تشهد مدينة السويداء حالة من الهدوء الحذر عقب ليلة من الاشتباكات التي شهدتها المدينة بين الفصائل المسلحة المحسوبة على الطائفة الدرزية، وقوات الأمن والجيش السوري في المدينة، وذلك في محاولة من قادة الفصائل إجبار الحكومة على تفكيك إحدى النقاط الأمنية التي استحدثت يوم أمس بالقرب من "دوار العنقود"، الذي يعد أحد مداخل المدينة، الأمر الذي اعتبره قادة المسلحين الدروز تهديداً لحرية تحركهم في المحافظة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، من مصادر قريبة من الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سورية "حكمت الهجري"، فإن الأخير تلقى اتصالات من مركز المصالحة الروسي في المنطقة الجنوبية قبل أن يستقبل وفداً من "الشرطة العسكرية الروسية"، التي تعمل على إعادة الهدوء للمحافظة، كما أشارت المصادر أن وفداً من رجال الدين يقوده الشيخ "يوسف الجربوع"، توجه إلى دمشق بتكليف من "الهجري"، للقاء شخصيات أمنية وعسكرية في العاصمة لبحث التهدئة، علما أن الفصائل المسلحة هي من بادرت بالهجوم على عدد من المقار الأمنية والحكومية إضافة لـ مقر حزب البعث العربي الاشتراكي في السويداء.
المصادر لفتت إلى أن الهجري تحرك لـ لملمة الموقف تبعاً لضغوط من الشخصيات المجتمعية في المحافظة لوقف التصعيد الذي بدأه المسلحون على اعتبار أن "النقطة الأمنية"، التي تريد الشخصيات المعارضة وقادة الفصائل المسلحة تفكيكها لا تعرقل أو تتسبب بأي إشكالية أمنية أو اقتصادية في المحافظة، كما تصف المصادر رد الفعل من قادة الفصائل على إقامة النقطة بالمبالغ فيه للغاية وأن تعمد المبالغة وجر المحافظة ذات الصبغة الدرزية نحو العسكرة وفرض الحلول الأمنية يأتي تلبية لرغبة الجهات الداعمة لهذه الفصائل خاصة قوات الاحتلال الأمريكي المتمركزة في منطقة "التنف"، الحدودية مع العراق.
ونفت المصادر المعلومات التي روجت عن انشقاق أي شخص من القوات العسكرية أو الامنية السورية على خلفية الأحداث التي شهدتها المدينة يوم أمس، مشيرة إلى إلتزام القوات السورية بـ "ضبط النفس"، تبعا للتعليمات التي وردت من دمشق باتخاذ موقف "الدفاع عن النفس"، وعدم المبادرة لإطلاق النار إلا في الضرورة القصوى، فيما تقول المصادر أن عناصر النقطة المستحدثة بالقرب من "دوار العنقود"، مازالوا في مواقعهم رغم الاستفزاز والتهديد المستمر من قبل الشخصيات السياسية المعارضة والفصائل المسلحة.
يذكر أن الفصائل المسلحة كانت قد أطلقت عدداً كبيراً من القذائف الصاروخية فوق المباني الحكومية والأمنية ليل أمس، كما استهدفت مقر حزب البعث بقذيفة صاروخية، إضافة لإطلاق الرصاص ومهاجمة عدد من النقاط في "السويداء - القريا - قنوات"، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية حتى الآن.