ذكرى زواجهما انتهت بجريمة قتل
تزوج هارولد هنثورن بتوني سنة 2000 وهي طبيبة عيون ناجحة بينهما. كان هارولد يحب الحديث عن وظيفة جامع التبرعات التي يعمل فيها لصالح مؤسسة غير ربحية كالكنائس والمستشفيات".
بدت علاقتهما في البداية مثالية، ثم انتقل الزوجان إلى مدينة دنفر بولاية كولورادو؛ حيث أنجبا طفلتهما الأولى بعد خمس سنوات من زواجهما، لكن خلال سنة 2012 دفع هارولد زوجته من فوق حافة صخرية لتلقى حتفها على الفور.
لم تكن توني الزوجة الأولى لهارولد؛ إذ بينت التحقيقات أن زوجته الأولى التي تدعى لين هي الأخرى توفيت في ظروف غامضة سنة 1995، ليُدان هارورد "الأرمل الأسود" باغتيال زوجته توني وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، برغم أنه لا يزال يدعي براءته حتى يومنا هذا.
كواليس زواج هارولد وتوني هنثورن
التقى هارولد بزوجته الثانية توني بيرتوليت، القادمة من مدينة جاكسون بولاية ميسيسيبي سنة 1999، عبر موقع للتعارف يدعى "Christian Matchmakers"، وذلك وفقاً لبرنامج 48 Hours. كانت توني انفصلت عن زوجها مؤخراً، وكان هنثورن قد فقد زوجته في حادث مأساوي قبل 4 سنوات من هذا التاريخ، على حد قوله.
تزوج الثنائي في سبتمبر/أيلول سنة 2000، ثم انتقلا بعد وقت قصير إلى مدينة دنفر بولاية كولورادو، حيث أنجبا طفلتهما هالي، بدأت العلاقة بينهما بشكل ناجح، لكن أصدقاء توني وأفراداً من عائلتها بدأوا في ملاحظة بعض السلوكيات المقلقة في تصرفاتها.
أدرك أخوها باري بيرتوليت أنه لن يستطيع قط أن يحظى بمحادثة خاصة مع توني. كان هارولد هنثورن يجيب على الهاتف دائماً عندما يتصل باري، وإذا طلب التحدث مع توني أو هالي، كان هارولد ببساطة يشغل مكبر الصوت.
وحسب مدير عيادة طب العيون التي تشتغل فيها توني، تامي أبروسكاتو، فإن "هارولد جعلها غير مرتاحة، وأضاف في برنامج 48 ساعة كان شديد التحكم، كانت (توني) غير قادرة على وضع جدول لأي شيء غير اعتيادي بدون استشارة هارولد أولاً".
هذه السلوكيات جعلت عائلتها قلقة بشكل خاص في عام 2011 عندما عانت توني من جرح خطير ولم تذكر الأمر حتى لأمها إيفون إلا بعدها بوقت طويل.
حسب "denver post" كان هارولد وتوني يضطلعان ببعض أعمال البناء عند كابينتهم الجبلية، عندما طلب هارولد من توني أن تصعد إلى الشرفة وتساعده في شيء ما. بينما كانت توني تسير أسفل الشرفة، سقطت عارضة ثقيلة منها واصطدمت برقبتها، ومزقت فقراتها.
أخبرت توني والدتها عن الحادث في وقت لاحق، قالت إنها شاهدت شيئاً على الأرض عندما كانت تسير نحو هارولد ثم انحنت لكي تلتقطه، وأوضحت حينها: "إن لم أنحنِ بعد أن خرجت، لقتلتني العارضة". عندما توفيت توني بعد عام، بدأت عائلتها في التشكيك حول ما إذا كان سقوط العارضة حدث مصادفة من الأساس.
من الاحتفال بذكرى الزواج إلى الوفاة المأساوية
قرر هارولد في سبتمبر/أيلول 2012 اصطحاب زوجته توني للتنزه في متنزه جبل روكي الوطني للاحتفال بذكرى زواجهما الثاني عشر، كانت توني البالغة من العمر حينها 50 سنة تعاني من آلام بركبتها ولم تكن معتادة التنزه على ارتفاعات مرهقة.
لكن زوجها كان مصراً على اصطحابها، حتى أبلغ أحد معارفهما أنه خرج في "ست نزهات مختلفة" في متنزه جبل روكي الوطني قبل أسبوعين من عيد زواجهما، كي يختار أفضل مسار تنزه، وأنه "خطط لكل دقيقة من رحلتهما".
وفي 29 سبتمبر/أيلول، انطلق الزوجان نحو جبل دير. وسارا لمسافة ميلين، والتقطا صوراً على طول الطريق، وبعد وقت الظهيرة من ذلك اليوم، تلقى باري بيرتوليت رسالة من هارولد هنثورن تقول: "باري بسرعة توني مصابة في إستيس بارك سقطت من صخرة". وأعقب هذه الرسالة بوقت قصير رسالة أخرى يقول ببساطة: "لقد ماتت".
سقطت توني من على ارتفاع 140 قدماً من فوق جبل دير. كانت عائلتها محطمة. كيف حدث ذلك؟ وفقاً لرواية باري، فإن هارولد أخبره في بداية الأمر أن توني لم تستطع مواصلة النزهة. وعندما استدار وأدرك أنها لم تعد خلفه، بدأ في البحث عنها واكتشف مكان جسدها عند أسفل المنحدر الصخري.
وفي زاوية أخرى من القصة، قيل إن هارولد أوضح أنه كان يفحص هاتف توني لتلقي مكالمات من مكتبها عندما سقطت. لكن زملاء توني يقولون إن هاتفها كان في المكتب في هذه الأثناء، وإن هارولد جاء بعد يومين من وفاة توني كي يجمع أغراضها، استمر زوجها في تغيير أقواله لتزداد الشكوك حوله من قبل المحققين.
هارولد هنثورن خلال تحقيق معه في مقتل زوجته
بعد أيام من وفاة توني، اكتشف رجال التحريات خريطة مثيرة للريبة في شاحنة هارولد هنثورن، وذلك حسبما نشرت مجلة People، إذ كانت هناك خريطة لمتنزه، وضعت فيها علامة على مسار الجبل الذي تنزها فيه ذلك اليوم. لم تبدُ هذه الخريطة غريبة إن كانت وحدها؛ فربما وضع هارولد بكل بساطة علامة على المسار الذي اختاره لنزهتهما.
لكن علامة X الموضوعة في مكان سقوط زوجته ساهمت في تزايد الشكوك حول التخطيط لقتلها، فحسب تقرير نشرته "All Thats Interesting" يذكر أن هارولد "انعقد لسانه" عندما واجهه رجال التحريات بالخريطة، وادعى حينها أنها لم تكن تخص نزهة عيد زواجهما، بل خريطة صنعها من أجل ابن أخيه. لكن الشرطة لم تنطل عليها هذه القصة.
في نفس ذلك الوقت، كان المحققون يجمعون معلومات حول وفاة زوجة هارولد هنثورن الأولى، ساندرا "لين" ريشيل. في 6 مايو/أيار عام 1995، كان هارولد ولين يقودان السيارة في مقاطعة دوغلاس بولاية كولورادو، عندما خُرق إطار سيارته الجيب.
لم يكن المحققون متأكدين تمامًا ، خاصة مع أوجه التشابه مع وفاة لين. في كلتا الحالتين ، كان هارولد مستفيدًا من بوالص تأمين كبيرة على الحياة. كانت قيمة 350.000 جنيه إسترليني وكان تأمين توني يساوي الملايين حسب "mirror".
أبلغ هارولد الشرطة أن لين كانت تساعده في تغيير إطار السيارة عندما أسقطت صامولة وزحفت أسفل السيارة لاستعادتها. وبينما كانت منحنية أسفل السيارة، أفلتت السيارة الجيب وسحقت لين.
ارتابت عائلة لين على الفور. وقالوا إن لين كانت تعاني من التهابات المفاصل، وإنها على الأرجح لم تكن ستحاول الانحناء لاستعادة الصامولة. وذكروا كذلك أنها كانت شخصاً حذراً لغاية، مما يعني أنها كانت ستأتي بفكرة أفضل من الانحناء أسفل السيارة. فضلاً عن أن الطريق كان مرصوفاً بالحصى، ولم تكن من المفترض أن تتدحرج الصامولة أسفل السيارة كل هذه المسافة التي زعمها هارولد.
هذه المعلومات قادت هيئة المحكمة لإدانة هارولد في تهمة اغتيال توني بيرتوليت هنثورن. وقبل النطق بحكم السجن مدى الحياة ضده، قال هارولد: "كانت توني امرأة رائعة. أحببتها من كل قلبي. لم أقتل توني ولم أقتل أي شخص آخر".
لكن عائلة توني لم تكن مقتنعة بكلامه. فقد قال أخوها باري بيرتوليت لاحقاً: "أعتقد أن هارولد هنثورن دفع أختي من فوق ذلك الجبل".
