عفرين.. تغيير ديمغرافي على يد القوات التركية

اعداد سامر الخطيب

2023.01.12 - 12:05
Facebook Share
طباعة

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على منطقة عفرين، تمّ توطين قرابة نصف مليون من النازحين فيها، قدموا إليها من معظم المحافظات السورية، ويقيم عشرات الآلاف من هؤلاء، من ضمنهم العناصر المسلّحة وأسرهم، في منازل “الكورد” المهجّرين قسراً بعد أن استولوا عليها بما فيها من أمتعة، مثلما استولوا على حقولهم وممتلكاتهم غير المنقولة، في حين يجري الآن توطين من لم تسعهم البيوت في مجمّعات سكنية تُقام في المدن والبلدات والقرى الكوردية.


وتتعمد القوات التركية والفصائل الموالية لها إتباع عملية مايعرف بالتغيير الديمغرافي بحق أهالي عفرين، وفي خضم الحديث عن ذلك، كشفت تقارير صحفية عن إنشاء بناء نموذجي جديد للنازحين السوريين باسم “أجنادين فلسطين” تحت إشراف القوات التركية والفصائل الموالية لها، يوم الأربعاء 4 كانون الثاني/ يناير 2022 بأطراف ناحية جنديرس بريف عفرين شمالي حلب، وسط أجواء احتفالية في المكان بعد استكمال بناء وتجهيز نحو 40 منزل.


من جهتها “منظمة فريق إدلب الوطن” قامت بتوزيع 40 منزل على عناصر فصيل “أحرار الشام” الموالي لتركيا والمسيطر على عدة قرى في الناحية كما تضمن المشروع بناء 200 منزل مع مرافق خدمية تشمل بناء مدرسة ومسجد ومعهد شرعي لتحفيظ القرآن الكريم وملحقاته، وبحسب التقارير، فإن المشروع بني على أرض زراعية مساحتها 4 هكتارات تعود لأبناء “مجيد ومراد منان” من أهالي قرية شيتكا لكل شقيق هكتارين، تحت تهديد السلاح، وتم الاستيلاء عليها بعد احتلال عفرين عام 2018.


وتَتعمد القوات التركية والفصائل الموالية لها وضمن سياستها في عملية التغيير الديمغرافي على جلب المهجرين من مختلف المدن السورية وتوطينهم على حساب إخراج أهالي عفرين الأصليين تحت قوة السلاح والتهديد.


وتبنى التجمعات من خلال منظمة (أفاد) التركية، وبتمويل قطري ، وهناك جمعيتان تابعتان لتركيا، هما جمعية الإحسان الخيرية، وجمعية العيش بكرامة، وهاتان الجمعيتان تعملان بإشراف منظمة (أفاد) التركية.


احدى السيدات من سكان عفرين الاصليين والتي نزحت من المدينة قالت: “منذ حوالي 3 أشهرجئت وزوجي وأطفالي الستة من لبنان إلى حلب، حيث كان زوجي يعمل في لبنان ضمن إحدى ورش “البناء ” لكن الحال تغير وساءت أحوال السوريين هناك مما أجبرنا للعودة إلى سوريا وبقينا في حلب، مكثنا عند “أقارب زوجي” لكن الحال لم يكن بالأفضل، فاضطررنا للمجيء إلى الرقة.


وتتابع: “نمتلك بستاناً وأرضاً مزروعة بالزيتون ومنازل في “عفرين ” لكن الفصائل العسكرية استولت على ممتلكاتنا وأصبحت العودة لعفرين “مستحيلة “.


ولا تزال الفصائل المعارضة وعلى مرآى القوات التركية تقوم بالاعتداء على الأهالي في المدينة وعلى ممتلكاتهم إلى يومنا هذا ، بهدف تهجيرهم، حيث أقدم عناصر دورية تابعة للشرطة المدنية خلال الأيام القليلة الفائتة، على اعتقال مواطنة من أهالي قرية شيخوتكا التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، وذلك بغية تحصيل فدية مالية منها.


على صعيد متصل، أقدم عناصر دورية مشتركة من الشرطة العسكرية والاستخبارات التركية، بتاريخ 6 و9 كانون الثاني الجاري، على اعتقال ثلاثة مواطنين من أهالي قرية شيخوتكا على دفعتين، بتهمة الانتماء إلى وحدات الشعب الكردي إبان سيطرة الأخيرة على مدينة عفرين.


وبتاريخ 9 كانون الثاني الجاري، بأن الشرطة المدنية في ناحية معبطلي بريف عفرين أفرجت عن مواطنين اثنين من أهالي الناحية، بعد دفع ذويهم فدية مالية مقدارها 150 دولار أمريكي عن كل شخص، حيث كانوا معتقلين بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة.


واعتقل عناصر دورية تابعة للشرطة العسكرية خلال الأيام القليلة الفائتة، مواطن من أهالي قرية قره كول التابعة لناحية بلبل، من مكان إقامته في مدينة عفرين، دون معرفة التهم الموجهة إليه، وجرى اقتياده إلى سجن معراته سيء الصيت بريف عفرين.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4