الطائرة حلم الأطباء.. فما السبب؟

يانا العلي-سورية خاص وكالة أنباء آسيا

2023.02.03 - 01:26
Facebook Share
طباعة

أثّرت تبعات الحرب على البُنى التحتية بشكل كبير وبالتالي عدم استقرار الوضع الاقتصادي طال جميع الشرائح في المجتمع السوري، بما فيها الأطباء، الفئة التي أصبحت تطمح للسفر، ربما بسبب زيادة المسؤوليات والتطلع للتقدم العلمي والارتباطات المتعددة وغيرها الكثير من الأسباب. لكن المؤشرات التي نُشرت مؤخراً خطيرة، حيث بلغَ عدد الأطباء السوريين الذين يعملون بشكل رسمي في مستشفيات ألمانيا 5 آلاف طبيب، وذلك وفقَ التقرير السنوي للهجرة والصحة الذي نشرته مجلة “دير_شبيغل” الألمانية.

 

كما صّرح موخراً وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل أن :" التضخم والوضع الاقتصادي الدولي أثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني، والإجراءات الحكومية الجديدة هدفها الحد من ارتفاع سعر الصرف وارتفاع الأسعار. كما أن الإجراءات الجديدة تهدف لتنشيط الحياة الاقتصادية ودعم القطاع الإنتاجي الصناعي وتسهيل التصدير والاستيراد وتبسيط الإجراءات المالية والمصرفية."

 

هذا ما يدفعنا للحديث أكثر عن الأسباب التي تدفع الطبيب للهجرة. وللوقوف على آراء بعض الأطباء بهذا الخصوص كان لوكالة أنباء آسيا لقاء مع الدكتور عدنان سلمان أخصائي جراحة مسالك بولية حيث قال:" بسبب صعوبات الحياة والوضع المعيشي أصبح أغلب الناس لا يستطيع مراجعة طبيب، إلا في حالات الإسعاف القصوى والتي قد تصل لحافة الموت. إذ لا راتب يكفي لتأمين الطعام، فكيف سيدفع موظف، معاينة طبيب ايضاً؟؟ أضف إلى ذلك الارتفاع المستمر للأسعار خصوصاً ماتحتاجه الأسرة من قوت يومها. والحالة تتجه نحو الأسوء اقتصادياً ومعيشياً. "


و أضاف الدكتور سلمان :" كيف لايسافر الطبيب من سوريا وراتبه الشهري لايتجاوز واحد بالمئة من راتب طبيب سافر إلى الصومال؟ كيف لايسافر وراتب الطبيب الشهري لايعينه على تأمين احتياجات التدفئة لأسرته على سبيل المثال؟ فقد أضحت حياته كلها سعياً لتأمين ليتر بنزين وليتر مازوت وربطة خبز وجرة غاز ولا وقت لديه ليطور نفسه ومهنته… وأصبح همه كلفة كل كيلومتر يقطعه في السيارة وكل قلبة دولاب السيارة اصبح عبئاً عليه، وغدا يوقف سيارته ويتنقل مشياً على الأقدام بين بيته وعيادته ومشفاه بسبب الانقطاع المتكرر لمادة البنزين."

 

الحرب الحقيقة هي خسارة العقول والأدمغة ايضاً.. فلا يخفى على أحد مدى الأثر الإيجابي الذي حل على الواقع الطبي في الخارج بعدما هاجر إليهم عدد من الأطباء السوريين. فأصبحت سورية بمثابة مصّدر للعقول . ولمتابعة الموضوع مع كان لوكالة أنباء آسيا لقاء آخر مع الدكتورة منال رستم أخصائية في طب الأسنان حيث قالت:" أحد أسباب هجرة الأطباء هو تحسين الوضع المادي، حيث بات الدخل في ظل الوضع الإقتصادي الحالي غير كافٍ، بالإضافة لتأمين فرص دراسية وحياتية للأبناء بعيداً عن الظروف التي تركتها الحرب في وطننا. أضف إلى ذلك التفكير بأفقٍ جديدة من ناحية أخرى لمواكبة التطورات العلمية في الأبحاث والأدوات الطبية الحديثة التي دخلت سوق العمل مع صعوبة تأمينها داخل البلد فهي تحتاج مبالغ ضخمة وبالعملة الصعبة فعندما يكون دخل الطبيب عالٍ وبالعملة الصعبة يستطيع تأمينها. ومن الأسباب ايضاً السعي نحو الرفاهية والسفر وحضور المؤتمرات و مع زيادة دخل الطبيب يستطيع التفكير بالسياحة والسفر. ومن ناحية أُخرى، البعض يفكر بالهجرة للتخلص من الضغوط المعيشية اليومية وعدم توفر المقومات الأساسية الغاز المازوت البنزين ..الكهرباء وايضاً سفره يؤمن له دخلاً يستطيع من خلاله مساعدة المقربين كالأم والأب والأخوة في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يرزح تحتها الجميع"

 

 

وعن طموح الهجرة عند طلبة الطب ايضاً تحدثت أليسار ديوب طالبة طب سنة سادسة:" في الواقع لطالما كنت شخصاً محباً للسفر واكتشاف اماكن وثقافات جديدة. لكن الآن لم يعد السفر مجرد خياراً، بل أصبحَ ضرورة حتمية. والأسباب عديدة من أهمها التقدم العلمي الموجود في الخارج، فالطبيب يكتسب خبرة هائلة في الخارج. إضافة إلى بناء مستقبل جيد وتحقيق الأمان الاقتصادي، ففي ظل الوضع الحالي وغلاء المعيشة لم تعد هناك القدرة على توفير حتى أدنى مقومات الحياة"

لايمكننا إنكار أن الثروة الدماغية من أهم ركائز المجتمع التي تعمل على النهوض به، بالإضافة إلى الركائز الأُخرى. فالعمل على إيجاد الحلول لكل الصعوبات وتأمين الاستقرار لدعم كل الشرائح وجذبها للبقاء بما يضمن معيشتها بشكل لائق، لتكون قادرة على استمرار العمل والعطاء. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 5