أبلغ مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر، وكالة "رويترز"، أنّ "جهاز مخابرات العدو الإسرائيلي (الموساد) مسؤول عن عملية معقّدة لزرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل 5000 جهاز اتصال (بيجر) طلبها ح ز ب الله".
كما أبلغ مصدر أمني غربي "رويترز" أنّ "الوحدة 8200، وهي وحدة عسكرية ليست تابعة للموساد، شاركت في مرحلة تطوير العملية ضدّ ح ز ب الله استغرق الإعداد لها أكثر من عام".
وقال المصدر إنّ "الوحدة شاركت في الجانب الفني لاختبار كيفية إدخال المواد المتفجرة داخل عملية التصنيع".
من جهته، قال يوسي كوبرفاسر، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية ومدير أبحاث في منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، إنّه "لا يوجد تأكيد على تورّط وحدة المخابرات العسكرية في الهجوم".
لكنه أضاف أنّ "أعضاء 8200 هم من أفضل وألمع الأفراد في جيش الإحتلال، ويخدمون في وحدة في قلب القدرات الدفاعية لكيان الاحتلال".
وقال إنّ "التحديات التي يواجهونها هائلة وصعبة للغاية، ونحن بحاجة إلى أفضل الأشخاص للمشاركة في ذلك".
وتُطوِّر الوحدة، وأعضاؤها من الجنود الشباب المختارين بعناية، أدوات جمع المعلومات المخابراتية وتديرها وغالباً ما يتم تشبيهها بوكالة الأمن القومي الأميركية.
وفي بيان عام نادر عن أنشطة الوحدة، قال جيش الاحتلال في عام 2018 إنّه ساعد في إحباط هجوم جوي من قبل تنظيم "د ا ع ش" على دولة غربية. وفي ذلك الوقت، قال جيش الاحتلال إنّ عمليات الوحدة تتراوح من جمع المعلومات الاستخباراتية والدفاع الالكتروني إلى "الهجمات والضربات التكنولوجية".
وذكرت تقارير أنّ الوحدة 8200 شاركت في هجوم ستوكسنت الذي عطَّل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية رغم عدم إعلان الجيش الإسرائيلي لمشاركته في الهجوم. وشاركت الوحدة أيضاً في سلسلة من العمليات البارزة الأخرى خارج الكيان الاسرائيلي.
الوحدة هي في الواقع نظام الإنذار المبكر في إسرائيل، وتتحمّل جانباً من المسؤولية عن الفشل في اكتشاف هجوم السابع من تشرين الأول شأنها شأن معظم بقية مؤسسات الدفاع والأمن.
وقال قائدها الأسبوع الماضي إنّه سيتنحى. وذكر في رسالة استقالته التي نقلتها وسائل الإعلام العبرية أنّه "لم يُنجز مهمّته".
وتشتهر الوحدة بثقافة العمل التي تؤكد على التفكير خارج الصندوق لمعالجة القضايا التي لم تسبق مواجهتها أو تصورها. وقد ساعد هذا بعض خريجيها في بناء قطاع التكنولوجيا المتقدمة في الكيان الاسرائيلي وبعض أكبر شركاتها.
قال آفي شوا، خرّيج 8200، والذي شارك في تأسيس أوركا سيكيوريتي، وهي شركة ناشئة في مجال الأمن السحابي: "سواء كانت مشكلة تتعلق بضعف البرمجيات أو الرياضيات أو التشفير أو مشكلة اختراق شيء ما... يجب أن تكون قادرا على القيام بذلك بنفسك".
وقال كوبي سامبورسكي، وهو عضو سابق آخر في 8200 وشريك إداري في غاليلوت كابيتال بارتنرز، وهو صندوق يستثمر في الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، إنّ الوحدة لديها معدل إحلال مرتفع للمجندين الشبان محل المحاربين القدامى.
وأضاف سامبورسكي أنّ "الأمر الأكثر أهمية هنا هو ثقافة (القدرة على إنجاز المهام)، حيث كل شيء ممكن".