كثرة المنشورات المطالبة برفع الحصار عن سورية لن تنفع أحدا، ولن تداوي مصابا او تأوي مشردا. النافع حصرا هو الاجابة على سؤال: كيف نوصل المساعدات لمحتاجيها في سورية دون التعرض لمفاعيل العقوبات الاميركية؟
هناك مليارات البشر الأخيار فطريا وهم في الغرب كما في الشرق ولا علاقة لأي منهم حتى في أميركا واوروبا بما تفعله حكوماتهم من عملية قتل ممنهج للشعب السوري بالحصار. لكن مليار انسان صالح يرعبهم قانون اميركي فاجر، و٤٠٠ مليون اوروبي بسيط يضللهم اعلام مأجور يخفي عنهم أن حكومة دمشق وفارضي الحصار عليها شركاء في المسؤولية عن تبعات حصار لم يضر سوى الأبرياء ولم ينتفع به سوى الحاكمين شرقا وغربا.
ولمن يبحث عن كيفية تقديم الدعم للمتضررين دون السقوط في فخ العقوبات الاميركية الاوروبية أقول ان الأمر غير ممكن دون تعاون كل من السلطة السورية ومنظمات دولية محايدة.
و هنا بعض المقترحات.
أولا: المطلوب فورا تسليم السلطة السورية ملف المساعدات الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تضمن وصول المساعدات والتبرعات الى محتاجيها ويمكنها تجاوز العقوبات.
ثانيا:
تعيبن شخص بعيدٍ عن السلطة السورية ذي سمعة دولية، وما أكثرهم محبي هذه الأدوار من السوريين في المهاجر، منسقٍ للتعاون الحكومي مع المجتمع الدولي. والافضلية لشخصية لها حيثية وشهرة دولية وتتمتع باحترام على مسافة واحدة من السلطة و معارضيها.
يتولى هذا المنسق/ة تحويل العقبات البيروقراطية الى تسهيلاتٍ بقرار رئاسي يمنحه قدرةَ تنفيذ ما يجب دون تعقيداتٍ ادارية ودون استغلالِ الزلزال للاثراء غير المشروع أو للمتاجرة السياسية.
ثالثا:
يتولى المغتربون، اليوم والاَن، الاعلان عن الهيئة الدولية لمساعدة ضحايا الزلزال حيث يبادرون لجمع التبرعات علناً تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر وتوزع المساعدات على مستحقيها مباشرة دون تفريق بين مناطق سلطة ومناطق معارضة.
هذه هي أفضل السبل لتجاوز قانون قيصر وملحقاته الاوروبية. وكل ما عدا ذلك لعب، في الوقت الذي يحتاج فيه مئات الاف من المتضررين للمساعدة العاجلة.
المعركة الان انسانية وليست لا سياسية، ولا حتى وطنية.
لا يزال في الدنيا خيرون كثر إنما يجب ان نعرف كيف نخاطبهم وكيف نمنحهم الثقة ليقدموا العون كما يريدون دون خوف من تبعات فعلهم على مصالحهم، ودون شك بأن ما يقدمونه يمكن ان يذهب لغير مستحقيه.
بيانات ومنشورات الفريق الاعلامي للسلطة الذي بدأ بنشر لوائح المطالبة برفع الحصار، هو جهد بديهي في العمل السياسي القاصر عن فهم طبيعة الجهات الدولية التي تملك القرار.
الجهد الاعلامي الذي لا ينطلق من دول الحصار لمخاطبة ناخبي الطبقة الحاكمة في تلك الدول ليس سوى تفاهة كاملة في وجه بشرية تحكمها مؤسسة دولية لعصابات المال المتحدة.
عصابة عمرها مئات السنين تتوارث التحكم بالاقتصاد الدولي و كلها من نسل شيطاني يعيث في الارض فسادا ويحتفي أسيادها بالام المقهورين.
لذا يا عزيزي المتحمس، احمل معولا او قدم دولارا واحداَ او حراما واحدا افضل من جميع المناشدات الفوضوية.
هذا هو وقت اظهار السلطة السورية لنزاهةٍ تدّعيها فتحرج محاصري مواطنيها ممن استهدفوا السلطة فأفادوها.
وقد جاء وقت اكرام الشعب من قِبل من عليه نسيان المصالح السياسية لتأمين ما يضمد جراح من قدموا ابناءهم لحماية بلادهم.