لبنان: النقود المعدنيّة تدخل في صناعة الحُلى الأنتيكا

2022.10.15 - 10:11
Facebook Share
طباعة

 القطع النقدية المعدنية من العملة الوطنية بعد ان فقدت قيمتها المادية وباتت غير متداولة في عمليات البيع والشراء، هناك من اختار بيعها "خردة" للاستفادة من محتوياتها الثمينة أي "النحاس او النيكل" فعمدوا الى اقتنائها عبر شرائها من المواطنين وبأغلى من قيمتها المادية التي ذهبت مع ارتفاع سعر الصرف للدولار في السوق السوداء وانهيار قيمة الليرة اللبنانية.

وعلى مقلب جمالي مبتكر وفريد، هناك من ذهب باتجاه آخر للاستفادة من هذه النقود وادخالها في صناعات جديدة من باب الحفاظ عليها. فإن ذهبت قيمتها المادية فلن تذهب قيمتها المعنوية، تماما كما فعلت السيدة ريما مولوي الصمد وهي صاحبة محل لبيع الألبسة في طرابلس ويتضمن اشغالاً متعددة ومتنوعة لإطلاق مشروع أسمته "ليرتي" قائم في ابداعه على النقود المعدنية من فئتي الـ 250 و500 ويدخل في صناعة الحلى.


وقالت الصمد لـ "الديار": "عندما حلّت جائحة كورونا كضيف ثقيل أرهقتنا جسديا ونفسيا وماديا وخطفت منا أيضا ارواحاً عزيزة، أضف الى تسكير البلد ومنع التجوال، ومن ثم أرخت الازمة الاقتصادية بثقلها على لبنان والتي أيضا جعلتنا ننزف أكثر ووجدت ان الكثير من الناس جلست في بيوتها بلا اعمال او مداخيل لتعيش او تشتري احتياجاتها"، مؤكدة أن انطلاقة مشروع "ليرتي" سلك طريقه من هنا أي مع الوضع الاقتصادي السيىء وتدني الأجور والرواتب وفقدانها للقدرة الشرائية مع ارتفاع الدولار ورفع الدعم عن المواد الاساسية.

حُلى من فئتي 250 و500
لفتت الصمد ان فكرة صناعة الحلى من النقود المعدنية تعود للسيدة نسرين الحفار التي تعمل لديها في البوتيك، مستعينة بالنقود المعدنية من فئتي الـ 250 والـ 500 باعتبار ان القيمة المادية لهما فُقدت ولم تعودان قيد التداول في الأسواق كعملة. واستكملت، يعز عليّ ان تتحوّل ليرتنا على النحو التي اضحت عليه لارتباطها الوثيق بهويتنا وانتمائنا وشموخنا، ولم اتقبّل ان تخسر هذه العملة قيمتها والارزة التي في الوسط اردتها ان تبقى عالية، باعتبارها جزءاً من حياتنا وعملت على ترسيخ قيمتها عبر هذه الطريقة.

اشارت الصمد الى بداية العمل في هذا المشروع، وقالت إن الاقبال كان جيد جدا والجميع أحب هذه الديباجة وقدّرها لا بل شجعونا على المضي فيها وتطويرها، وبالفعل بدأنا في ابتكار صناعات وتصاميم متعددة منها الاقراط والقلادات والاساور والسلاسل ومن هنا شعرت ان رسالتي اقتصرت على فئة من الناس بالإشارة ان هذا المشروع وُجِد لمساعدة الطبقة المحتاجة. الا انه ما لبث ان بدأ يستقطب طلاب الجامعة بحيث يأتونني للرسم على الجينزات وأيضا الكثير من النساء اللواتي يطرزن انخرطن في العمل معي بحيث يعملن من منازلهن وبدوري بدأت اجول على المعامل في الأسواق الشعبية واسلّمهم اعمالا والتمويل والتسويق يكون على عاتقي، مؤكدة أن المشروع ليس معدا للربح بل هو مشروع وطن، ولتقديم المساعدة لأكبر شريحة من الناس، مشيرة الى أن قسم منه يذهب الى جمعيات الـ NGOS لمساعدة المسنين الذين أُهملوا بسبب الازمة الاقتصادية.

وعن عملية الصنع، قالت صاحبة الفكرة نسرين الحفار انها تقوم بداية بإرسال النقود الى التنظيف وتحضيرها وبخشها او خرمها لتصبح جاهزة لتنفيذ التصميم وتستغرق بضع أيام بسبب عامل انقطاع التيار الكهربائي. وصناعة الحلى هذه متعددة الاحجام والابتكارات في التصميم والتنفيذ من اساور وأقراط وقلادات وازرار وسعر كل قطعة يتراوح ما بين الـ 4 و6 دولارات بحسب حجم وثقل كل منها.

لم تعد ذو قيمة ومع ذلك لا يمكن المس بها كعملة وطنية

ويعتبر الخبير الاقتصادي بشير المر ان النقود بنوعيها الورقي والمعدني تصدر عن مصرف لبنان وتعود اليه باعتباره من يحدد كمية النقود والسيولة التي يجب ان تكون في السوق. وتابع، انه مع هبوط قيمة الليرة وبالتالي العملة المعدنية باتت أضعف بكثير من قيمة المعدن الذي يمثلها.

يُمنع تشويه العملة

في سياق متصل، قال الباحث المصرفي سليم مهنا انه فيما يختص بالعملة يجب التمييز ما بين الورقي والمعدني، فممنوع قانونا تشويه العملة عن طريق الكتابة عليها، او الإساءة اليها بأي شكل من الاشكال.

ولفت، اما إذا أراد أي شخص تمزيقها او اتلافها وحتى رميها او استخدامها في أي من الصناعات المبتكرة فهي ملكه وله كامل الحرية التصرف بها بأي طريقة من الطرق وهذا ينطبق بطبيعة الحال على العملات المعدنية إذا أراد تذويبها وهذا رأي الشخصي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2