يكشف استطلاع حديث أجرته منظمة "موزاييك يونايتد" التابعة لوزارة الشتات الإسرائيلية تحولًا كبيرًا في مواقف الشباب اليهودي حول العالم تجاه القضية الفلسطينية وحركة المـ.ـقاومة الإسلامية (حمـ.ـاس). أظهرت النتائج أن قطاعًا كبيرًا من هذا الجيل يرى الاحتلال الإسرائيلي بعيون ناقدة، ما يشير إلى تغيرات جذرية في نظرة الأجيال الجديدة نحو الصهيونية ودولة الاحتلال.
تفاصيل الاستطلاع
وفقًا للاستطلاع، أظهر 60% من الشباب اليهودي بعمر 14 عامًا تعاطفًا مع حمـ.ـاس، بينما اعتقد 36% أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعية في غزة. كما سجلت النسبة بين الشباب اليهودي الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا، حيث أظهر 42% منهم اعتقادًا بأن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية، بينما أعرب 37% عن تعاطفهم مع حمـ.ـاس. بالمقابل، كان الانتماء أقوى بين من شاركوا في برامج تربوية يهـ.ـودية، حيث انخفضت نسبة التعاطف مع حمـ.ـاس إلى 6%.
مؤشرات الانهيار وفق بابيه
يعتبر المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه أن مواقف هذا الجيل تعكس خمسة مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهيوني، منها: الحرب الأهلية اليهـ.ـودية، العجز الاقتصادي، ضعف "الجيش"، ودعم غير مسبوق لفلسطين. ويرى بابيه أن هذا الجيل يكسر التصورات التقليدية التي دعمت "إسرائيل" كمشروع صهيوني، حيث أصبح العديد منهم جزءًا من حركة التضامن مع الفلسطينيين.
تحولات دولية
شهدت دول كأمريكا وبريطانيا مظاهرات غير مسبوقة ضد العدوان الإسرائيلي، يقودها أحيانًا يهـ.ـود شباب تحت شعارات مثل "ليس باسمنا". في الولايات المتحدة، اقتحمت حركة "اليهود من أجل السلام" الكونغرس، مطالبة بوقف الإبادة في غزة. في لندن، هتف متظاهرون يهـ.ـود ضد تهجير الفلسطينيين والفصل العنصري، داعين لإنهاء جرائم الاحتلال.
دلالات الأرقام
أظهر استطلاع أجرته "Harvard-Harris Poll" أن 60% من الأمريكيين بعمر 18-24 عامًا رأوا هجوم حمـ.ـاس مبررًا، وأيد 50% منهم الحركة في الصراع. كما أبدى 51% تأييدهم لحل الدولة الواحدة، مما يعكس تغيرًا جذريًا في رؤية الأجيال الشابة.
يشير هذا التحول إلى أزمة شرعية متصاعدة تواجه المشروع الصهيوني. بينما تكافح "إسرائيل" لتجميل صورتها أمام العالم، يبرز جيل يهودي جديد لا يرى الاحتلال كضرورة لحمايته بل كعائق أمام السلام. التحولات الحالية تمثل بداية تصدع داخل القاعدة التقليدية المؤيدة لـ"إسرائيل"، ما قد يغير جذريًا معادلات الدعم العالمي.