طريق الموت يتربص بأرواح العابرين جنوباً …فاحذر ان كنت من سالكيه!

مايا عدنان شعيب _خاص وكالة آسيا نيوز

2023.01.31 - 04:32
Facebook Share
طباعة

 وكأن اللعنة حلّت على المواطن في لبنان و بات يتلقى صفعاتها من كل حد وصوب! لم ينقص المواطن في هذا البلد مخاطر السياسة و الأمن و الاقتصاد و الحياة المعيشية التي أفقدت البعض صوابهم بل زاد من تلك المخاطر  مأساة جديدة تنتظره على الطرقات قد يسلم منها مرة و قد تسلبه حياته مرة أخرى…

تردد مؤخراً ذكر طريق عام "دير الزهراني " الذي يعدّ طريقاً عاماً رئيسياً يصل الى قضاء مرجعيون و حاصبيا وقسم من قرى قضاء بنت جبيل بالاضافة لقرى قضاء النبطية و يمر بوسط بلدة دير الزهراني بحوالي 5 كيلومتراً، تكثر على جوانبه مؤسسات تجارية على مختلف انواعها مما يسبب تدفقاً للسيارات بشكل كبير وبالتالي حركة مرورية من سيارات و مشاة نهاراً و ليلاً.

لم يرتبط اسم طريق دير الزهراني الجنوبي الواقع في قضاء النبطية مؤخراً بهذه الحركة الاقتصادية او الاهمية الاستراتيجية فحسب بل ارتبط بالموت و الدم وسيارات الاسعاف و اخبار الحوادث! شهدت السنوات الاربعة الاخيرة نسبة متزايدة للحوادث على هذا الطريق حتى تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اسمه باسم "طريق الموت".

كان لوكالة أنباء اسيا تحقيقاً خاصاً للوقوف عند أسباب تلك الحوادث لاسيما الأخيرة منها خلال شهر كانون الثاني الفائت حيث تتالت اسبوعياً و أودت بحياة مواطنين منهم الشاب قاسم عقيل ابن ال 17 ربيعاً الذي قضى في الثاني من الشهر المذكور على دراجته النارية ما أدى الى وفاته على الفور جراء ضربة مميتة على رأسه، أمّا الحاج نبيل عبد الكريم محي الدين فقد كان ضحية حادث السير المروع على أتوستراد النبطية - الزهراني نهار الاثنين في ال16 من الشهر نفسه حيث فقد السيطرة على سيارته و انقلبت مرات عدة، على الاثر سارعت فرق الاسعاف الى المكان وتم نقل محي الدين الى مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية حيث فارق الحياة، فيما أصيب إبنه بجروح مختلفة، لم تنتهِ سلسلة الحوادث هنا فقد وقع حادث "مروع" بين عدة سيارات على طريق الموت في ال26 من الشهر ذاته بين عدة سيارات و قد وصف شهود عيان الحادث بالمروع و أدى الى سقوط 5 اصابات عملت فرق الانقاذ في الدفاع المدني الى نقلها الى مستشفيات مدينة النبطية، و في نهار السبت الفائت حصل حادث ايضاً بين جبّالة تعبر الأوتوستراد وسيارة وقد نجت المواطنة التي تقود السيارة بأعجوبة! 

للوقوف عند حيثيات تلك الحوادث من اسباب و مشاكل كان لرئيس بلدية دير الزهراني الاستاذ حسن زواوي تصريحاً لوكالة أنباء آسيا حيث أوضح لنا ان الحوادث التي تحصل على امتداد الاوتستراد لا تنحصر في النطاق الجغرافي لبلدة دير الزهراني و انما على طوله وصولاً الى النبطية و الكثير منها و للاسف حوادث مريعة ينتج عنها ضحايا و اصابات جسدية و مادية جسيمة، و عند سؤالنا عن اسباب تلك الحوادث اجاب زواوي أن السرعة المفرطة و عدم الانتباه و استعمال الهواتف المحمولة اثناء القيادة ، إضافة الى اسباب اخرى تتعلق باهمال اعمال الصيانة على الطريق و انعدام الانارة ليلاً مع العلم أن البلدية بذلت مجهوداً لاصلاح الحفر و صيانة الطريق كما قامت على عاتقها بوضع اشارات عاكسة للضوء على طول الاوتستراد واشارات ضوئية عند جميع المفترقات المتفرعة منه، كما قامت بحملة واسعة بالتعاون مع قوى الامن الداخلي لتوعية المواطنين وارشادهم حفاظاً على سلامتهم العامة، أما أعمال الصيانة المطلوبة من وزارة الأشغال العامة فهي غير متوفرة و غائبة ويأمل ان تعود لمهمتها على الرغم من المناشدات الكثيرة لها لا انها لم تجدِ نفعاً، وقد أسف للحوادث التي تثير شعوراً بالحزن و الخسارة الانسانية في كل مرة مخسر فيها مواطناً بريئاً يسعى لرزقه فيسقط ضحية الحرمان و الاهمال، وقد ناشد اهالي البلدة و العابرين على هذا الطريق توخي الحذر الشديد و الالتزام بشروط السلامة المرورية لتفادي المخاطر ودعا الدولة بمختلف وزارتها المعنية ايلاء الاهتمام بحال الطرقات للحفاظ على ارواح المواطنين.

وكان الخبير في السلامة المرورية كامل ابراهيم قد صرّح في لقاء صحافي أن موضوع السلامة العامة لا يمكن حل المشكلة في لبنان باستراتيجيات تقليدية اذ يجب على الحكومة ان تعطي الاولوية لهذا الملف عبر القيام بخطة استراتيجية كما في البلدان المتقدمة ولدى سؤاله ما هي افضل استراتيجية للحد من مأساة حوادث السير؟أجاب أن الاموال دائماً هي الحجة الحاضرة من المعنيين و المسؤولين عن هذا الملف لان الفساد المستشري في الوزارات المعنية يرفع كلفة تأهيل الطرقات و تجهيزها بوسائل تؤمن السلامة المرورية مكلفة جداً وبأضعاف مضعفة عن كلفتها الحقيقية هذا من جهة و من جهة اخرى اثر الفساد الذي يظهر في اهمال طرق هي في أمسّ الحاجة للتأهيل وفي الحد الأدنى لوسائل غير مكلفة كوضع لافتات مرورية او عاكسات ضوئية مثلاً، في وقت تهتم الوزارات بطرقات أخرى فتهدر اموالاً في غير مكانها المناسب لامتيازٍ ما او لأولوية لشخصيات نافذة تسلك تلك الطرق او تسكن في مناطقها.

.كيف يكون تشخيص المشكلة اي تقع المسؤولية على المواطن ام الدولة؟

أجاب كامل ابراهيم أنه مما لاشك فيه ان المسؤولية مشتركة بين الدولة و المواطن فالمواطن الذي يفتقد للرقابة في بلد يفتقد لثقافة السلامة المرورية سوف يكون هذا المواطن سائقاً غير ملتزم على الطرقات لأنه ليس هناك رادع، ولدى سؤاله عما اذا يمكن تصنيف طريق دير الزهراني من الطرقات الخطرة في لبنان لكثرة وقوع حوادث السير عليه، اشار إلى أن هناك مجموعة من العوامل المتداخلة التي تتعلق بالطرقات و السلوكيات الخاطئة عليها وقد شهد طريق عام دير الزهراني- النبطية في الآونة الأخيرة الكثير من الحوادث المريعة لاسباب عديدة منها وجود الكثير من الفتحات المرورية وسط الاوتستراد الامر الذي يؤدي الى زيادة احتمال وقوع الحوادث ودعا السائقين الى التنبه و تحمل مسؤولياتهم عبر الالتزام بقواعد السلامة المرورية بعدم تخطي السرعة المسموحة او استخدام الهاتف اثناء القيادة خاصة في هذه الظروف التي فقدنا فيها أسباب السلامة المرورية في ظل غياب الانارة و التأهيل و غياب دور الدولة الرقابي على الطرقات.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7