تركيا تعيد ترتيب العناصر الّذين تدعمهم في سوريا

اعداد سامر الخطيب

2022.11.14 - 01:42
Facebook Share
طباعة

كشفت تقارير صحفية معارضة عن عودة فرقتا “السلطان سليمان شاه” (العمشات) و”الحمزة” (الحمزات) للانضمام إلى “الفيلق الثاني” في ما يسمى “الجيش الوطني”، بعد أربعة أشهر من انشقاقهما عنه.


ونقلت عن مصدر في “الجيش الوطني” أن فرقة “العمشات” بقيادة محمد الجاسم (أبو عمشة)، و”الحمزات” بقيادة سيف أبو بكر، انضمتا إلى “الفيلق الثاني” الذي تولى قيادته فهيم عيسى منذ يومين.


ولم يصدر بيان رسمي حول عملية الانضمام، سواء من “الفيلق الثاني” أو من قيادات الفصائل.


انضمام “الحمزات” و”العمشات” يأتي بعد يومين من تعيين فهيم عيسى قائدًا لـ”الفيلق الثاني” في “الجيش الوطني” عقب استقالة العميد أحمد عثمان من قيادة “الفيلق”، في 11 من تشرين الثاني الحالي.


وتأتي عملية الانضمام بعد عمليات عديدة أجرتها الفرقتان من اندماج وانشقاق وتعليق عمل ضمن تشكيلات عسكرية متعددة الرايات والأسماء في “الجيش الوطني”.


وبحسب مصدر معارض فإن عملية الانضمام تأتي بعد أن أطلقت “الحكومة السورية المؤقتة”، المظلة السياسية لـ”الجيش الوطني”، خطة لتفعيل دور المؤسسات وتوحيد الفصائل، في 27 من تشرين الأول الماضي.


وكذلك تأتي بعد اجتماع قادة “الجيش الوطني” مع مسؤولي الملف السوري في تركيا، الذي عُقد في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا في نهاية تشرين الأول الماضي.


الباحث عبد الرحمن الحاج يرى أن “الحكومة المؤقتة” لا تملك السلطة ولا القوة الكافية لتنفيذ ذلك، وتعتمد على ضغط الحكومة التركية، ومن الصعب تخيّل أن الخطة الطموحة المعلنة ستأخذ طريقها للتنفيذ.


وقال الحاج في حديث صحفي، إن الوضع الراهن ربما يساعد على حدوث بعض التغييرات فيما يتعلق بالفصائل المتهمة بالفساد والمقربة من تركيا، ولكن موضوع المحاسبة والتوحيد وضبط الأمن بحكومة “منزوعة المخالب أمر بعيد المنال”.


وبقيت مخرجات الاجتماع مقتصرة على التسريبات دون أي توضيح رسمي. وتضمنت تسريبات بنود الاجتماع:


– توحيد فصائل “الجيش الوطني” وإنهاء حالة الفصائلية، ودمج الفصائل الصغيرة التي تعدادها أقل من لواء مع الفصائل الأكبر والأكثر عددًا.
– توحيد إدارة جميع المعابر عبر فريق اقتصادي مختص يتم الاتفاق عليه، وإنشاء صندوق مالي موحد.
– تسليم جميع الحواجز لإدارة “الشرطة العسكرية” في وزارة الدفاع التابعة لـ”المؤقتة”، وإخراج عناصر الفصائل منها.
– حل جميع الأجهزة الأمنية ضمن الفصائل، وإنشاء جهاز أمني واحد لكل المنطقة.
– خروج مقار وثكنات جميع الفصائل من المدن والبلدات، وإلغاء وجودها ضمن المدن.
– إغلاق جميع السجون التابعة للفصائل العسكرية.
– منع الاقتتال بين الفصائل، ومحاسبة أي فصيل يحاول الاشتباك أو الاعتداء على فصيل آخر.
– محاسبة قائد الفصيل وتحميله المسؤولية في حال ضلوع فصيله أو أحد القيادات فيه أو عناصره بأي انتهاك أو جرم.
– حل جميع المشكلات في المنطقة من خلال المؤسسات أو الفيالق، ولا يجوز الاحتكام لأي لجنة أخرى.
– اعتبار “المجلس الإسلامي السوري” مرجعية للجميع دون أن يتدخل بين الفصائل.
– إخراج “هيئة تحـ ـرير الشـ ـام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب من المنطقة (ريف حلب الشمالي) بشكل كامل.
– محاسبة ومعاقبة بعض قادة الفصائل التي أسهمت في الاقتتال بين مكوّنات “الجيش الوطني” مؤخرًا بشكل سلبي.
– تأخذ “الحكومة المؤقتة” دورها بإدارة المنطقة عبر مؤسساتها ووزاراتها دون تدخل الفصائل العسكرية في عملها.


يذكر أن القادة الثلاثة، “أبو عمشة”، سيف أبو بكر، فهيم عيسى، متهمون بارتكاب انتهاكات عديدة في الشمال السوري.


ووُجهت اتهامات لـ”أبو عمشة” وفصيله تشمل إتاوات، وعمليات ابتزاز وخطف، وبيع سلاح، واتجار بالمخدرات، واستيلاء على الأراضي، ومقاسمة الناس محاصيلهم، وانتهاكات متعددة للحقوق من قضايا اغتصاب واتهامات باطلة لأشخاص، لدفع مبالغ مقابل الحصول على البراءة.


ويُتهم فهيم عيسى بتهريب مادة القمح للشركات التركية الخاصة من خلال معبر “الراعي” الحدودي رغم قرار “المؤقتة” بمنع تصدير القمح للحفاظ على سعر مادة الخبز في المنطقة. كما يُتهم بإدارة عمليات “تحطيب” الأشجار.


وتربط فهيم عيسى علاقات وطيدة مع الأتراك، ويتنافس مع “أبو عمشة” وسيف أبو بكر على نشر عبارات إثبات الولاء والاحتفال بالمناسبات والأعياد في تركيا.


وكان مصدر معارض قد أكد لوكالة أنباء آسيا أن المعارك التي حصلت بين الفصائل المعارضة ودخول هيئة تحر ير الشـ ـام لمناطق الجيش الوطني ما هي إلا ابتزاز تركي للأمريكيين ورسالة لهم بسبب منعهم العملية العسكرية التي روجت لها تركيا لأسابيع في سوريا . مؤكدا أن تحركات "الهيئة" وتمددها لا يتم الا بأوامر تركية . وهو ما استدعى توجيه الولايات المتحدة تحذيراً من وجود الهيئة في تلك المنطقة.


وأكد مصدر معارض لوكالتنا أن مايحدث الآن وما تفعله تركيا هو إعادة ترتيب للمقاتلين الذين تدعمهم في الشمال بعد ان حققت هدفها بابتزاز الامريكيين وأوصلت إليهم رسالة مفادها "ان لم تسمحوا لنا بضرب الارهابيين الذين تدعمونهم فهناك فصيل ارهابي خارج عن سيطرتنا اذا رفعنا أيدينا عنه سوف يتمدد " ، بحسب وصفه.


ويسيطر “الجيش الوطني” على ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 4