعض عن قلقهم من احتمالية تصعيد الصراع مع فلول النظام السابق، مطالبين بضمانات لعدم تحول الحملة إلى مواجهات أوسع.

 

تظل الحملة الأمنية مؤشرًا على التحولات الجذرية التي تشهدها سوريا بعد سقوط النظام، وسط محاولات الحكومة المؤقتة لبناء نظام أمني جديد يعيد للسوريين الشعور بالأمان ويضع حدًا لهيمنة المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10