يتهيّأ الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء لبدء أعمال قمة حلف شمال الأطلسي التي تستضيفها واشنطن وترمي إلى إظهار عزم في مواجهة روسيا وإبداء دعم لأوكرانيا، لكن الاجتماع تطغى عليه جهود يبذلها سيّد البيت الأبيض للحفاظ على تأييد حزبه الديمقراطي لترشّحه لولاية ثانية.
وسيحاول بايدن البالغ 81 عامًا طمأنة الحلفاء خلال الاجتماع المستمر حتى الخميس بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف، حيال القيادة الأمريكية وقدرته الشخصية على البقاء في الحكم وسط تزايد الدعوات التي تطالبه بالانسحاب من السباق الانتخابي.
حتى الآن، قاوم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية الضغوط التي يمارسها عليه حتى بعض من أعضاء حزبه، وذلك بعد مناظرة كان أداؤه فيها كارثيًا في مواجهة منافسه الجمهوري دونالد ترامب الشهر الماضي وأثار تساؤلات حول قدرته العقلية والجسدية على البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية.
وسيفتتح الرئيس الأمريكي القمة بخطاب في القاعة التي تم فيها توقيع المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي في العام 1949، ومن المتوقّع أن يسلّط الضوء على جهود بذلها لتعزيز هذا التكتل وتقويته.
ويبدو قادة التكتل توّاقين للالتفاف حول مضيفهم، وقد شدّد المستشار الألماني أولاف شولتس لدى مغادرته برلين الثلاثاء متوّجها إلى واشنطن على أنه “غير قلق” إزاء الوضع الصحي لبايدن.
لكن في ظلّ الشكوك المحيطة بقدرة بايدن على الحكم، تدرس الدول الأخرى في التحالف المؤلف من 32 عضوًا بقلق احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر.
وخلال حملته الانتخابية، هدّد نجم تلفزيون الواقع السابق بالقضاء على مبدأ الدفاع عن النفس بموجب المادة الخامسة من معاهدة إنشاء الحلف والتي تنص على أن أي هجوم تتعرض له دولة عضو يُعتبر هجومًا على جميع الأعضاء.
لكن السياسة الأمريكية لن تكون وحدها محطّ الاهتمام في القمّة.
فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيشارك في الاجتماع في حين يواجه صعوبات في تشكيل حكومة بعد انتخابات تشريعية لم يحصل أي معسكر فيها على الغالبية، فيما سيُشكّل حضور رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر أول رحلة دولية له منذ تسلّمه منصبه الأسبوع الماضي، في وقت يصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بعد أيام من
اجتماع مثير للجدل عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.