شمال غرب سوريا على أبواب المجاعة بسبب ممارسات "هيئة تحـ ـر ير الشـ ـام"

اعداد سامر الخطيب

2022.07.03 - 08:19
Facebook Share
طباعة

 تتزايد معدلات انتشار الفقر والجوع في مناطق شمال غرب سوريا، يوما بعد يوم، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية كبيرة خلال الأشهر المقبلة، وخاصة بين العوائل المقيمة بمخيمات اللاجئين قرب الحدود السورية التركية، فيما تعاني تلك المخيمات من ارتفاع نسبة عدم الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات العاملة في المنطقة.
في السياق ، قال مدير فريق “منسقو استجابة سوريا” محمد حلاج في حديث صحفي، إن “نسبة العجز في القدرة الشرائية للمدنيين ازدادت خلال شهر حزيران/ يوليو المنصرم، مقارنة مع الأشهر الماضية، حيث ارتفعت الحدود الدنيا الأساسية”.
وأوضح أن “حد الفقر المعترف به ارتفع إلى قيمة 3,875 ليرة تركية، أما حد الفقر المدقع، ارتفع إلى قيمة 2580 ليرة، حيث بنيت تلك الأرقام على سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، وكمية الاحتياجات وارتفاع الأسعار، في مناطق شمال غرب سوريا”.
وأضاف الحلاج، أنه “بتلك الأرقام، ازداد حد الفقر إلى مستويات جديدة بنسبة 2.4 بالمئة، مما يرفع نسبة العائلات الواقعة تحت حد الفقر إلى 86.4 بالمئة، كما وصلت نسبة العائلات التي وصلت إلى حد الجوع 37.6 بالمئة، بعد ارتفاع نسبتها بمقدار 1.6 بالمئة، خلال شهر حزيران”.
الحلاج أشار إلى أن “الحدود الدنيا للأجور لا زالت متدنية، ولم تشهد أي زيادة ملحوظة، حيث تراوحت الزيادات مع تغير سعر الصرف بين 243-280 ليرة تركية، وبحسب المهن التي يعمل بها المدنيين”.
الحلاج أورد في حديثه، أن” نسبة العجز الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية التي تغطيها المنظمات ازدادت بمعدل 9 بالمئة خلال الشهر الماضي، ليصل إلى نسبة 53.3 بالمئة، بحسب إجمالي تغطية كافة القطاعات الإنسانية، وخاصة مخيمات اللاجئين شمال سوريا”.
واعتبر الحلاج، أن “المشكلة الأكبر حاليا، في حال لم يتم التوصل إلى حلول دولية لضمان استمرار عملية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود وتوقفها عن المنطقة، مما يزيد من معدلات الأرقام الحالية إلى مستويات جديد”.
وسبق أن أصدر “فريق منسقو استجابة سوريا” تقريرا، يوضح به أبرز الاحتياجات الخاصة بالمخيمات في شمال غرب سوريا، وقال إن 79 بالمئة من المخيمات تعيش أزمة تأمين الغذاء نتيجة ضعف الاستجابة الإنسانية ضمن هذا القطاع، في حين أن نحو 92 بالمئة من المخيمات تواجه أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.
ويبلغ عدد مخيّمات النازحين في شمال غربي سورية 1489مخيما، يسكنها نحو مليون ونصف مليون نازح، من بينها 496 مخيما عشوائيا.
وتواصل هيئة تحرير الشام الارهابية فرض هيمنتها الأمنية وسلطتها العسكرية على السكان المحليين والنازحين في منطقة إدلب عبر (جهاز الأمن العام) الذراع الأمنية لتحرير الشام في منطقة إدلب. وتعتقل المواطنين بحجج واهية ومختلفة مُلفقة من قبل إدارة الهيئة، دون السماح لذويهم بزيارتهم، أو توكيل محامٍ لهم، أو عرضهم للقضاء.
كما تمارس ضغوطات أكبر على السكان في منطقة إدلب عبر ذراعها المدنية ما يُسمى (حكومة الإنقاذ) من خلال سطوتها على المعابر التجارية، والتحكم في الأسعار، وفرض الإتاوات على التجار وأصحاب المهن والمعامل والمشاريع، واحتكار السلع الاساسية مثل المحروقات والطحين والسكر والزيوت لصالح تجار يعملون تحت ظلها وأوامرها. وتواصل حكومة الإنقاذ رفع الأسعار والتحكم فيها، دون الالتفات لأحوال الأهالي والتطلع إلى ظروفهم المأساوية، في ظل ارتفاع نسبة البطالة، وتدني الوضع المعيشي في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية لدى المنظمات.
وتدعي الهيئة بين الفينة والأخرى أنها تعمل على إصلاح منظومتها الأمنية والمدنية لمنع التجاوزات في حق المدنيين ولكن هذه الادعاءات مخالفةً تماماً لتعامل عناصرها الأمنيين والعسكريين مع المدنيين على أرض الواقع، في ظل فلتان أمني تشهده المنطقة من خلال حوادث قتل واختطاف وسرقات ونهب بالإكراه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3