ماكرون في مأزق اليسار واليمين المتطرف

2022.06.22 - 04:55
Facebook Share
طباعة

 لم يهنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كثيرا  بانتصاره في الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخراً،  عندما تغلب فى جولة الإعادة على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، ليواجه أزمة خسارة تحالفه الوسطى أغلبيته المطلقة في الانتخابات التشريعية، ما يهدد بعرقلة أجندته السياسية والاقتصادية.

وبينما حصل تحالف (معًا) على أكبر عدد من أصوات الناخبين في الجمعية الوطنية (البرلمان) المؤلفة من 577 مقعدًا، فإنه لم يحصل على العدد المطلوب لتحقيق أغلبية مطلقة في تصويت شهد أداء قويًا من تحالف اليسار واليمين المتطرف.

وبحسب الأرقام النهائية فقد حصل معسكر ماكرون المنتمي لتيار الوسط على 245 مقعدًا، وهو ما يقل العدد اللازم لتحقيق الأغلبية المطلقة والذي يبلغ 289 مقعدًا.

وبهذه النتيجة تصبح  الخيارات المتاحة أمام ماكرون، إما تشكيل ائتلاف حاكم، أو الإشراف على حكومة أقلية يتعين عليها الدخول في مفاوضات مع الخصوم على أساس كل مشروع قانون على حدة.

وصرحت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن مع ظهور النتائج النهائية عقب إعلان النتيجة قائلة: "سنعمل اعتبارًا من الغد على تشكيل أغلبية... لضمان تحقيق الاستقرار لبلدنا وتنفيذ الإصلاحات اللازمة".

من جهته، أقرّ الوزير غابريال آتال بأنّ النتائج "بعيدة عمّا كنا نأمله". وقال عبر قناة "تي إف 1"، "إنّ ما يرتسم هو وضع غير مسبوق في الحياة السياسية والبرلمانية سيُجبرنا على تجاوز ثوابتنا وانقساماتنا".

واعتبر الزعيم اليساري جان لوك ميلانشون مساء الأحد أنّ خسارة ائتلاف ماكرون الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية هي "قبل كلّ شيء فشل انتخابي" للرئيس.

وأضاف: "إنه وضع غير متوقع بالكامل وغير مسبوق تمامًا. إن هزيمة الحزب الرئاسي كاملة وليست هناك أي غالبية".

في المقابل تحالف نوبيز اليسارى بقيادة ميلنشون إنه يخطط لإجراء تصويت سحب الثقة ضد الحكومة في الخامس من يوليو/تموز.

فيما قالت صحيفة دايلى ميل البريطانية إن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قد يواجه تصويتا بسحب الثقة بعد خسارته أغلبيته البرلمانية، حيث عاقب الناخبون قائدهم المتعجرف، واختاروا بدلا منه اليمين المتطرف واليسار المتطرف.

وأضافت الصحيفة أن ماكرون، الذى فاز قبل شهرين فقط بمحاولة إعادة انتخابه، أصبح محاصرا الآن بعدما خسر تحالفه 105 مقاعد، مما يعنى أنه سيعانى من أجل تنفيذ أجندته الوسطية.

وقال مصدر حكومي، بحسب الصحيفة، أن الناخبين انقلبوا على غطرسة ماكرون، و منحوا حزب لوبان المسيرة الوطنية 89 مقعدا، بينما فاز تحالف نوبيز بـ 131 مقعدا ليصبح قوة المعارضة الرئيسية.

من ناحية أخرى، علقت صحيفة "واشنطن بوست" على نتيجة الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي خسر فيها حزب الرئيس إيمانويل ماكرون أغلبيته المطلقة، وقالت الصحيفة أن الجمود السياسى الناجم عن تلك الانتخابات سيحمل مخاطر لأوروبا.

وأوضحت الصحيفة أن النتائج أسفرت عن برلمان معلق حرم ماكرون من أغلبيته ومن سلطته ومصداقيته كحصن وسطى ضد اليمين المتطرف واليسار المتطرف. ورجحت الصحيفة أن تؤدى الائتلافات الهشة فى البلد الذى يعد ثانى أكبر اقتصاد فى منطقة اليورو، إلى جعل الحكم صعبا والإصلاح أكثر صعوبة.

وتابعت الصحيفة قائلة إنه بالنسبة للاتحاد الأوروبى الذى يسعى لتكثيف دفاعاته وقطع روابط الصلة مع روسيا، ومواصلة مزيد من الاندماج، فإن الخطر الآن أصبح يتمثل فى تحول فرنسا نحو الداخل دون رغبة قوية فى إجراء تغييرات كبيرة.

في السياق ذاته، كان لافتًا مقاطعة 54% ( نصف الفرنسيين تقريبًا )عن التصويت غالبيتهم من فئة الشباب مما يطرح تساؤلات حول واقع ومستقبل الديمقراطية في فرنسا ومدى اتساع الفجوة بين الطبقة السياسية والشعب.

ووصفت نتائج الانتخابات بـ"التسونامي" مع دخول اليمين المتطرف بزعامة ماري لوبن بكثافة في مفاجأة قلبت الطاولة حيث سيتمكن نوابها من سحب الثقة من الحكومة وتمريرها على البرلمان للتصويت، كما أن ائتلاف اليسار حل في المركز الثاني ليتصدر باب المعارضة الأول.

وبنتيجة الانتخابات قد يكون هناك إعادة تشكيل للمشهد السياسي في فرنسا حول ثلاث كتل كبرى على حساب الأحزاب التقليدية اليمينية واليسارية، وهو تحول بدأ مع انتخاب ماكرون رئيسًا عام 2017.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4