"قسد" "تخنق" المواطنين في مناطق سيطرتها

اعداد سامر الخطيب

2023.01.31 - 12:33
Facebook Share
طباعة

تشهد محافظة الرقة وأريافها أزمة وقود في المحطات المعتمدة، ولاسيما بعد تخفيض نسبة توزيع المحروقات من مادتي المازوت والبنزين، وتحديد المدة الزمنية للتعبئة، ما خلق أزمة تستدعي إيجاد حل لتفادي تفاقهما، على أرض غنية بالنفط الذي يُسرق بمساعدة ومباركة "قوات سوريا الديمقراطية" المسيطرة على تلك المناطق.


واعتمدت “الإدارة الذاتية” نمط توزيع مخصصات المواطنين في الرقة من مادتي المازوت والبنزين ” 200 ليتر ” بشكل شهري إلى 50 ليتر اسبوعياً، بعد أن كان توزيع المشتقات النفطية بشكل شهري عبر محطات الوقود “الكازيات”، مخصصة من قبل “سادكوب “، من أجل توفير المواد للاستخدام المنزلي وللمزارعين ولأصحاب السيارات والمركبات بالسعر المدعوم 410 ليرات سورية خلال العامين الماضيين.


وخلق هذا الأمر أزمة طوابير على المحطات المعتمدة ونجم عنه تجار للأزمات، إلى جانب ذلك، تشتكي العديد من العوائل في الرقة من حرمانهم من بطاقات المحروقات العائلية من مازوت وكاز منزلي، تزامناً مع فصل الشتاء، إلى جانب الفساد المنتشر في المنطقة دون أي رادع قانوني يحد من انتشاره.


ويشهد شتاء العام الحالي 2022- 2023 حرمان العديد من العوائل بالرقة من البطاقات المخصصة من الإدارة الذاتية لمستحقات التدفئة، في أحياء متعددة من المدينة، وتم تسجيلهم وفق ملحق لأكثر من مرة من قبل الكومين، ولكن لم يتم توزيع تلك البطاقات، والحجة دائماً هي انتظار الأتمتة والتسجيل في سادكوب، مما اضطر السكان لشراء المازوت بالسعر الحر 2300 ليرة سورية, والـ “كاز” بسعر 2500 ليرة سورية.


ويشار إلى أن، “الإدارة الذاتية” اعتمدت منذ تأسيسها على دعم القطاع المعيشي “الزراعة- الخبز-مخصصات المحروقات”، عبر تأسيس جمعيات وتخصيص منشآت ومندوبين لتوزيع وبيع تلك المواد آنفة الذكر بسعر مخفض، بهدف الانتفاع للمواطنين ضمن مناطق سيطرتها، إلا أن مع لجوئها إلى تخفيض النسبة مع تحديد المدة الزمنية خلال العام الجاري، جعل المواطن أمام مازق حقيقي.


أما في محافظة الحسكة فخفضت “هيئة الزراعة” و”هيئة المحروقات” في “الإدارة الذاتية” من مخصصات الفلاحين والمزارعين من المازوت الزراعي الذي يعتمدون عليه لاستخراج المياه الجوفية عبر محركات الديزل لسقاية محاصيلهم وانقاذها من التلف، في ظل انحباس الأمطار ومرور الجزيرة السورية التي تعتبر سلة سوريا الغذائية بجفاف منذ عامين.


وخفضت “الادارة الذاتية” مخصصات المزارعين بمقدار 500 لتر لكل 100 دونم من الأراضي الزراعية المروية وذلك وفقا لعمق الآبار، حيث أن البئر الذي يبلغ عمقه أكثر من 150 متر يحصل المزارع على 35 لتر مازوت عن كل دونم واحد بدلا من 40 لتر، والآبار بعمق مادون الـ 150 متر يحصل الفلاح على 25 حتى 20 لتر بدل من 30.


واستحوذت “قسد” منذ أن فرضت سيطرتها على مدن شمال شرق سورية على أغلب الأفران والمطاحن العامة وصوامع الحبوب إضافة لسيطرتها على حقول وآبار النفط.


وبالرغم من تحكمها بكافة مقدرات المنطقة إلا أنها تفرض بين الحين والآخر زيادة في أسعار المواد الأساسية بدءاً من أسعار المحروقات والغاز المنزلي ووصولاً إلى أسعار الخبز والمواد الغذائية الأساسية.


ويعاني الأهالي في تلك المناطق من أوضاع اقتصادية صعبة في ظل انعدام فرص العمل وتراجُع الزراعة خلال العامين الماضيين والتي تُعَدّ المصدر الأول لأهالي تلك المناطق إضافة للانخفاض الكبير الذي تعاني منه الليرة السورية أمام الدولار.


و تسرق الولايات المتحدة الامريكية ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري، بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، في حين تحرم "قسد" السكان في المناطق التي تقع تحت سيطرتها منه. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 9