جنبلاط لن يفترق عن بري عند تسمية رئيس الجمهورية

زينة أرزوني - بيروت

2022.11.14 - 01:40
Facebook Share
طباعة

"حتى اللحظة مرشحنا للرئاسة هو النائب ميشال معوض"، هذا ما كان قد قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في منتدى اتفاق الطائف وفي "لحظة عين التينة"، كلام آخر لجنبلاط، الذي قال "مرشحنا معوض، لكن لسنا فريقاً واحداً في البلد، فليتداول باسماء وعندها نرى".
فهل يستدير جنبلاط ويرشح سليمان فرنجية للرئاسة؟، على هذا التساؤل أجابت مصادر سياسية مطلعة، مشيرة في حديثها لوكالة انباء اسيا الى ان جنبلاط يقرأ المعطيات الاقليمية والدولية، واذا إتجهت هذه الرياح في الايام المقبلة باتجاه ترشيح فرنجية، وحصل ترشيحه على غطاء دولي أميركي وفرنسي، وبعض من الرضى السعودي عندها سيقترع جنبلاط حتماً لصالح فرنجية، بحسب المصادر.


من المعروف وبحسب المصادر ان بوصلة جنبلاط دائماً ما تقرأ التحولات، وان الرئيس نبيه بري حليفه الدائم وصديقه كما يصفه "البيك" ولمن سيقترع بري في لحظة الحسم سيقترع جنبلاط له، وإنطلاقاً من ذلك فإن التغيرات الحاصلة في المنطقة وانعكاسها لا سيما بعد توقيع لبنان على ملف ترسيم الحدود الجنوبية مع إسرائيل، تشير المصادر الى ان جنبلاط لا يريد الدخول في صدامات وخصوصاً مع فريق 8 آذار، لذلك ترك "الباب موارباً" في موضوع الرئاسة، بحسب المصادر، التي تؤكد أنّ ميشال معوض لم يكن يوماً، أقلّه بالنسبة إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، المرشح الحقيقي والجدّي للرئاسة، بل هو مرشح "الوقت الضائع"، إن جاز التعبير، معتبرة ان زعيم المختارة لن يتخطى في نهاية المطاف "الفيتو" الذي يضعه فريق 8 آذار في وجه معوض أو أيّ مرشح تحد آخر، خصوصاً بعد فتح قنوات الحوار بين "حزب ال له" وجنبلاط.


لم يقطع جنبلاط الطريق على فرنجية، بحسب المصادر التي تحدثت عن امكانية ان يكون قد ابلغ الرئيس بري بذلك خلال زيارته عين التينة، والتي جاءت بعد اقل من 24 ساعة على اعلان تمسكه بمعوض، لافتة الى انه لا توجد مشكلة شخصية بين جنبلاط وفرنجية، خصوصاً انه كان قد دعم ترشيحه بعيد الفراغ الرئاسي عام 2014 وقبل التسوية على انتخاب ميشال عون رئيساً، وهو ما تعزّزه العلاقة الشخصية بين الرجلين، حتى في عزّ الخلاف السياسي الكبير بعد عام 2005، والانقسام الذي شهدته البلاد في تلك الفترة، ولكن عدم وجود رضى عربي ودولي حتى الساعة على انتخاب فرنجية، هو ما يجعل جنبلاط محجماً عن أي خطوة جديدة بإنتظار "لحظة الجد"، فهو يفضل الوصول الى تسوية كي لا يجد نفسه مضطراً في لحظة ما ان يصطف الى جانب احد الطرفين، إما "حزب ال له" او المملكة العربية السعودية، وهذا قد يكون اخر ما يسعى اليه "البيك" في الوقت الحاضر، بحسب المصادر.


يتصرّف جنبلاط في هذا الوقت مثل جميع الكتل النيابية، فكل فريق يرغب بإيصال مرشحه لكنه يقول إنه منفتح على التسويات، وفي السياق فإن دعم جنبلاط لترشيح معوّض مستمرّ حتى إشعار آخر وهذا ما ظهر خلال الجلسة الإنتخابية الخامسة، بإنتظار تسوية شاملة اقليمية ودولية حول لبنان، او تسوية داخلية سريعة في لحظة الانشغال الدولي.


ورغم تأكيد النائب هادي أبو الحسن أن كتلة "اللقاء الديمقراطي" كانت منذ البداية وما زالت ملتزمة بالمسار الدستوري السليم، وبالاتفاق على المرشح وبرنامجه وأفكاره، وقد وجدت في النائب معوض المرشّح المناسب، إلا أنه وعند سؤاله عمّا إذا عاد الحزب الاشتراكي للعب دور "بيضة القبان" في الاستحقاقات الأساسية، اشار النائب أبو الحسن الى أنه في حال وضعتهم الظروف مرّة ثانية بنفس الموقع، فهم مستعدون كحزب إشتراكي لحفظ التوازن وعدم كسر أي فريق في المعادلة الداخلية، بحسب تعبيره. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3