هل يمكن أن تصل الحرب إلى الشرق السوري..؟

2024.10.09 - 09:02
Facebook Share
طباعة

يمكن اعتبار "قوات سورية الديمقراطية"، جزء أساس من الصراع الدائر في المنطقة، وذلك لكونها تعد بالتوصيف الدقيق "قوة برّية تعمل لصالح الاحتلال الأمريكي في شمال شرق سورية"، فالتجربة تثبت أن الفصائل المشكلة لهذه القوات والتي تقودها "وحدات الحماية الكردية"، المرتبطة بشكل جذري بـ "حزب العمال الكردستاني"، لا تمتلك خيارات وطنية، وفي المرحلة الأخيرة تعمل هذه القوات على ملاحقة "خلايا المقاومة"، في مناطق دير الزور والحسكة، بهدف حماية الوجود الأمريكي في الأراضي السورية والمتمثل بالقواعد المنتشرة في المناطق النفطية، الأمر الذي يحول "قسد"، إلى جزء يعمل ضد محور المقاومة، لكن هذا لا يعني إمكانية التوسع السريع لدائرة الحرب لتشمل المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، إلا إن جنحت القوات الأمريكية إلى مزيد من التصعيد في الداخل السوري والعراقي، أو ذهبت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى استفزاز المقاومة العراقية من خلال تنفيذ اعتداءات على الأراضي العراقية أو تنفيذ التهديد الذي راج خلال اليومين الماضيين عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية باعتبار المرجع الديني "علي السيستاني"، هدفاً لقوات الاحتلال.

في حال توسع الحرب، يبدو واضحاً أن نهر الفرات سيشكل واحداً من خطوط الفصل الأساسية بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكي، وبالتوصيف الدقيق تعتبر قاعدتي "حقل العمر - حقل كونيكو"، أكثر القواعد المهددة بالاستهدافات لقربها من الحدود العراقية من جهة، ومن نهر الفرات الذي يشكل حد فصل مع انتشار قوات الجيش السوري من جهة ثانية، فيما تأتي قواعد مثل "الشدادي - الرميلان - المالكية"، في المرتبة الثانية من حيث التهديد لكونها تبعد أكثر من سابقتيها عن الحدود بمسافة تتراوح ما بين 30 - 50 كم عن الحدود، لكن احتمالأن تصبح القواعد الأمريكية كاملة في مرمى نيران المقاومة وارد جداً، إذ سبق أن تم استهداف قاعدتي "تل بيدر - قسرك"، البعيدتين مسافة تزيد عن 100 كم عن الحدود مع العراق، وبالتالي فإن المساحة التي ستكون مسرحاً للعمليات ضد الوجود الأمريكي تعتبر واسعة نسبياً.

الوصول إلى حد تنفيذ عمليات برّية ضد الوجود الأمريكي وارد أيضاً، إذ شهد حقل كونيكو قبل أسبوعين من الآن تنفيذ فصيل "جيش العشائر"، هجوماً عبر اثنين من مقاتليه كانا على دراجة نارية ليقتربا لأقل مسافة ممكنة من حقل كونيكو قبل أن يستهدافه بقذائف RBJ، ما يعني أن القواعد الأمريكية غير آمنة من عمليات مماثلة على الرغم من قيام "قسد"، بزيادة الطوق الآمن حول القواعد الأمريكية من خلال مضاعفة عدد عناصرها في النقط المحيطة من جهة، وتنفيذ دوريات مستمرة في محيط هذه القواعد، ولهذا الغرض تذهب القوات الأمريكية نحو استباق أي توسع للحرب من خلال تدعيم قواعدها بالمزيد من المعدات العسكرية من بينها "المضادات الأرضية"، التي تستخدم في صد عمليات المقاومة التي تنفذ باستخدام الصواريخ والطيران المسير.

انخراط "قسد"، وانحيازها لصالح قوات الاحتلال الأمريكي بشكل معلن، مع وجود تقارير إعلامية سابقة تؤكد وجود علاقة ما بينها والاحتلال الإسرائيلي، يعني أن احتمال وضع "قسد"، في مرمى أهداف المقاومة ما سيزيد من خسائر الفصائل الكردية على المستوى البشري من جهة، وعلى المستوى السياسي من خلال خسارتها المزيد من أوراقها في احتمالات الحوار مع الدولة السورية، إذ ما تفعله "قسد"، من ممارسات تشير إلى أنها شريك في الحرب على فلسطين ولبنان من خلال حماية القواعد الأمريكية وملاحقة خلايا المقاومة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6