أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، عن "قلقها البالغ" إزاء "تصاعد الصراع" في الضفة الغربية بعد "شنّ إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة".
وقال لين جيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في إفادة صحافية لدى سؤاله عن التطورات، إنّ بلاده "تعارض الإجراءات التي تؤجج التوتر، وتدين جميع الهجمات على المدنيين".
وأضاف أنّ الصين "تدعو جميع الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، إلى ممارسة ضبط النفس والتزام الهدوء لمنع تدهور الوضع".
إدانات دولية
يأتي ذلك فيما أدانت عدة دول ومنظمات تصاعد العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وهجمات الاحتلال الواسعة، والتي أدّت إلى استشهاد عدداً من الفلسطينيين وجرح آخرين.
وفي السياق، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاحتلال بـ"وقف عملياته العسكرية في الضفة الغربية فوراً"، وبـ"حماية المدنيين وممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
وفي منشور عبر "إكس"، غوتيريش إنّ "التطورات الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك إطلاق إسرائيل لعمليات عسكرية واسعة النطاق، تثير قلقاً عميقاً"، محذّراً من أنّها قد تؤدي إلى "تفاقم الوضع الكارثي في الأراضي الفلسطينية".
وحذّر مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في منشور على "إكس"، من تمديد الحرب على غزة قائلًا: "يجب ألاّ تشكل العملية العسكرية الإسرائيلية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة مقدمة لامتداد الحرب من غزة، بما في ذلك التدمير الشامل على نطاق واسع".
وأضاف أنّ تصريحات وزير خارجية الاحتلال، يسرائيل كاتس، التي قال خلالها إنّ حكومته ستنقل ممارساتها في غزة إلى الضفة، "تهدّد بمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة".
كما دعت المتحدثة باسم المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، إلى ضرورة "فتح تحقيق شامل عن عمليات القتل غير القانونية المحتملة، ومحاسبة المسؤولين عنها".
من جانبها، شددت وزيرة الخارجية البلجيكية، حجة لحبيب، على "ضرورة وقف العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية".
إدانات عربية
عربياً، أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها إزاء العملية العسكرية الواسعة في شمالي الضفة الغربية المحتلة، والتي تعدّ الأكبر منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، حيث شملت مدن ومخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس، والتي أسفرت عن استشهاد عدد كبير من الفلسطنيين.
وأكّد جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام للجامعة، في تصريحات تلفزيونية للقاهرة الإخبارية، أنّ هذه العمليات "تتجاوز استهداف فصائل المقاومة الفلسطينية كما تدّعي حكومة الاحتلال"، مضيفاً أنّ تلك الادعاءات "مجرد حجج لتبرير توسيع العمليات العسكرية والاستيطان في الضفة وقطاع غزة".
بدوره، دعا الأردن إلى "وقف الانتهاكات الإسرائيلية"، وطالب مجلس الأمن الدولي بـ"توفير الحماية للشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية"، مندداً باعتداءات "جيش" الاحتلال في شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وحذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من "خطورة تطورات الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة"، مضيفاً خلال لقائه مع وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي في قصر الحسينية، أمس الأربعاء، أنّ "هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين ستؤدي إلى تصاعد العنف".
ويشنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، بالإضافة إلى سلسلة من الاقتحامات في مناطق جنوبي ووسط الضفة، منذ الثلاثاء، فيما تواصل المقاومة التصدّي لعدوان الاحتلال، حيث تخوض اشتباكات عنيفة يتخلّلها تفجير عبوات ناسفة في محاور قتال مختلفة.
وبعد اشتباكات دامت لساعاتٍ مع قوات الاحتلال تصدياً لعدوانها على مخيم نور شمس، استشهد قائد كتيبة طولكرم في سرايا القدس، محمد جابر "أبو شجاع".