مع بروز حادثة إطلاق النار على مقر السفارة الاميركية في عوكر شمال بيروت، سارع المصطادون في المياه العكرة الى التصويب على من لا ترضيه سياسة الادارة الاميركية في مقاربة الملف الرئاسي، غامزين من باب التذكير الاممي بأهمية الالتزام بالدستور اللبناني واتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان وبالأخص القرار 1701.
وشددوا في تقاريهم الاعلامية على ان مطلق النار كان يرتي ثياباً سوداء، ويستقل سيارة رباعية الدفع من نوع "باثفيندر" لا تحمل لوحات، أطلق النار من سلاح من نوع كلاشينكوف وأكمل طريقه، فيما أفاد البعض الآخر أن المسلح وصل على متن دراجة نارية ونفّذ عمليته وغادر.م
فهل الرصاصات الـ15 التي أطلقت على مدخل السفارة الاميركية تحمل رسالة أمنية الى واشنطن بسبب الملف الرئاسي؟، ام ان وراء هذه الرصاصات أهداف أخرى؟.م
الاجابة على هذه الاسئلة قد تكون صعبة للغاية، في بلد اعتاد على ان يكون صندوق بريد للدول التي تتبادل الرسائل فيه عبر الملفات التي تتحكم بها كل دولة لها نفوذ وسفارات وأزلام تحركهم متى تريد، ومن هنا ينطلق المراقبون في إجاباتهم، معتبرين انه لو كان هناك طرف سياسي يريد ايصال رسالة اعتراضية على تعاطي واشنطن بالملف الرئاسي لماذا تأخر الى هذا الوقت، فعمر الشغور الرئاسي تجاوز الـ10 أشهر، ولبنان اختبر هذا الشغور اكثر من مرة، فعلى سبيل المثال الفراغ الرئاسي قبل مجيئ قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً استمر 182 يوماً، فيما استمر عامين ونصف العام قبل وصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة.
وهنا يطرح المراقبون امكانية ان يكون البعض استغل هذا الظرف لإحداث توترات امنية في البلاد، او ان هناك قطبة مخفية قد تتوضح مع التحقيقات التي تجريها السفارة والاجهزة الامنية اللبنانية.م
فيما تبرز قضية أخرى، هي قضية العمال المصروفين تعسفاً من قبل الشركة التي تعمل على تنفيذ مشروع المبنى الجديد للسفارة.
فمعسكر "غوانتانامو" فرع لبنان، كما يصفه رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبدالله، تستغل الشركة اللبنانيّة صاحبة التعهد بتنفيذ مبنى السفارة العمّال، وتفرض عليهم أكثر من 11 ساعة عمل يومياً، ولا تدفع لهم بدل السّاعات الإضافية، بل تحسم من ساعات عملهم الوقت الذي يقضيه العامل في الحمّام.
مصادر في وزارة العمل كشفت لوكالة انباء اسيا، ان العشرات من العمال اللبنانيين تقدموا بشكوى لدى الوزاره ضد الشركه التي يعملون لديها في مشروع المبنى الجديد للسفارة، ويشتكي هؤلاء من صرفهم التعسفي من قبل الشكرة من دون اي تعويضات.
وأكدت المصادر لآسيا ان الملف لم يحسم بعد وان محامي الشركة حضر مؤخراً الى وزارة العمل لإيجاد صيغة او وساطة بين الوزارة والعمال للملمة الموضوع، إلا ان العمال الذين تفاجؤا بصرفهم من العمل دون اي انذار مسبق يرفضون التفريط بحقوقهم.
وكشفت المصادر في وزارة العمل لآسيا، انه على الرغم من طرد العمال اللبنانيين، تستقدم السفارة عشرات العمال من الهند وبنغلاديش واثيوبيا، لاستكمال ما تبقى من عمليات لبناء المبنى الجديد في عوكر.