تستمر المظاهرات التي يشارك فيها النشطاء والأهالي بمختلف الفئات في مدينة القامشلي وذلك رفضا لقرار رفع سعر مادة المازوت، مطالبين بإلغائه وسط دعوات لاستمرار التظاهر لحين التراجع عن القرار، وذلك بسبب فقدانها بشكل شبه تام في أغلب المحطات بمدن وبلدات محافظة الحسكة، بالرغم من تعهد مسؤولين في الإدارة الذاتية بتوفيرها بعد رفع تسعيرتها من 250 إلى 450 بالمئة.
في السياق، خرج أمس العشرات من أهالي مدينة القامشلي، في تظاهرة مطالبن بالعدول عن قرار رفع سعر المازوت، حاملين لافتات “قرارات خاطئة .. نتائج خاطئة” ” نطالب بإلغاء قرار رفع المازوت”، وسط معلومات من منظمي التظاهرات باستمرارها لحين تنفيذ مطالبهم بالتراجع عن القرار وتوفير المازوت في المحطات.
ويعزو ناشطون فقدان المادة وانعدامها، عدا عن سرقة الأمريكيين للنفط السوري وحرمان الشعب من المحروقات، إلى بيع “الإدراة الذاتية” ما تبقى من مادة المازوت للفصائل الموالية لتركيا ضمن المناطق التي تسيطر عليها ” درع الفرات” و “نبع السلام” بضعف السعر الذي يباع في محطات الوقود ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” وذلك ما يعود عليها بفائدة أكبر.
حيث رصد نشطاء أمس وصول 12 صهريجاً محملاً ومع سائقيها مهمات رسمية صادرة من مكتب “سادكوب” لشمال وشرق سوريا، عبرت حواجز قوى الأمن الداخلي ” الأسايش”، وقوات سوريا الديمقراطية، ووصلت إلى الساتر الترابي بمنطقة المبروكة غرب مدينة الحسكة بالقرب من طريق الدولي أم 4، حيث تم تفريغها عبر أنابيب ضمن منطقة “نبع السلام” وذلك بإشراف مباشر من عناصر فصيل ” أحرار الشرقية” بريف رأس العين الجنوبي.م
هذه العملية تنعكس سلباً على جميع القطاعات ضمن مناطق شمال شرق سوريا، حيث تشهد محطات الوقود طوابير تكاد لا ترى نهايتها، بسبب الازدحام الشديد الأمر الذي يعاني منه أصحاب السيارات خاصة الانتظار لعدة أيام حتى يستطيع الحصول على 50 لتر من المازوت كل 10 أيام، بموجب بطاقة صادرة عن هيئة المحروقات ، حيث إن المازوت الذي من المفروض توفره بسعر 2050 للسير غير متوفر وتكاد لا تصل للمحطات كل 15 يوما وذلك ليخسر صاحب السيارة قيمة البطاقة الخاصة بسيارته، كما أن ارتفاع سعر المازوت “الحر” والذي تم تسعيره ب 4100 ليرة سورية أيضاً شبه مفقود، ولا يستطيع أصحاب السيارات والشاحنات والمشاريع الزراعية من تدبير أمورهم وسقاية محاصيلهم.
وكانت الإدارة العامة للنفط والمحروقات التابعة لـ” الإدارة الذاتية” قد أصدرت قرارا بعد زيادة أسعار المحروقات شمل فقط المنشآت الصناعية، والمشافي الخاصة والسيارات السياحية والشركات الخاصة، ومؤسسات “الإدارة الذاتية” المدنية والعسكرية.
وتواصل القوات الأمريكية نهبها المنظم للنفط والقمح والموارد الأساسية الأخرى والثروة الوطنية للشعب السوري، بحسب مصادر رسمية سورية.م
وكشف مصدر خاص لوكالة أنباء آسيا عن ارتفاع مستوى "سرقة" النفط السوري بشكل كبير جداً في الأسابيع الماضية، ليصل إلى حد تهريب 100 صهريج محمل بالنفط السوري يومياً كحد أدنى، وقد وصل إلى 150 صهريجاً في بعض الايام على مدى أيام الأسبوع وبدون استراحة.
وأضاف المصدر أنه ثمة تطور جديد في هذا المجال، وهو توسيع مستوى الاجراءات التأمينية الأمريكية لهذه القوافل المسروقة، لتشمل مواكبتها بطائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار، فضلاً عن دبابات وعربات عسكرية أمريكية متطورة باتت ترافق تلك القوافل من المنشأ السوري إلى المقصد العراقي في أربيل.
وكانت قد اتهمت دمشق القوات الأمريكية بمواصلة سرقة النفط السوري من حقول الجزيرة، التي تقع في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة شمال وشمال شرق سوريا، مؤكدة أن القوات الأمريكية تقدم يوميا على نقل عشرات الصهاريج المحملة بمئات الأطنان من النفط المسروق وآليات تحمل معدات عسكرية باتجاه قواعدها في العراق.
وفي ديسمبر عام 2022، قدرت وزارة الخارجية السورية خسائر سوريا الناجمة عن العمليات العسكرية الأمريكية على أراضيها بنحو 111.9 مليار دولار.
وتقدر الخسائر المباشرة بـ 25.9 مليار دولار، تتكون من 19.8 مليار دولار من سرقة النفط والغاز الأمريكية و3.2 مليار دولار أضرار لمنشآت الدولة، و2.9 مليار دولار أضرار لمنشآت النفط والغاز، بحسب البيان الصادر آنذاك. في حين قدرت الوزارة الخسائر غير المباشرة بنحو 86 مليار دولار.
وتتهم بكين القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا بسرقة ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري، بينما يضطر السوريون إلى الوقوف في طوابير لساعات في محطات الوقود.