هل تذهب إسرائيل نحو تنفيذ عملية التفاف في سورية..؟

2024.10.09 - 09:04
Facebook Share
طباعة

تتحدث تقارير إعلامية عن احتمالية تنفيذ جيش العدو الإسرائيلي عملية برية داخل الأراضي السورية وصولاً إلى تخوم العاصمة بقصد قطع طرق الإمداد الواصلة إلى لبنان، وتقول هذه التقارير إن جيش الاحتلال سينفذ عملية إلتفاف برّية داخل الأراضي السورية للدخول إلى الأراضي اللبنانية من خاصرة تصفها بـ "الرخوة"، للمقاومة اللبنانية، وتتجاهل هذه التقارير العديد من النقاط المفصلية في المنطقة الجنوبية على المستوى الجغرافي والميداني.

في فرضية التقدم بالعمق السوري إلى تخوم العاصمة السورية، يصور الإعلام الأمر بـ "النزهة"، بالنسبة للقوات الإسرائيلية متناسين تماماً إن المنطقة مؤلفة من سلسلة من الجبال والمرتفعات الحاكمة التي حولها الجيش السوري إلى نقاط حصينة خلال المرحلة الممتدة منذ صيف العام 2018، وهو الفترة التي دخلت فيها القوات السورية إلى مناطق الجنوب السوري بعد الضغط العسكري على الفصائل المسلحة التي كانت تحظى بدعم كبير من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهذه النقاط من شأنها أن تصد أي هجوم إسرائيلي محتمل، خاصة في الخطوط الأولى التي تقع بالقرب من "شريط الفصل".

ثم إن التقارير الإعلامية التي تروج لمثل هذه الفرضيات، تتجاهل أن الحدود السورية - اللبنانية في ريف دمشق الجنوب الغربي بدأ من منطقة "بيت جن"، تتألف من سلسلة "جبل الشيخ"، التي يصل ارتفاعها 2814 متراً في شارة الحرمون، وعملية اجتياز هذه السلسلة نحو الأراضي اللبنانية تعد مستحيلة عسكرياً بالنسبة للقوات البرّية أياً كانت جنسية هذه القوات، ناهيك عن تموضع تعداد كبير من القطعات العسكرية السورية في مرتفعات جبل الشيخ أساساً، ولن يكون الأمر ممكناً على المستوى الجغرافي إلا إن وصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق "بيروت - دمشق"، وهذا الاحتمال يعد مستحيل على المستوى العسكري وفقاً لتموضع القوات السورية وآلية حماية المنطقة التي تعتمد أساساً على انتشار القوات البرّية السورية في نقاط حاكمة للمنطقة بعلوها وإشراف هذه المرتفعات على أي محور محتمل لتقدم العدو.

الحديث عن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في الداخل السوري، تروج لها فصائل المعارضة السورية التي تغازل حكومة الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على لبنان، وتبدي مظاهر احتفالية بـ العدوان، ولا يبدو أن الإسرائيلي أساساً قد وضع مثل هذا الاحتمال في حساباته، فعمليات الإلتفاف البرّي تتم في مناطق سهلية بما يحقق السرعة في التنفيذ لضمان عدم قدرة الطرف الآخر عمليات تدشيم وتحصين ونقل قوات إلى الخاصرة الرخوة، وفي حالة حزب الله، تعد الحدود السورية هي الخاصرة القوية بالنسبة له على المستوى الجغرافي وضمان المواقف السورية في ظل وجود خصومات قد تصل لمستوى لعداء المباشر واحتمالية التحالف مع العدو الإسرائيلي من قبل بعض القوى السياسية اللبنانية في سبيل تحصيل مكاسب سياسية داخلياً.

في احتمالات الجنوب يبدو تحريك الفصائل المسلحةالتي كانت منتشرة في مناطق الجنوب السوري من قبل الكيان الإسرائيلي أكثر قرباً للمنطق، فهذه الفصائل تعتبر أن هزيمتها العسكرية في صيف العام 2018 وإجبارها على القبول باتفاقيات المصالحة نجم عن عجز الكيان الإسرائيلي والقوات الأمريكية من إيصال الإمدادات إليها في تلك المرحلة، بل إن تقارير إعلامية تقول بأن تخلي إسرائيل في ذلك الوقت عن الفصائل المعارضة بسبب التوافقات التي حصلت بين "تل أبيب"، وموسكو في ذلك الوقت، كان السبب الأساس في الهزيمة العسكرية التي لحقت بالفصائل المسلحة، وأن توجه إسرائيل لتحريك هذه الفصائل مجدداً من شأنه أن يشغل دمشق عما يحدث في لبنان، وهذا ما يفسر تعمد "المعارضة"، إصدار بيان قبل أسبوعين من الآن حول نيتها التحرك في الجنوب السوري، الأمر الذي تقول مصادر عسكرية سورية أنه شبه مستحيل حالياً، فأي تحرك من قبل فصائل المعارضة حالياً سيواجه بقوة تتناسب وحجم التحرك لإنهائه سريعاً. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7