بين ليلة وضحاها... هروب ملايين السودانيين من ويلات الحرب
السودان _ رباب الامين
تبدل حال السودانيين بين ليلة وضحاها، ناموا على أن الصباح غدا آت وفي يده حلوى وأفراح، ولكنهم تفاجاؤ بسحب الدخان التي غطت سماء الخرطوم في صباح 15 أبريل لا أحد يعلم ماذا حدث في هذا الصباح سوى سماع صوت المتفجرات وبكاء الأطفال والنساء.
بعد مرور أيام من الحرب اللعينة اتفق طرفاء النزاع على هدنة وفتح مسرات آمنة للمواطنين، هنا كانت فرصة الهروب من جحيم الحرب إلى دول الجوار وبدأ التزاحم على وسائل النقل.
الهروب من المجهول:
بعض الأسر فضلت المغادرة خارج السودان خوفا من المجهول، توجهت إلى حدود الجوار لتفتح لها النوافذ، فيما يتعلق بتفاصيل الطريق والمعاناة التي تعرضوا لها، تحكي الشابة "سماح أنور" واصفه رحلتها إلى مصر وتقول:
بعد أسبوعين من الحرب تحركت من شارع الستين بالخرطوم، واجهتنا صعوبات عديدة منها القصف المدفعي بالاضافة إلى تواصل الاشتباكات بين قوات الجيش والمليشيات، سيطرت قوات الدعم السريع على الطرق الرئيسية في ولاية الخرطوم التي تجبر المواطنين إلى النزول وتفتيش النساء والأطفال دون رحمة.
واصلت: استغرقت الرحلة إلى معبر ارقين حوالي 48 ساعة، استغل سائقو المركبات ظروف النزوح فارتفعت تكلفة المركبات العامة من (50) ألف سوداني إلى (500) ألف أي ما يعادل (400) دولار.
تضيف: أوضاع السودانيين في معبر ارقين كانت مأساوية جداً، مع إنعدام في مياه الشرب بعد أيام تمكنت من الدخول إلى أسوان.
مشيرة إلى ارتفاع العقارات بجمهورية مصر بسبب تكدس السودانيين.
في سياق متصل تحدث الشاب السوداني "محمد عثمان" عن تجربة خروجه من الخرطوم إلى أثيوبيا بعد أن ضاق بهم الحال وسط دوي الانفجارات وإطلاق الرصاص وسط الخرطوم، مرت رحلته بولاية الجزيرة ثم ولاية القضارف مرورا بمنطقة دوكة ثم القلابات الحدود الإثيوبية.
أردف: الطريق وعر للغاية وجدنا صعوبة في تأشيرات الدخول كذلك الاستغلال وغلاء الأسعار كان ثمة بعض الأثيوبيين، واصلنا الرحلة عبر الحافلات إلى مدينة غوندر.
إحصائيات وأرقام:
وكالة الأمم المتحدة للاجئين قالت: إن أكثر من مليون شخص عبروا حدود السودان إلى الدول المجاورة، ومن بينها جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.
تحدثت السلطات التشادية عن استقبالها حوالي 20 ألف لاجئ سوداني، بينما يقول جنوب السودان إنه استقبل حوالي 5500سوداني.
أما مصر، فقد أعلنت عبر وزارة خارجيتها، أنها استقبلت 16 ألف نازح عبر الحدود.
قبل النزاع كان ثلث سكان السودان- أي ما يقرب من 16 مليون شخص- بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
وقد ارتفع العدد بعد الحرب إلى ما يقرب من 28 مليون شخص وهي زيادة بنسبة 57 في المائة.
وزادت احتياجات التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023 بنسبة 47 في المائة لتصل إلى 2.6 مليار دولار ولكن لم يتم الحصول سوى على 25.7 في المائة من هذا المبلغ.
