عن "نون" الغار و الياسمين ...عن الجنوبيات

كتبت مايا شعيب

2022.12.26 - 09:38
Facebook Share
طباعة

بقيّة الكلام هنا ستكون بالحبر الورديّ على صفحاتٍ ناصعة كوجه الجنوبيّة الجميل…
يحكى أن جدّاتٍ جنوبيّاتٍ غزلن من خيوط الشمس راياتِ عزّ ناصعة و أنجبنَ للوطن نساءً لا يثنيهنّ عن المجد شيئاً…
عن أمّهاتٍ قد حنّينَ الأكف بالتراب، و زيّن صدورهنّ بالنرجس و الياسمين، فماجت سهولنا قمحاً وشِعرا، عن أيادٍ حاكت الصبر وشاحاً فأنارت في سماء الليل نجما، عن قلوبٍ أوقدت من زيتها ناراً وحبّا…
عن فتياتٍ قد أجّلنَ أحلام الصبا و استبدلنَ أثوابَ الزفاف ب" زيٍّ و بندقية" و تعطّرن بالبارود و الكافورِ…جنوبيّاتٌ قد دخلن التاريخَ من أبوابه العالية، من الشهيدة سناء محيدلي التي فجّرت نفسها بالعدو الإسرائيلي عند معبر "باتر- جزين" إلى يسرا إسماعيل التي نفذت عملية نوعية مع أبطالٍ مقاومين فاستشهدت في وادي الحجير، إلى وفاء نور الدين الّتي نفذت عملية استشهادية في منطقة حاصبيا، إلى أليسار مروة و سهى بشارة و غيرهنّ من الجنوبيات اللواتي شرّفن الوطن و العرب ببأسهنّ…
عن نسوةٍ في جنوبي قد سكبنَ الزيت المغلي على رؤوس المحتلين، قد حمين المقاومين في بيوتهنّ و كنّ لهم الزند و الزاد، عن أمهاتٍ قد قدّمن على مذبح الوطن فلذات الأكباد، هل سمعتم يوماً ب "أم الشهيد عماد"؟
تذكر الكتب المقدسة أنّ أمّاً ألقت ابنها في اليم موقنةً بمصيره رغم أهوال الطريق مطمئنة لعودته اليها، عاد الفتى نبيّاً و قد أذاق فرعون زمانه طعم الهزيمة بإيمانه و معجزاته، هذه هي الأم الجنوبية، تلقي أولادها في نارٍ و درب جلجلة مطمئنةً لعودتهم إليها، عادوا شهداء و قد أذاقوا فراعنة زمانهم طعم الهزيمة…
جميلاتٌ هنّ، خلقاً و خُلُقاً، لقد قدّمت الدكتورة عناية عز الدين نموذجاً عن المرأة الجنوبية التي خاضت ميادين العلم و السياسة دون أن يكون حجابها عائقاً،و هناك الكثيرات رائداتٍ في ساحات العلم و الأعمال وتصدّرت منهن لوائح سيدات الأعمال العربيات.
هذه النسوة باقةٌ من زهرات جنوبي، بعضٌ من أشجار الزيتون التي لاينبض زيتها و لا يخفت ضوؤها، هنّ المواسمُ و الغلال، شتول التبغ وسنابل القمح، هنّ الحبُّ و الوطنُ وهنَّ الحياة…

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7