ممر أبو الزندين أعاد "المعابر" لواجهة الحدث السوري.. طرق التجارة عنوان المرحلة القادمة

رزكار جاويش

2024.07.09 - 07:45
Facebook Share
طباعة

تنفي مصادر لـ وكالة انباء اسيا في حلب وجود اي تحرك على الأرض لفتح "ممر الشط"، الواقع شمال حلب، والذي من شأنه أن يفتح الطريق بين معبر "باب السلامة"، الحدودي مع تركيا، ومدينة حلب،الرئة الاقتصادية السورية المنهكة، مؤكدة في الوقت ذاته وجود تفاوض "روسي - تركي"، لربط حلب بمعبري "باب السلامة - باب الهوى"، لكن الأمر لم يصل حد قابلية الصرف على أرض الواقع، فالجانب التركي معني بتحقيق مكاسب سياسية من بينها التقدم بملف "التقارب مع سورية"، وفي حين أن أصواتاً من الفصائل المسلحة تتحدث عن قرب افتتاح الممرات والبدء بإجراءات تمهد لذلك، تقول مصادر معارضة قريبة من "الائتلاف التركي"، وحكومته أن الأخير لم يكن طرفاً في أي تفاوض فيما يخص "ممر أبو الزندين"، وأنه أبلغ بالقرار من الجانب التركي، وتقول أن "أبو الزندين"، جاء كاتفاق رديف لاتفاق حيوي آخر هو "الماء مقابل الكهرباء"، تغذي فيه الحكومة السورية مدينة الباب بـ "مياه الشرب"، في حين تغذي سلطات الأمر الواقع في مدينة الباب بقرار تركي، محطة الضخ ومناطق أخرى بالقرب منها تحت سيطرة الدولة السورية بالتيار الكهربائي، وانعكاسات "ممر أبو الزندين" على المستوى الاقتصادي ستكون محلية بحتة.


تشرح مصادر وكالة انباء اسيا بالقول: لن يكون هناك استفادة اقتصادية كبرى إلا من معبري "باب السلامة - باب الهوى"، فهما البوابتين اللتين تربطان المنطقة العربية وخاصة الخليج، بأقرب الطرق إلى أوروبا، من خلال ربطهما عبر الطريق الدولية M5 بمعبر "نصيب - جابر"، المشترك بين سورية والأردن، لطن الحديث عن هذا الطريق يرتبط أيضا بالطريق الدولية M4 الذي طان من المفترض أن يُفتح الجزء الذي يربط محافظتي حلب واللاذقية تبعا لمخرجات "مسار أستانا"، ولم ينجح الأمر لفشل الحكومة التركية في تنفيذ الجزء المتعلق بها بسبب مواقف تنظيم "جبهة النصرة"، وحلفائه خاصة في "الحزب الإسلامي التركستاني"، المشكل من أقلية الإيغور الصينية والذي ينتشر في مدينة "جسر الشغور"، كبرى التجمعات السكنية الواقعة بالقرب من الطريق.


وتتفق المصادر في سورية وتركيا على إن الحديث عن الطريق M5 يبدو سهلاً في حال حدوث تحرك إيجابي في مسار التقارب بين دمشق وتركيا، لكن الحديث عن الطريق M4 يبدو معقداً، فمن الصعب ان تنحسب التنظيمات المتطرفة لتسلم الطريق بدون معركة تتقدم فيها القوات السورية لمسافة تزيد عن 5 كم شمال الطريق، وهذا يتطلب جهدا عسكرياً كبيرا، سيترافق مع معركة ثانية تتقدم فيها القوات السورية من ريف حلب الجنوبي الغربي لتسيطر على طريق "حلب - باب الهوى"، والأخير معبر قد تحشد النصرة كل حلفاءها وخصومها من الفصائل المتطرفة للحفاظ عليه لكونه بوابة "الاقتصاد الفصائلي"، فرغم خلافاتهم العقائدية الشديدة، إلا أن الأمر لا يفسد للمصالح الماية المشتركة قضية، فالحديث هنا عن مليارات تدار من مدينة "سرمدا"، عاصمة اقتصاد التنظيمات المتشددة، والأمر إن حدث فسيعني فصلا كاملا لـ إدلب عن مناطق ريف حلب التي تنتشر فيها القوات التركية، لكن هاتين المعركتين اللتين ستكونان متزامنتين بالضرورة، رهينتا توافقات سورية - تركية بوساطة كل من روسيا وإيران، وتتوقع المصادر رد فعل غربي داعم لمسلحي النصرة لضمان ألا يكون معبر "باب الهوى"، تحت سيطرة الحكومة بما يعني إلزامية مرور المساعدات التي تدخل المنطقة الشمالية الغربية بعد تفتيشها من دمشق، وبالتالي فقدان "إمارة إدلب"، لقدرة الاستمرار، كما إن هدف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اطلقه في العام ٢٠٠٩ بزيادة التبادل التجاري مع سورية ليصل لـ ٥ مليارات دولار سنويا وفقا لما نقلته "رويترز"، قد يكون قابلا للتحقق، علما أن ذاك العام شهد تبادلا تجاريا بحجم ٢ مليار دولار.


كما إن الطريق M4 في جزء حيوي منه يقع تحت سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، امتدادا من مدينة "منبج"، بريف حلب الشرقي وصولا لـ "معبر اليعربية"، شرق الحسكة، وهو الطريق الذي يربط مدينة "الموصل"، العراقية بكل من العاصمة الاقتصادية السورية "حلب"، ومسناء اللاذقية الذي كان الخيار الأفضل لمدن لتجارة غرب وشمال العراق، من الموانئ التركية، وتقول مصادر كردية لـ وكالة أنباء آسيا في هذا الصدد أن الجانب الأمريكي يرفض بأي شكل تشغيل هذا الطريق، فقد سبق أن تم الحديث عن وساطة روسية لتسليم "معبر اليعربية"، للدولة السورية إبان العملية التركية التي عرفت باسم "نبع السلام"، في تشرين الأول من العام ٢٠١٩، وتوقف الأمر بطلب من "قسد"، تبعا لضغوط أمريكية، ثم أعادت روسيا طرح الأمر خلال ربيع العام ٢٠٢٠ بصيغة "تشغيل مشترك"، بين دمشق وقسد،لكن الأخيرة لم تملك الجرأة على الموافقة بسبب الرفض الأمريكي.


تشرح المصادر بالقول: معبر اليعربية من الجانب العراقي تحت سيطرة الحكومة الاتحادية في بغداد، وهذا يعني في الحسابات الأمريكية أمرين، الأول إعادة فتح الطريق أما الصناعة السورية نحو السوق العراقية التي تعد أكبر الاسواق القريبة وبالتالي مكسب اقتصادي لدمشق بدون عائد على واشنطن فحجم التبادل التجاري وصل لـ ٦٥٦ مليون دولار خلال العام ٢٠٠٣ على سبيل المثال، والثاني يتعلق بمنع وجود طرق برّية آمنة وقريبة بين سورية والعراق يمكن لـ إيران أن تستخدمها، ويُربط ذلك بوجود القوات الأمريكيي في "التنف"، المعبر الحدودي الرابط بين العاصمتين السورية والعراقية عبر أقصر الطرق بينهما.


ممر أبو الزندين يشكل من وجهة نظر المصادر السورية المقيمة في تركيا خطوة تجريبية لمستوى التعاون الممكن في مسألة الطرق البرّية بين أنقرة ودمشق، ولأن كلا الطرفين يبيدا مرونة في مسار تطبيع العلاقات، فإن احتمال الحديث عن "المعابر الحدودية"، سيكون ممكنا للصرف لا مجرد تخمينات إعلامية، مع التشديد هنا على إن "الائتلاف"، وما يتبع له من مؤسسات مدنية، إضافة لـ "الجيش الوطني"، جهات تنفيذية للقرار التركي لا أكثر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4