دعوة بري الثانية للحوار: "اللهم إني بلغت".. فمن سيلاقيه بمنتصف الطريق؟

زينة أرزوني – بيروت

2022.12.09 - 05:48
Facebook Share
طباعة

لم يكن رئيس مجلس النواب نبيه بري ليجدد دعوته الى الحوار مرة ثانية بعد ان اصطدمت دعوته الاولى في حائط سميك من معارضة المكونين المسيحيين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، اضافة الى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، لو لم يصل الى قناعة تامة بعد تسع جلسات نيابية لانتخاب رئيس الجمهورية، بأن انجاز هذا الاستحقاق يستحيل دون التوافق، وفي ظل هذا الانشطار السياسي غير المسبوق داخل وخارج البرلمان، بحسب ما أكدت مصادر سياسية لوكالة انباء اسيا.


ويؤكد مقربون من رئيس المجلس ان دعوته الثانية للحوار تأتي من باب "اللهم إني بلغت"، وانه بصدد تحميل كل فريق سياسي مسؤوليته في هذا الخصوص، سيما وان عدد من النواب من مختلف الاطياف قد تمنوا عليه الدعوة الى هذا الحوار، بعد انسداد الافق الداخلي وتلهي الخارج عن الوضع اللبناني.


ولفتت المصادر الى ان قابل الايام سيعج بالاتصالات والمشاورات في تأمين نجاح هذه الدعوة التي تعتبر الورقة الاخيرة داخلياً لانتخاب رئيس، معتبرة انه من المعيب ان ينتظر المسؤولين في لبنان الخارج لفرض هذا الحوار على غرار ما جرى في الدوحة، وعليهم ان يثبتوا ولو لمرة انهم بلغوا سن الرشد السياسي وانهم يستطيعون مقاربة ملفاتهم الداخلية والعمل على حلها.


وفي هذا الإطار، اشارت المصادر إلى أن الرئيس بري تمكن في الجلسة التاسعة من فتح قنوات تواصل، بإمكانها أن تؤدي للحوار عبر ردّه على عضو "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم، ما يدلّ أن رئيس المجلس، والذي حدّد في الخميس المقبل، الجلسة العاشرة لانتخاب الرئيس، والتي ستكون آخر جلسة في هذا العام، باعتباره على جانب كبير من معلومات ومعطيات يملكها بأن رئيس الجمهورية المقبل لن يُنتخب هذه السنة، لافتة الى ان استغلال هذا الوقت الضائع إلى حين تبلور المساعي الداخلية والخارجية، سيتلقّفه بري عبر حوار مع غالبية القوى، ولو دون طاولة حوار جامعة، إذ من شأن ذلك أن ينفّس الإحتقان السياسي ويساهم في تنقية الأجواء، وهذا الخيار الذي سيقدم عليه لن يقاطعه أي فريق، بدليل مداخلة النائب كرم وحيث ردّ رئيس المجلس التحيّة بالمثل.


في الاثناء، اكد النائب فادي كرم "أن لا موقف نهائي للتكتل من دعوة بري اليوم إلى الإستعاضة عن جلسة انتخاب رئيس للجمهورية إلى جلسة حوار" فهي لا تزال مبهمة وغير واضحة .لكن الأكيد أن طرح اليوم يختلف عن دعوته في المرة السابقة إذ كان الحوار قائما خارج المجلس وهذا الأمر مرفوض من قبل القوات وعندما تتوضح الصورة سيكون هناك اجتماع للتكتل واتخاذ الموقف المناسب".


وتعقيباً على دعوة بري قال: "إذا كان المقصود أن يكون الحوار من ضمن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية فنحن لا نمانع وهذا قائم أساسا خلال الجلسات، لكن لا شيء واضح حتى اللحظة. لذلك لا يمكن أن يكون هناك موقف ثابت ونهائي من دعوة الرئيس بري للحوار إلا عندما تتوضح طبيعته. عندها يتم اتخاذ القرار المناسب".


في غضون ذلك، اكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب فيصل الصايغ "اننا محكومون بالعيش معا ومهما كانت خلافاتنا الحوار وحده السبيل لحلها، من هنا كان تحرك رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه حزب ال له والقوات اللبنانية وسواهما من المكونات الاخرى وعلى قاعدة وجوب التلاقي لان لا قدرة لاي فريق على الغاء الاخر."


واضاف: "ان سبل الحوار لا تنعدم وان لم يكن في الهيئة العامة للمجلس النيابي او في اجتماعات ثنائية فهناك صيغ عديدة. المهم توافر الارادة حتى اذا ما حدث ذلك، يصبح الالتقاء امرا طبيعيا وفي اي زمان ومكان وبقدر ما نستعجل اللقاء، نخفف التداعيات على المواطنين والتصدعات في الهيكل اللبناني والوطني".


وحول تلبية نواب التغيير دعوة الرئيس بري، اكدت النائبة نجاة صليبا ان "النواب التغيريين لم يجتمعوا معاً بعد، وبالتالي لا موقف من الدعوة حتى الساعة"، إلا أنها في المقابل تتمنى "ألا تكون طاولة حوار بل مناقشة داخل المجلس النيابي، إذ من المهم جداً ان نتناقش معاً لمصلحة البلد"، مشيرة الى "أننا منفتحون على كل الاقتراحات ومستعدون لمناقشتها داخل المجلس، لأن عقد طاولة حوار خارج البرلمان غير دستوري على ما أعتقد". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3