تصعيد إسرائيلي واستهداف المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان

سامر الخطيب

2024.11.27 - 08:47
Facebook Share
طباعة

 شهدت الحدود السورية اللبنانية في الأيام القليلة الماضية تصعيدًا عسكريًا، تمثل في استهداف إسرائيل لعدة معابر بين البلدين، ما أدى إلى تعطيل حركة العبور عبر العديد من المعابر الحدودية.


هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة حالة من التوتر العسكري على عدة جبهات. في هذا التقرير، نستعرض الأضرار التي لحقت بالمعابر الحدودية جراء القصف الإسرائيلي، والجهود المبذولة من قبل الحكومة السورية ولبنان لإعادة تأهيلها، بالإضافة إلى تهديدات إسرائيلية باستمرار عملياتها ضد طرق الإمداد العسكري بين سوريا ولبنان.

 

استهداف المعابر الحدودية:
في الساعات الماضية، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية معابر عدة على الحدود بين سوريا ولبنان، ما أدى إلى استشهاد ستة أشخاص، بينهم عسكريان ومتطوع في الهلال الأحمر السوري، بالإضافة إلى إصابة اثني عشر آخرين. شمل القصف معابر شرعية وغير شرعية بين البلدين، بما في ذلك معبر العريضة والدبوسية في ريفي طرطوس وحمص.

 

وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن الغارات استهدفت معابر الدبوسية والعريضة التي تعد من المعابر الرئيسية بين سوريا ولبنان، وكذلك معبر جوسية في منطقة قوسايا، بالإضافة إلى معابر أخرى غير شرعية في مناطق مثل الزبداني وجرود قوسايا. كما تعرضت جسور نهر الكبير الفاصل بين البلدين للقصف، مما ألحق بها أضرارًا بالغة.

 

أضرار كبيرة في المعابر:
تسببت الغارات الإسرائيلية في تدمير معبر العريضة بشكل كامل، حيث أشار مدير فرع المواصلات في طرطوس إلى أن الأضرار التي لحقت بالمعبر كانت “جسيمة”، وشملت تدمير الجسر القديم الموازي له، وهو معبر حيوي يربط مناطق مختلفة في سوريا ولبنان. كما تعرض معبر الدبوسية في ريف حمص لجسيمات تدميرية، ما أدى إلى تدمير جسريه، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالنقطة الطبية والدوائر الحكومية في المعبر.
في السياق ذاته، أكد محافظ حمص، نمير مخلوف، أن المعبر تعرض لخسائر كبيرة وأنه تم توجيه فرق العمل لبدء عمليات التنظيف وإزالة آثار القصف لتقدير حجم الأضرار وعودة المعبر إلى وضعه الطبيعي في أسرع وقت ممكن.


المعابر الشرعية خارج الخدمة:
المعابر التي تربط سوريا بلبنان تشمل ستة معابر شرعية، وهي معبر جديدة يابوس، الدبوسية، جوسية، تل كلخ، مطربا، والعريضة. بعد التصعيد الأخير، خرجت جميع هذه المعابر عن الخدمة نتيجة الغارات المتكررة. في 26 أيلول الماضي، تعرض معبر "مطربا" للقصف الإسرائيلي، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحركة عبره شبه معدومة. كذلك، تم قصف معبر جوسية في 25 تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة لفترة طويلة، وتم استهدافه مجددًا في 24 تشرين الثاني. أما معبر العريضة، فقد تعرض لحفر ضخمة في الطريق إثر القصف، مما أدى إلى توقف حركة النقل تمامًا.

 

كما شمل القصف الإسرائيلي معابر غير رسمية، وهي 17 معبرًا غير خاضعًا للرقابة الأمنية بين سوريا ولبنان، بما في ذلك بعض المعابر في ريفي حمص ودمشق، إضافة إلى الجسور التي تربط الطرفين.


الجهود المبذولة لإعادة تأهيل المعابر:
في محاولة لتخفيف الأضرار الناتجة عن القصف، بدأت السلطات السورية في إعادة تأهيل معبر جديدة يابوس ومعبر المصنع الحدودي في ريف دمشق، الذي يعتبر بديلاً حيويًا عن المعابر التي تعرضت للقصف. وقال محافظ ريف دمشق، أحمد خليل، إن الأعمال لإعادة تأهيل الطريق الدولي الرابط بين المعبرين بدأت صباح اليوم، وإنه سيتم العمل على مدار الساعة لإعادة فتح الطريق.

 

من جهة أخرى، قال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، علي حمية، إن الورش التابعة للوزارة بدأت بإصلاح الطريق المؤدي إلى معبر المصنع، الذي كان قد تم قصفه سابقًا. رغم ذلك، تواجه حركة النقل عبر المعبر صعوبة كبيرة، حيث أُغلِق الطريق بسبب الحفرة الكبيرة الناتجة عن القصف، مما يجبر المسافرين على النزول من سياراتهم والانتقال سيرًا على الأقدام لمسافة تصل إلى كيلومتر واحد.


يبقى الوضع على الحدود السورية اللبنانية في حالة توتر مستمر، حيث تتصاعد الغارات الإسرائيلية ضد المعابر بين البلدين، مما يتسبب في تعطيل حركة النقل وتأثيرات سلبية على حركة المدنيين والبضائع. في الوقت ذاته، تعمل السلطات السورية واللبنانية على إصلاح الأضرار وإعادة فتح المعابر الحيوية، رغم التحديات الكبيرة التي تفرضها الأضرار الناتجة عن القصف. وبالنظر إلى التصعيد المستمر في المنطقة، تظل التهديدات الإسرائيلية قائمة، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في الحدود السورية اللبنانية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3