شهدت مدينة حماة تطورات عسكرية مكثفة، حيث تمكن الجيش السوري من صد هجوم كبير شنته التنظيمات المسلحة ضمن عملية "ردع العدوان"، حيث أُبعد الجيش السوري المسلحون لمسافة تتجاوز 20 كيلومترًا عن أحياء المدينة، بعدما وصلوا لمسافة تبعد 8 كم عن المدينة، فيما أمنت القوات السورية النقاط العسكرية التي كانت معرضة للخطر في ريف حماة الشمالي الشرقي. وأكدت مصادر ميدانية أن الهجوم تزامن مع حملة إعلامية مضللة دعت السكان إلى البقاء في المنازل، مما أثار الذعر.
على الأرض، أعلنت المعارضة السورية تقدمها في مناطق الريف الشمالي لحماة، مسيطرةً على بلدات ومواقع عسكرية في خطوة تهدف إلى الاقتراب من المدينة. إلا أن التعزيزات العسكرية الضخمة التي وصلت إلى الجيش السوري تشير إلى استعدادات كبيرة لردع المزيد من الهجمات، حيث تركزت التعزيزات في محاور الشمال والشمال الشرقي والغربي للمدينة.
تزامن التصعيد في حماة مع استهداف مكثف من قبل الطيران السوري والروسي لمناطق في إدلب وحلب، مما أدى إلى سقوط قتلى وزيادة الأضرار المادية. هذه العمليات جاءت ضمن جهود لضرب خطوط إمداد المعارضة ومنعها من تعزيز هجماتها على حماة.
وأكدت مصادر ميدانية في حماة أن الحياة عادت إلى طبيعتها بعد ليلة عصيبة، حيث تمكّن الجيش من السيطرة على الوضع الأمني. ومع ذلك، تعيش المنطقة توترًا مستمرًا نتيجة التحركات العسكرية المكثفة من الطرفين، مما يثير مخاوف السكان بشأن استقرار المدينة.
وأعلنت إيران استعدادها لإرسال قوات إضافية لدعم الجيش السوري إذا طلبت دمشق ذلك، في الوقت نفسه، استمرت موسكو في دعم العمليات الجوية ضد المعارضة في الشمال.
التوترات في محيط حماة تعتبر جزءًا من تصعيد أكبر في الشمال السوري، حيث تعكس الأحداث أهمية المنطقة في الحسابات العسكرية والسياسية. ويرى مراقبون ان استمرار العمليات العسكرية في إدلب وحلب يشير إلى احتمالية توسع رقعة النزاع، مع تزايد الضغط على المدنيين الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة.