القوى الفاعلة في إدلب .. الانتشار والعدد والتوزُّع

قسم البحوث والدراسات في وكالة أنباء آسيا

2022.06.07 - 09:22
Facebook Share
طباعة

           يتركز الحديث في الآونة الأخيرة على التنظيمات والمنظمات الفاعلة في إدلب السوريَّة, آخر جيوب المعارضة والتي تحوي العديد من التيارات المتشددة والفصائل المختلفة, التي أطلق عليها فصائل "يمين النصرة", وأهمها في محافظة إدلب "جند الملاحم في بلاد الشام"، و"حراس الدين"، و"جند الأقصى"، و"الحزب التركستاني الإسلامي", وغيرها من الفصائل وأشارت العديد من الدراسات والأبحاث عن مكونات وتمويل وقدرات تلك الفصائل:

1.   هيئة تحرير الشام "النصرة":
        وأشار مركز "euaa", للدراسات, للقوى الفاعلة في إدلب, ومنها هيئة تحرير الشام, التي تصنفها الأمم المتحدة منظمة إرهابية, هي الفاعل المهيمن في منطقة إدلب, وفي مطلع عام 2019م, سيطر التنظيم على مناطق واسعة من المحافظة, إثر اشتباكات مع مجموعات مسلحة متناحرة, وبحلول آب / أغسطس 2019م, سيطر على أكثر من 90٪ من محافظة إدلب, إلى جانب مناطق متاخمة لمحافظات شمال حماة وغرب حلب, واعتبارًا من مارس 2021م, سيطرت الهيئة, على الجزء الشمالي الغربي من محافظة إدلب, بعد اشتبكت مع الجماعات المسلحة المتنافسة, وفي منتصف عام 2020م, تمكنت من إعادة تأكيد هيمنتها في المنطقة, وأسفرت مواجهات بين الجماعات المسلحة بين الحين والآخر عن مقتل مدنيين في تبادل لإطلاق النار في تموز / يوليو 2020م[1], وأشار تقرير مركز "rulac" للدراسات, أنَّه بحلول نهاية عام 2021, شنت هيئة تحرير الشام هجوماً على الجماعات الجهادية المعارضة, ولا سيما جند الله, ونتيجة لهذا القمع, سيطروا على تل المشاففة وتل الأبراج وتل أبو عفر وسلور في محافظتي إدلب واللاذقية ومحيطهما, وفي أواخر عام 2021م, صعَّدت القوات الحكومية من عملها العسكري ضد هيئة تحرير الشام, خوفًا من زيادة قوتها وحكمها في إدلب وحولها[2].
          وحسب معهد " national security", للدراسات, في العام 2020م, ورد أن هيئة تحرير الشام لديها ما بين 12000 و 15000 مقاتل, تضم سوريين وجماعات متطرفة أخرى, وعن نشاطها قال المركز, في 11 يونيو / حزيران 2021م, زعمت هيئة تحرير الشام أنها أطلقت 140 صاروخاً وقذيفة مدفعية على مواقع للقوات الروسية والسورية في إدلب, انتقاما لمقتل أعضاء بارزين في هيئة تحرير الشام, وفي 24 آب / أغسطس 2020م, زعمت هيئة تحرير الشام أنها قتلت ثلاثة عناصر من ميليشيا موالية للحكومة السورية في جبل الزاوية جنوب إدلب, وأفادت الأنباء في 24 كانون الثاني / يناير 2020م, أن قصف مدفعي لهيئة تحرير الشام أدى إلى إصابة 15 عنصراً من الميليشيات الموالية للنظام السوري في غرب حلب, وهيئة تحرير الشام لا تشارك في أي عمليات سلام أو وساطة, وشاركت هيئة تحرير الشام في العديد من عمليات وقف إطلاق النار المحلية مع عناصر أخرى من المعارضة السورية, ومع ذلك, عادة ما تكون هذه الاتفاقيات قصيرة وتفشل بعد وقت قصير من تشكيلها[3].
          وحسب تقرير "Nagwan Soliman" في معهد "كارنيجي للسلام", أنَّ الجماعة, تحاول تحسين صورتها من خلال اللجوء إلى الجهاد المحل,ي والنأي بنفسها عن حلفائها المتشددين السابقين, وهي خطوة تدل على أمل هيئة تحرير الشام في الحصول على اعتراف سياسي دولي وتغيير وضعها المستمر كمنظمة "إرهابية", ويُعتبر الرجل القيادي الثاني بها بعد الجولاني "عبد الرحيم عطوان", من أهم التحولات البراغماتية التي قامت بها هيئة تحرير الشام تشكيل حكومة الإنقاذ السورية, وكان هدف SSG هو تعزيز إدارتها المدنية على إدلب مع إثبات الالتزامات الدولية والإقليمية للمجموعة, وانخرطت هيئة تحرير الشام في جولات مختلفة من المفاوضات مع تركيا, وبعد محادثات أستانا, وافقت على إنشاء نقاط المراقبة التي نص عليها ضامن المحادثات (روسيا وتركيا وإيران) لتتبع الوضع في إدلب, لكن الرسائل السياسية التي بعث بها الجولاني للولايات المتحدة ودول أخرى في الغرب, بخصوص رغبة هيئة تحرير الشام في تولي دور جديد, تم تجاهلها[4].
          وحسب تقرير "Max Hoffman" و"Alan Makovsky" في معهد "American progress", أنَّ تركيا حاولت كبح أسوأ نزعاتها الجهاديَّة, لكن أنقرة نسقت أيضًا عن كثب مع الجماعة في مواجهة هجمات النظام والروس, وعرضت في الواقع حماية الحدود, خارج إدلب, وتدعم هيئة تحرير الشام بالمثل مجموعة من الجماعات الجهادية والإسلامية المتمردة التي تختلف في علاقاتها مع تركيا, والتطرف العام, والعلاقات مع الجماعات الإرهابية الدولية, وتشمل هذه الجماعات المسلحة المتطرفة حراس الدين وأنصار التوحيد والحزب الإسلامي التركستاني, وتعمل كل منها مع بعض الاستقلالية في أجزاء معينة من إدلب, أداريَّاً,
إلى جانب توطيد السيطرة العسكرية من الجماعات المسلحة المتنافسة, أنشأت هيئة تحرير الشام أيضًا هيكلًا إداريًا, حكومة الإنقاذ, مكتملة بالمحاكم الشرعية والمجالس المحلية المصممة لتحل جزئيًا محل السلطات المحلية المؤقتة التي تدعمها تركيا ودول غربية أخرى في مراحل سابقة من الحرب, غير أن هذا الهيكل الإداري يختلف؛ ففي بعض المناطق, تواصل المجالس المحلية التي سبقت استيلاء هيئة تحرير الشام تقديم الخدمات, بينما في مناطق أخرى, تم حل المجالس القديمة أو تم دمجها في الهياكل الجديدة لحكومة الإنقاذ, وتضم حكومة الإنقاذ حوالي 5000 فرد, لكنها تترك الإدارة المحلية إلى حد كبير للجان المقاطعات المأخوذة من العائلات المحلية البارزة لكسب الشرعية؛ ومع ذلك, ستتدخل القوات المسلحة لهيئة تحرير الشام لاحتجاز المسؤولين الذين يعتبرون تهديدًا للنفوذ العام لهيئة تحرير الشام[5].
          وحسب تقرير معهد " mena-studies", أنشأت الهيئة "جبهة النصرة" سابقاً انقسامات عسكرية على عكس التقسيم العسكري التقليدي المعروف للجيوش, على النحو التالي:
أولاً: المجموعات: وتسمى أيضاً المضافات, وتتكون من (20-40) فرداً ويقودها أمير عسكري, وتبايع عناصر المجموعة الأمير للاستماع والطاعة والقيام بالمهام الموكلة للعضو دون اعتراض.
ثانياً: الشركات: وتضم عدة مجموعات, ويتراوح عدد عناصر كل شركة بين (100-250) بقيادة أمير عسكري, ويبايعه قادة الجماعة, وله هامش استقلالية في اتخاذ القرارات العسكرية, في دائرة نفوذه دون الرجوع إلى القيادة العليا, مثل مساءلة عناصر أو مجموعات أمراء في حالة الانتهاك.
ثالثًا: القطاعات: قسمت جبهة النصرة مناطق نفوذها إلى قطاعات منها إدلب وحماة وحلب والساحل والحدود وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرتها, لكل قطاع أمير يشرف على العمل العسكري والدعوة والإغاثة والعمل القضائي, ويتمتع الأمير بصلاحيات واسعة في محيطه, وكان غالبيتهم من جنسيات عربية حتى عام 2016م, عندما أصبح معظم الأمراء سوريين الجنسية.
رابعاً: مجلس شورى المجاهدين: زاد عدد أعضائه من (12 إلى 18) مع التطورات السياسية والعسكرية في هيكل التنظيم, وكان أبرزهم حتى 2013 الجولاني والظواهري والبغدادي وأبو علي العراقي وأبو محمد العدناني وأبو ماريا القحطاني وغيرهم, وعن التشكيلات العسكرية لهيئة تحرير الشام, تضم "جيش النصرة", وهو جيش خاص للمعارك والدعم, ويمثل القوة المركزية للنصرة, والجناح العسكري لقيادتها, ومن أهداف تأسيس هذا التشكيل العسكري ترسيخ الولاء لقيادة النصرة التي تعاني الآن من بعض التشققات والتباعد في التوجهات, وهناك العصابات الحمراء "الكوماندوز الإسلامي", مهمتها القيام بعمليات خاصة خلف خطوط العدو, وفي نهاية عام 2016, عهد الجولاني بإنشاء وتنظيم وتدريب هذه الوحدة إلى شركة بلاك ووتر الإسلاميَّة تسمى "تكتيكال الملحم", وهناك "جهاز الأمن العام", وهو جهاز أمني مستقل أطلق عليه (قوة الأمن) يعمل بالتنسيق مع الإدارة المركزية لهيئة تحرير الشام, حيث عينت هيئة تحرير الشام شخصاً أميناً عاماً لكل مدينة أو منطقة, تحت إشراف الأمين العام, تعمل شبكة غير محدودة من مسؤولي الأمن والمحققين العاملين بصفة مدنية في جميع مؤسسات المجتمع (الصحة, والتعليم, والمجالس المحلية, والبلديات, والمنظمات, والنقابات), كما يقومون برصد ونقل الأخبار وإعداد التقارير, كل حسب موقع عمله, إلى الأمين العام للمنطقة التي ينتمون إليها, وتمتلك هيئة تحرير الشام سلاحاً يميزها عن غيرها من التشكيلات العسكرية في المعارضة السورية, بعدد كبير من المركبات المفخخة والانتحاريين, وغالباً ما تستخدم ضد مواقع شديدة التحصين, بالإضافة إلى ترسانتها من صواريخ "الفيل" محلية الصنع, والتي يبلغ مداها حوالي 6 كيلومترات, ذات القدرة التدميرية التي تغطي نصف قطر حوالي 300 متر, كما أن لديها ورش تصنيع مدافع هاون 120 و 160 ملم وذخيرة تعكس بشكل محدد من حيث التوافر وكمية الإنتاج والتكلفة المنخفضة, ولكنه يؤثر سلباً على الأداء العسكري والإصابات, كما تمتلك هيئة تحرير الشام أكثر من 160 دبابة وعربة مصفحة, إضافة إلى مئات الآليات المجهزة برشاشات ثقيلة ومدافع عيار 57 ملم, ولديها ما يسمى "الجسد الشرعي", وهي مؤسسة دينية تشرف على مراقبة سلوك القادة العسكريين, والتزامهم بالشريعة الإسلامية, وإلقاء المحاضرات المشروعة لهم, وتم تشكيل كما أسلفنا "حكومة الإنقاذ", وهي الجناح السياسي والإداري والمدني الناعم للهيئة, وتشكلت من 11 حقيبة وزارية برئاسة محمد الشيخ آنذاك, ووزارات الداخلية والعدل والأوقاف والتعليم العالي والتعليم والصحة والزراعة والاقتصاد والشؤون الاجتماعية والنازحين والإسكان والتعمير, الإدارة المحلية, وأبرز موارد هيئة تحرير الشام الآن هي, "المعابر الشرعية وغير القانونية", باب الهوى والغزاوية, وبحسب المصادر, بلغت عائدات معبر باب الهوى أكثر من 4 ملايين دولار شهريًا, من خلال إدخال البضائع من قبل التجار ومواد الإغاثة من قبل المنظمات, ناهيك عن العبور والتحركات عبر المعبر, ولديها "شركة وتد للبترول", والتي تأسست مطلع 2018م, في إدلب لاستيراد النفط الأوروبي وهي تابعة لهيئة تحرير الشام, واستوردت منذ إنشائها مئات الشاحنات التي تحتوي على البنزين الأوكراني, وأدخلته إلى محافظة إدلب, عبر معبر باب الهوى, بعد قطع البنزين المستورد من مناطق النظام, لمدة لا تتجاوز سبعة أيام في ذلك الوقت, وهناك أيضاً "الضرائب", حيث تنظم حكومة الإنقاذ الذراع المدني لهيئة تحرير الشام الضرائب والمخالفات على المحلات والمحلات الصغيرة والمخالفات السكنية والبلدية والمخالفات المرورية, ومخالفات المياه والكهرباء وحتى الأراضي العامة للنازحين[6].
          وحسب تقرير معهد "Mei" أصدرت مؤسسة النقد بهيئة تحرير الشام عدة قرارات تجرم شراء الليرة السورية داخل شمال غرب سورية, وتحظر التحويلات النقدية بين مناطق النظام وشمال غرب سورية, وتطالب جميع شركات الصرافة والحوالة في شمال غرب سورية بالحصول على الترخيص المناسب من الوكالة, وتصدر الوكالة قائمة بجميع أعمال التحويل النقدي والصرافة المرخصة والمعتمدة في شمال غرب سورية, وتصدر SSG تعريفات جديدة في TL لخدمات الإنترنت والاتصالات التي تقدمها TRD, وتحظر SSG أي أعمال بناء في إدلب دون ترخيص من الإدارة المحلية ووزارة الخدمات, وترفع SSG الإيجار السنوي للمخيمات غير الرسمية للنازحين داخليًا (IDPs) على الأراضي المملوكة للدولة من 13 ليرة تركية إلى 50 ليرة تركية لكل خيمة, وتصادر هيئة تحرير الشام حوالي 500 عقار في أنحاء محافظة إدلب, مملوكة لمجندين في الجيش العربي السوري, وموظفي الحكومة السورية وأعضاء حزب البعث,
وتأمر SSG المزارعين الذين يمتلكون مزارع الزيتون على خط المواجهة بالحصول على خطاب من مجلسهم المحلي يثبت ملكيتهم للأرض, من أجل الحصول على خطاب من مديرية الزراعة يأذن لهم بقطف محاصيلهم, كما دخلت شركتا كاف والشهباء (المتمركزة في إدلب وغرب حلب على التوالي) سوق تجارة المشتقات النفطية, ويُعتقد أن هاتين الشركتين مملوكتان لهيئة تحرير الشام, وقد تم إنشاؤها لمواجهة الاستياء المتزايد من احتكار وتد لتجارة الوقود في شمال غرب سورية, واعتمدت مؤخراً بشكل أساسي على الغنائم التي تم الاستيلاء عليها من النظام وفصائل المعارضة, والتي قُدرت بمبلغ 149 مليون دولار أمريكي, تلقت الهيئة أيضًا ما لا يقل عن 94 مليون دولار أمريكي في شكل عدد من صفقات تبادل الأسرى مع عدة جهات منها النظام وإيران والحكومة اللبنانية والحكومة الإيطالية, إضافة إلى ذلك, وردت مبالغ مجهولة من أهالي المعتقلين في سجون النظام, مقابل إدراج مطالب بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين في الصفقات المذكورة, إلى جانب فدية الخطف, طالبت هيئة تحرير الشام إيران وحزب الله بدفع مبالغ مالية مقابل جثث مقاتليهما الذين قتلوا في المعارك, وتم فرض رسوم هيئة تحرير الشام عند نقاط التفتيش على المدنيين والمركبات والبضائع, ووفقًا لعدة مصادر من إدلب وخبراء في التنظيم ودينامياته, تمت هندسة سيطرة هيئة تحرير الشام على اقتصاد شمال غرب سورية ويديرها "مصطفى قادر", وأنه "العقل المدبر" وراء معظم القرارات والمشاريع المالية والاقتصادية التي اتخذتها هيئة تحرير الشام في السنوات القليلة الماضية, قادر, المعروف باسم "أبو عبد الرحمن الزربة", هو قائد في هيئة تحرير الشام ومساعد مقرب لقائدها أبو محمد الجولاني, من بلدة دركوش الواقعة في شمال غرب إدلب على طول الحدود السورية التركية, ويُعتقد أنه انضم إلى جبهة النصرة قبل هيئة تحرير الشام في عام 2012م, كسائق لعبد الرحيم عطون, أحد رجال الدين البارزين في تنظيم القاعدة, ارتقى في الرتب ليصبح أحد أبرز القادة في جيش الفتح, وهو تحالف عسكري بين جبهة النصرة وعدد من الفصائل الإسلامية والجهادية والمعارضة "خاصة أحرار الشام وجند الأقصى", وروى نشطاء محليون عاشوا في عهد قادر كواحد من القادة المسيطرين على مدينة إدلب العديد من القصص التي توضح كيف أصبح معروفًا كشخصية استبدادية لن يتردد في قتل أو سجن أو تعذيب أي شخص يقف في طريقه أو يعترض على أي من قراراته, في الواقع, دبر قديد عدة حملات لاعتقال وترهيب النشطاء الإعلاميين في محاولة لإسكات أي شكل من أشكال المعارضة, ثم عُين قادر رئيسًا لـ "الدائرة الاقتصادية" في هيئة تحرير الشام, وأنشأ قادر شركة للنقد والصرافة تسمى الوسيط, ويقال إن رأسمالها يزيد عن 30 مليون دولار أمريكي, تم تحصيله بشكل أساسي من الإتاوات المفروضة على كل من يعمل في قطاع الصرافة في إدلب, واستولى على عدد من المباني الرسمية و ممتلكات عامة, ولإضفاء الطابع الرسمي على سيطرة المجموعة على القطاع المالي, أنشأت هيئة تحرير الشام مؤسسة النقد العامة لإدارة النقد وحماية المستهلك في عام 2017م, بتوجيه من قادر, ثم حولت الوسيط إلى مصرف الشام في عام 2018م, وبعد عملية غصن الزيتون في كانون الثاني 2018 - والتي أسفرت عن سيطرة تركيا والجيش الوطني على عفرين, ودفعت إلى انسحاب القوات الكردية من المنطقة, وعرقلت استيراد الوقود من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد), أنشأ قديد وتد للبترول, مما سمح لهيئة تحرير الشام باحتكار تجارة المشتقات النفطية عبر شمال غرب سورية, واستخدم قادر القوة والتهديد بالتخريب والخطف والقتل لإجبار مستثمرين آخرين في المنطقة على منحه فرصة, شكلت حصة كبيرة من أعمالهم شبكة من "المستفيدين" المخلصين, ويُعتقد أن هذه الشبكة مسؤولة عن عمليات التهريب عبر معبر الدرعية غير الرسمي مع تركيا, وسمحت شبكة زملائه لقديد بإنشاء نظام اقتصادي كامل لصالح الجولاني ودائرة صغيرة من شركائه المقربين, تشمل جميع جوانب الاستثمار والتجارة في شمال غرب سورية - الاستيلاء على المخابز, والاستيلاء على الخدمات المالية, واستيراد المواد الغذائية, وسلع من تركيا, وافتتاح مطاعم ومقاهي إنترنت واستثمارات أخرى صغيرة ومتوسطة الحجم عبر شمال غرب سورية, وعلى الرغم من الشائعات التي تفيد بأن "المغيرة" قد استُبدِلَت بقديد, وهو قائد في هيئة تحرير الشام يُزعم أنه صهر الجولاني, تشير الأدلة الأخيرة إلى أن قادر لا يزال مسؤولاً عن اقتصاد هيئة تحرير الشام, حيث لا يزال ممثلاً لهيئة تحرير الشام في المحادثات الأخيرة مع هيئة تحرير الشام[7].
          وأشار "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن، وباحث زائر في "جامعة براندايز" في معهد واشنطن للدراسات, أنَ الجبهة عملت على توطيد علاقتها مع العشائر في إدلب, وعقد زعيمها الجولاني اجتماعاً مماثلاً مع القبائل خلال شهر رمضان مؤخراً، ومنذ ربيع هذا العام، ألقت الهيئة المزيد من الضوء على تعاونها مع "مجلس القبائل والعشائر"، وهي هيئة في إدلب تم تشكيلها في أواخر حزيران (يونيو) 2018م, لتوطيد سيطرتها على المحافظة، حيث تهيمن في محافظة إدلب ثلاث قبائل؛ "الموالي" و"بني خالد" و"الحديدين"، إلى جانب قبائل وعشائر أخرى أصغر حجماً, وكانت بعض عناصر هذه القبائل والعشائر قد دعمت النظام، في حين أيّد بعضها الآخر المعارضة, وفي وقت سابق شكر "مجلس القبائل والعشائر", الجماعة في بيانها على جهودها في المحافظة, وعندما تمّ تشكيل المجلس رسمياً في حزيران (يونيو) من ذلك العام، كان يضم 125 فرداً من القبائل والعشائر التالية: الموالي، بني خالد، البكير، الدمالخة، البو شعبان، العقيدات، ورشا، المشاهدة، النعيم، طيئ، اللهيب والدليم, كما جرى اختيار عبد المنعم ناصيف رئيساً للمجلس وما يزال يحتفظ بمنصبه هذا حتى اليوم,
وحتى ربيع هذا العام، انطوى الجزء الأكبر من نشاط المجلس المباشر على إصدار بيانات حول مواضيع تتعلق بإدلب، وعقد اجتماعات دورية، ومساعدة "سرايا المقاومة الشعبية"، الجماعة الواجهة لهيئة تحرير الشام، على تجنيد مقاتلين وحفر خنادق قبل اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في إدلب في ربيع 2020م, ويُعتبر تشكيلها كمصدر بديل للسلطة, أظهار لحدود قوة هيئة تحرير الشام محلياً, ومن هنا بدت مساعي الجماعة المتزايدة لاستمالة هذه الهيكليات في الأشهر الأخيرة, وتتصل جميع هذه التطورات بشكل وثيق إلى حدّ كبير بمناقشات السياسة المتجددة في الغرب فيما يتعلق بالانخراط المحتمل مع هيئة تحرير الشام[8].
          وأنشأت مؤخراً غرفة عمليَّات "الفتح المبين", وأعلن عن نشأة غرفة عمليات الفتح المبين في الشهر السادس من العام 2019م, وفي العام 2020م, أدرت الهيئة أمر بمنع إنشاء أي غرفة عمليات أو تشكيل أي فصيل عسكري تحت طائلة المحاسبة، والتعامل مع غرفة "الفتح المبين" على أنه التحالف القانوني الوحيد في إدلب، وتقوم أنقرة بدعمها والسماح بوصول الإمدادات المختلفة لها, ويتراوح راتب العنصر العادي في "تحرير الشام" بين 80 إلى 150 دولارًا، وتوزع الرواتب حسب الوضع الاجتماعي للشخص، حيث يفوق راتب المتزوج عن الأعزب بنحو 40 دولارًا, وتنتشر في ريفي حماة وإدلب وتنشط في إدلب،حماه،اللاذقية،حلب, ولها نشاط كبير مؤخراً, حيث استهدفت في بداية العام 2022م, نقاط للجيش السوري وحلفائها شمال غربي سورية, وغربي حلب، وسهل الغاب, ولها خلافات مع التنظيمات الأخرى, سيما حراس الدين[9].
          كما أنشأت الهيئة مؤخراً "فرقة القوات الخاصة", إلى جانب "الجبهة السورية للتحرير" المشكّلة مؤخرًا، وكلا الفصيلين يعمل ضمن ملاك "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا, "عبد الله حلاوة"، قائد "فرقة القوات الخاصة"، ويبلغ عدد عناصرها 1550 مقاتلًا متوزعين على مختلف مناطق سيطرة المعارضة، من مدينتي رأس العين وتل أبيض وريف حلب وإدلب، وتتركز القوة الأكبر للفرقة في محافظة إدلب بقوام 800 مقاتل، وشاركت الفرقة في معارك إدلب، إضافة إلى معارك في محافظات أخرى قبل وصول هيكلتها إلى ما هي عليه حاليًا[10].
2.   الحزب التركستاني الإسلامي:
        وحسب معهد " security council report", الحركة الإسلامية التركستانية / الحزب الإسلامي التركستاني (TIP) لديها ما بين 1500 و 3000 مقاتل في إدلب, وأفادت عدة دول أن المجموعة قد تشكلت من ممرات نقل المقاتلين من الجمهورية العربية السورية إلى أفغانستان لتعزيز قوتها القتالية, وفقًا لإحدى الدول الأعضاء, فإن الشتات الأويغور في تركيا هي أيضًا مصدر توظيف مهم لـETIM / TIP, وذكرت العديد من التقارير أنَّ المجموعة لعبت دور أكثر نشاطا في الجمهورية العربية السورية من أفغانستان[11], ويقوم على نقل عناصره إلى بعض المناطق الجبلية في أفغانستان، فيما لم يرشح أي حديث جدي عن مصير هذه الفصائل إلا في إطار الحديث العام عن النصرة وأخواتها.
3.   تنظيم "حراس الدين":
          وحسب موقع "asbarme", تم الإعلان رسميًا عن تنظيم "حراس الدين" الذي انبثق من ظل تنظيم "القاعدة" في شمال غرب سورية في 27 فبراير عام 2018م, واستطاع تنظيم التنظيم شكل جديد لـ "القاعدة" بعد أن نجح في تجنيد عناصر أجنبية في صفوفه مما تبقى من تنظيمي جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام المواليين للقاعدة في سورية, ومن قادته العديد من ذوي الجنسية الأردنية, وضمت الحراس أيضًا عدة وحدات أصغر تحت جناحها وعلى شكل أعداد صغيرة, إلا أنهم شكلوا تهديدًا للاستقرار في سورية والعراق, لأنهم يعتمدون على حرب العصابات, وتشكل من اندماج فصائل ومجموعات مختلفة, على رأسها "جند الملاحم في بلاد الشام" مكان تنظيم عسكري متشدد انشق عن "هيئة تحرير الشام" بعد الانضمام إليها في بداية عام 2017م, وفي صفوفه قرابة (800) عنصر معظمهم غير سوريين,
وبايعت "حراس الدين" "تنظيم القاعدة", وأعلن "حراس الدين" في 12 يونيو 2020م, تشكيل قوة "تنسيقية مشتركة" باسم "فاثبتوا", وتتكون القوة من (5) فصائل أبرزها "لواء المقاتلين الأنصار" و"تنسيقية الجهاد" و"جماعة أنصار الدين" و"أنصار الإسلام", بقيادة "أبو العبد أشداء", المنشق عن الجولاني وهيئته, هو يترأس الغرفة, واستثنت غرفة عمليات "فاثبتوا" في بيانها الأول, أي دور نظري أو عملي لـ "هيئة تحرير الشام", وذلك في وقتٍ, المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم, بشكل أساسي في مواقع متقدّمة على خطوط التماس مع النظام, وتحديدا في "ريف حماة الشمالي, وجبل التركمان بريف اللاذقية, وريف حلب الجنوبي, بالإضافة إلى جبل باريشا وجبل الزاوية بريف إدلب الغربي", حيث تفيده طريقة توزيع التنظيم لجبهاته القتالية بالقرب من مناطق المراقبة التركيّة, وتفضيله التحرّك في محيط الطرق الدوليةّ مثل "دمشق- حلب", و"اللاذقية- حلب", وتمتّع تنظيم "حراس الدين" بمساحة عملاتية نسبياً في المناطق التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" لكنه لا يؤيد سياساتها, ولا سيما تصويره باسترضاء تركيا, التي توصّلت إلى عقد تفاهمات مع روسيا, بيد أن عدم استعداد "حراس الدين" للمساومة, تبعاً لإيديولوجيتها السلفية- الجهادية الأقل ليونةً, وولائه للقيادة المركزية لتنظيم القاعدة وإرث قادته, أكسبه مصداقية في أوساط الجهاديين, وحسب وكالة "سبوتنيك" فأن تنظيم جبهة النصرة سابقا, سلم فصيل حراس الدين, ست بلدات في جنوب إدلب الشرقي لاستيعاب, مجندو القاعدة الوافدين لها, وذلك بعد سحب مقاتلي "ناد القوقاز" من بلدتي "الخوين والزرزور" ومحيط تل طوقان, وسحب قوات النخبة في هيئة تحرير الشام من بلدات الفرجة والصرمان والشعرة وتل السلطان, وقاد التنظيم "أبو همام الشامي", واسمه الحقيقي فاروق السوري, وهو من قدامى مسلحي القاعدة, والقائد السابق لـجبهة النصرة وهو مبايع لأيمن الظواهري, وأفادت التقارير التدريبية في مارس 2019 تنظيم "حراس الدين" يمتلك مجلسا الدين وهو الاسم له الكلمة العليا وصاحب القرار داخل التنظيم, التوزيع الجديد لـ"حراس الدين", شق يوجد في مناطق ريف حلب الجنوبي, وريف إدلب الشرقي, وشق آخر في ريف جسر الشغور, وقسم ثالث من السوريين في جبل الزاوية, وكل جزء من هذه الأجزاء لإدارة التنفيذ والنتائج بنفسه, ومن قادته خالد مصطفى العاروري أبو قسام أردني, وسامي محمود محمد العريدي أبو محمود الشامي أردني, وأبو عبد الرحمن المكي سعودي, وإياد الطوباسي أبو جليبيب أردني, وسمير حجازي أبو همام السوري سوري, وساري محمد حسن شهاب أبو خلاد المهندس أردني, وبلال الصنعاني – يمني, وبلال خريسات أبو خديجة الأردني أردني[12].
          ولديه تمويل ذاتي, وتمول تركيا مشروع دعم التمويل المالي للتنظيم, وتمويل المشروع, المالي في 12 أكتوبر 2020 المالي لـ "حراس الدين", ونالت الهيئة تحرير الشام القسط من التمويلات؛ لأن تحرير الشام تخدم في سورية بشكل أكبر, كشف مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى 20 يونيو 2021 مقره موسكو عن مراسلات نصية تفضح نشاطها في إدلب بالتنسيق مع تركيا, مشيراً إلى وجود علاقة بينها وبين هيئة تحرير الشام.
          ونقلت شبكة CNN عن مصادر استخبارات أفغانيَّة في مايو 2021م, أن غارة قتلت "حسام عبد الرؤوف" مسؤول الإعلام في تنظيم القاعدة في أكتوبر 2021م, وبحسب التقرير, وجد الأفغان تقريرًا من حسام عبد الرؤوف إلى "حراس الدين" في سورية, ولديه علاقة متوترة مع "هيئة تحرير الشام", وعملت على احتواء "حراس الدين", كما هناك علاقة متأزمة وتكفيرية مع تنظيم داعش, حيث أعلن في 27 أبريل 2018م, في العدد" 129 "لصحيفة النبأ إن" حراس الدين "فصيل مرتد", وتحدَّثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 3 نوفمبر 2019م, عن وجود إيصالات لدى داعش عليها "شعار وزارة الدفاع في تنظيم داعش", وقّع عليها مسؤولون في "حراس الدين", حيث دفع التنظيم ما لا يقل عن "67" ألف دولار إلى "حراس الدين", وبالتالي يُعتبر "حراس الدين" المنافس للقاعدة وداعش بالإيديولوجيا, وثاني أكبر الفصائل التكفيرية في إدلب, بعد "هيئة تحرير الشام", وهو حسب التقارير, تنظيم القاعدة, بشكل تنظيمي جديد.
          وفي نيسان/أبريل الماضي أصدر تنظيم "داعش" فتوى بتكفير "حراس الدين"، ووجه له اتهامات بالارتباط بحركة "طالبان", وأشار "Hon Karen Andrews" في معهد " minister", عن أدراج هيئة تحرير الشام وحراس الدين, كمنظمات إرهابية على لائحة العقوبات[13], كما أنَّ التنظيم مُحارب من قبل الدولة السورية, والتحالف الدولي, والعراق.
4.   تنظيم "جند الملاحم في بلاد الشام":
          فهو تنظيم عسكري متشدد انشق عن "هيئة تحرير الشام" بعد الانضمام إليها إبان إنشائها في بداية عام2017، وذلك عقب الاقتتال بين الهيئة وفصائل المعارضة، ويضم التنظيم في صفوفه وفق مصادر قرابة ثمانمائة عنصر معظمهم غير سوريين وتعرض عدد من قياداته العسكرية للاغتيال في ظروف غامضة, وتقول مصادر إن "جند الملاحم" كان فصيلاً ضمن "جبهة النصرة" قبل الانفصال عنها بعيد إعلان النصرة انفصالها عن القاعدة، ويعتبره البعض اليوم فرعاً من تنظيم "حراس الدين" ويتخذ من بلدات في جبل الزاوية بريف إدلب مقراً له.
5.   تنظيم "جند الأقصى":
          تأسس على يد محمد العثامنة المعروف بـ"أبو عبد العزيز القطري", والأخير من مواليد العراق، وقتل في سورية خلال يناير/ كانون الثاني 2014م, وكان العثامنة دخل سورية مع بدايات ثورتها، وانضم إلى جبهة النصرة (فتح الشام) ثم انشق عنها ليؤسس "جند الأقصى", "نشأ "جند الأقصى" في ريف حماة واعتمد أساساً على تجنيد مقاتلين عرب ممن يسمون "المهاجرين", ونشأ "جند الأقصى" في ريف حماة واعتمد أساساً على تجنيد مقاتلين عرب ممن يسمون "المهاجرين"، وتوسع باتجاه ريف إدلب, وتحالف "جند الأقصى" مع "جبهة النصرة" في القضاء على "جبهة ثوار سورية" في عام 2014م, وحين تأسس تحالف "جيش الفتح"، يوم 24 مارس/آذار 2015م، بتوحد سبع مجموعات كبرى من الفصائل المسلحة في الثورة السورية كان "جند الأقصى" ثالث أهم مكوناتها بعد كل من "أحرار الشام" و"جبهة النصرة", ثم غادر هذا التحالف إثر امتناعه عن مساعدتهما في قتال تنظيم "داعش", وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أعلن "جند الأقصى" انسحابه من "جيش الفتح" لأسباب عدة، من بينها -حسب قوله- تأييد بعض الفصائل المشاركة في جيش الفتح لمشاريع "مصادمة للشريعة الإسلامية"، كالتوقيع على بيان مبعوث الأمم المتحدة لسورية ستيفان دي ميستورا والترحيب بالتدخل التركي، إضافة إلى لضغط المستمر عليه للانخراط في قتال تنظيم "داعش", وفي أوائل سبتمبر/أيلول 2016 اندلعت اشتباكات عنيفة بين "جند الأقصى و"حركة أحرار الشام" في ريفي حماة وإدلب على خلفية اعتقالات متبادلة بينهما, وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أعلن جند الأقصى في بيان "مبايعته" لجبهة فتح الشام، وذلك بعد ساعات من إعلان ثمانية من كبرى الفصائل المعارضة وقوفها إلى جانب أحرار الشام ضده، مطالبة في بيان مشترك أن يعلن جند الأقصى معاداته لتنظيم "داعش"، وأن يسلم أعضاءه المتهمين بالانتماء لتنظيم الدولة والمتورطين في اغتيال قادة في المعارضة المسلحة, وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أكدت "جبهة فتح الشام" أنها قبلت "بيعة جند الأقصى" وانضمامه إليها "حقناً للدماء"، بعد استنفاد كافة "الخطوات الشرعية" في إيقاف الاقتتال بينه وبين "حركة أحرار الشام"، ووعدت الجبهة بإحالة القضايا العالقة بين الطرفين إلى "قضاء شرعي" يُتفق عليه مع الجبهة, وبعد معارك طويلة قتل فيها المئات من مقاتلي المعارضة غادرت مجموعات من "جند الأقصى" المنطقة إلى مناطق سيطرة "داعش" ولم يبق سوى خلايا صغيرة في المنطقة.
6.   الحزب الإسلامي التركستاني:
          هو تشكيل عسكري متشدد، أسسه مسلحون أويغور في غرب الصين, وهو تشكيل عسكري متشدد، أسسه مسلحون أويغور في غرب الصين, قبل الانتقال إلى سورية تحت مسمى "الحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل الشام", وعلى الرغم من أنه تنظيم عقائدي مثله مثل "جبهة النصرة" فلم ينضم إلى صفوفها، وبقي مستقلاً، يتخذ من ريف إدلب الغربي وريف اللاذقية مقار له, لا معلومات دقيقية عن عدد عناصر التنظيم، ويعرف عنهم تفضيل العيش في بيئة منعزلة وعدم الانخراط في الحروب الداخلية, بين الفصائل واقتصار معاركهم على جبهات النظام, يعود ظهور التنظيم العلني في سورية إلى معركة السيطرة على مدينة جسر الشغور وعقبها معركة السيطرة على مطار أبو الظهور قبل قرابة ثلاثة أعوام, وينحدر معظم المسلحين المنخرطين في التنظيم من تركستان الشرقية (إقليم شينغيانغ)، غرب الصين.
7.   تنظم داعش:
          أفادت تقارير " "euaa أنَّ داعش له وجود خفي في إدلب, ففي عام 2021م, استمرت منطقة خفض التصعيد في إدلب في كونها "ملاذًا آمنًا محدودًا", حيث يقيم قادة ومقاتلو داعش, على الرغم من أن "هيئة تحرير الشام تعتقل مقاتلي داعش بانتظام",          وحسب تقرير معهد "rulac", يعتبر أهم جماعة مسلحة, ومنذ العام 2013م, اندلعت التوترات المتصاعدة بين التنظيم وجماعات متمردة أخرى, في صراع مفتوح من يناير / كانون الثاني فصاعدا عندما شنت مجموعة واسعة من الجماعات المتمردة هجمات لطرد داعش من مختلف البلدات في جميع أنحاء سورية, وخلال عامي 2016 و 2017م, خسر تنظيم الدولة الإسلامية أراضي في سورية والعراق, مع ذلك, فقد تواصل جماعة الدولة السيطرة على الأراضي, وتحديداً في محافظة دير الزور الشرقية, وما زالت قادرة على مواصلة العمليات العسكرية, وفي 3 فبراير 2022م, تسببت غارة للقوات الأمريكية الخاصة في مقتل زعيم داعش "أبو إبراهيم الهاشمي القريشي" والعديد من مقاتلي داعش الآخرين[14], وحسب معهد " security council report", تسعى المجموعة إلى إعادة بناء قدراتها القتالية وإكمال تحولها إلى التمرد باستخدام تكتيكات حرب العصابات, وتم الإبلاغ عن قتال بين هيئة تحرير الشام وجماعة داعش القريبة من أطمة شمال إدلب, مع ذلك, لا تزال إدلب موقعًا استراتيجيًا لمقاتلي داعش وأفراد أسره, ولا سيما كبوابة لتركيا, وخلال التقرير مؤخراً, أعلنت تركيا اعتقال العديد من أعضاء داعش الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني في محاولة للاختباء في مقاطعة هاتاي[15], وفي هذا الإطار قال "دانيال ميلتون"، مدير الأبحاث في مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية الأميركية، إن حقيقة أن اثنين من قادة تنظيم الدولة الإسلامية كانا مختبئين في إدلب "يجب أن تدفعنا إلى إعادة تقييم الطريقة التي نفكر بها في العلاقات بين هذه الجماعات", ونقلت عن "جوشوا لانديس"، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إنه في ظل إدارة ترامب، اعتقدت الولايات المتحدة أن هيئة تحرير الشام زادت من نفوذ الولايات المتحدة على الأسد وحرمته من الأراضي، لكنه أضاف "قد يتغير هذا التصور الآن بعد محاصرة الخليفة الثاني لداعش وقتله في محافظة إدلب"[16].
8.   أحرار الشام:
        معروفة أيضًا باسم حركة أحرار الشام الإسلامية, أو الحركة الإسلامية لرجال الشام الأحرار, هي جماعة تهدف لقلب النظام السوري, وإقامة حكومة إسلامية, شنت الجماعة هجومها الأول في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012م, وتتواجد الجماعة حاليا في محافظة إدلب, كان زعيم التنظيم هو "أبو اليقظان" بين عامي 2013 و 2016م, وعلى مدى السنوات الست الماضية, تحالفت الجماعة, من حين لآخر, مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومع هيئة تحرير الشام, وأشار تقرير معهد "rulac" أنَّه في مايو 2015م, استولت المجموعة "مع قوات متمردة أخرى, بما في ذلك جبهة النصرة" على قرية المصطومة وأريحا, وفي 2015 و2016 و2017م, اشتبك التنظيم مع جماعات متمردة أخرى تعمل في سورية, بما في ذلك داعش وحزب الله وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام, ونشأ المزيد من التوترات في عام 2020م, بين هيئة تحرير الشام وأحرار الشام, ومع ذلك, لم يتم الإبلاغ عن أي هجمات كبيرة من قبل أحرار الشام منذ عام 2019م.
9.   الجيش الوطني السوري (SNA), الجيش السوري الحر السابق (FSA):
          تشكَّل الجيش السوري الحر, من قبل فارين من القوات المسلحة السورية في يوليو 2011م, وهو تحالف فضفاض من الجماعات المتمردة التي تقاتل ضد الدولة, وتنظيم داعش, وفي عام 2012م, أنشأت المجموعة مدونة قواعد السلوك, في حين أنه من الصعب تحديد مكونات الجيش السوري الحر وتقييم قوته النسبية, فإن الجماعات المتمردة تحت راية الجيش السوري الحر تستمر في المشاركة في الأعمال العدائية, على سبيل المثال, انضم المنتسبون للجيش السوري الحر إلى معركة كوباني في عام 2014م, واستولوا على مدينة بصرى الشام في مارس 2015م, وشاركوا في الهجوم لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من جرابلس في أغسطس 2016م, وفي كانون الثاني 2018م, دعم الجيش السوري الحر الهجوم التركي على عفرين, وهي منطقة تسيطر عليها القوات الكردية, وفي حزيران / يونيو 2014م, تم حل المجلس التابع له, مع ذلك, تستشهد وسائل الإعلام عمومًا بالجيش السوري الحر كمجموعة قائمة, تشمل ألوية الجيش السوري الحر البارزة الفرقة الأولى الساحلية, وجيش اليرموك, وكتيبة الشمس الشمالية.
10.     كتيبة التوحيد والجهاد:
          حسب معهد "Stj", تم تصنيف الفصيل الجهادي الأوزبكي المتمركز في إدلب مؤخرًا كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة, وفي 7 مارس 2022, أعلنت الولايات المتحدة, الفصيل الجهادي في إدلب, كتيبة التوحيد والجهاد أو KTJ منظمة إرهابيَّة, وتم وضعها في قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "داعش والقاعدة", ما يعني أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة مطالبون الآن بتنفيذها, وتجميد الأصول وحظر السفر وحظر الأسلحة على المنظمة وأعضائها, ووفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية, فإن هذا القرار يرجع إلى الانتماء لكتيبة التوحيد والجهاد إلى تنظيم القاعدة, وتعاونها مع العديد من الجماعات الإرهابية الأخرى المصنفة مثل هيئة تحرير الشام, وربطها بعدة هجمات خارج سورية منذ عام 2017م, كتيبة التوحيد والجهاد, والمعروفة أيضًا باسم "جنات أوشكلاري" "عشاق الجنة", أو "التوحيد والجيهود", أو KTJ, هي منظمة جهادية صغيرة تتكون أساسًا من إثنية الأوزبك ومقاتلين أجانب آخرين من آسيا الوسطى, وتم إنشاء الجماعة في وقت ما في عام 2013 أو 2014 من جماعة من الأوزبك المرتبطة بجبهة النصرة وحليفتها كتيبة الإمام البخاري, أكبر فصيل جهادي يديره أوزبكي في سورية, السبب وراء التشكيل الأولي للتوحيد والجهد كمجموعة مستقلة غير واضح, لأنها ظلت قريبة من جبهة النصرة منذ ذلك الحين, حيث تعهدت البيعة رسميًا للنصرة (والقاعدة) في سبتمبر 2015م, وكما هو الحال مع فصائل المهاجرين الصغيرة الأخرى, يتمتع العديد من مقاتلي التوحيد والجهد بخبرة قتالية خارج سورية, ويقومون بمهام متخصصة مختلفة مثل العمل كقوات صدمة انغماسية أو في أسراب قنص, مثل جميع الفصائل المسلحة في شمال غرب سورية, وتقوم الجماعة بتشغيل أسلحة تعود إلى الحقبة السوفيتية روسية وأوروبية شرقية, إما تم الاستيلاء عليها على مر السنين من الجيش السوري أو شراؤها من السوق السوداء في إدلب, وفي بعض الأحيان شوهد مقاتلوها يستخدمون أسلحة تركية وأمريكية, وتعتبر الجماعة ممولة جيدًا نسبيًا, وعلى الأرجح من خلال التبرعات السرية من قبل المؤيدين عبر الإنترنت, وفي 1 آذار / مارس 2020م فجر مقاتل من KTJ نفسه في هجوم بسيارة مفخخة استهدف موقعا للنظام أثناء الدفاع عن جبل الزاوية, وأعضاء التوحيد والجهد يقيمون إلى حد كبير في جبل السماق وريف جسر الشغور ويبتعدون عن الحياة المدنية المحلية, وقدر المصدر أن حقول تافيد والجيهود تقارب 500 مقاتل, غالبيتهم من الأوزبك أو الطاجيك, وكثير منهم من وادي فرغانة, علي الحموي, الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في سورية, قدر الرقم أعلى بـ 1200, وإن العديد منهم اكتسبوا خبرة قتالية في أفغانستان, دعماً لطالبان ضد الجيش الأمريكي[17], فحسب تقرير معهد "state", كانت KTJ مسؤولة أيضًا عن تنفيذ هجمات خارجية, مثل هجوم مترو سانت بطرسبرغ في أبريل 2017 الذي أسفر عن مقتل 14 راكبًا وإصابة 50 آخرين, فضلاً عن تفجير انتحاري بسيارة مفخخة للسفارة الصينية, في بيشكيك, قرغيزستان في أغسطس 2016 مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص, ونتيجة لتعيين SDGT, يتم حظر جميع الممتلكات والمصالح في ممتلكات KTJ الخاضعة للولاية القضائية الأمريكية, ويحظر عمومًا على الأشخاص الأمريكيين المشاركة في أي معاملات معها[18].
11.     المرتزقة الأجانب في إدلب:
          قال "Lilav Diwani" في موقع " hawar news", إنَّ "ملف المرتزقة الأجانب", أداة جديدة تستخدمها هيئة تحرير الشام لتبييض صورتها, حيث يسعى مرتزقة تحرير الشام إلى تغيير الرأي العام تجاههم, من خلال اللعب بملف المرتزقة الأجانب في مناطق نفوذهم, في خطوة ينسبها "منير أديب", الباحث المتخصص في الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي, إلى نية المرتزقة تقديم نفسها على أنها معارضة معتدلة, ويبدو أن الجبهة عازمة على إحصاء أعدادهم, وترحيلهم إلى مناطق أخرى من المناطق التي تحتلها تركيا في سورية, في خطوة أثارت التساؤل حول هدف ودوافع هذا المخطط الجديد, ويرى مراقبون أن هذه الخطوة كانت مدفوعة بتحسين صورة مرتزقة تحرير الشام أمام الرأي العام العالمي, بعد أن صنفتها دول كثيرة على لائحة الإرهاب, وإظهار نفسها على أنها معارضة معتدلة, فيما وآخرون يعتبرونه ضغطا على المرتزقة الأجانب المتواجدين في تشكيلات خارج سرب مرتزقة "تحرير الشام" للانضمام إلى صفوفه أو مغادرة المنطقة التي يسيطر عليها, أو إجبارهم على تنفيذ مخططات جديدة تخدم الجانب التركي, ففي منتصف تشرين الأول 2021 شنوا حملة عسكرية وأمنية واسعة النطاق ضد مرتزقة "جند الشام" بقيادة مسلم الشيشاني و"جند الله" بقيادة أبو فاطمة في مناطق غرب إدلب, تلتها اشتباكات عنيفة بين الطرفين, انتهت بسيطرة مرتزقة تحرير الشام على مناطق جسر الشغور ومحيطها, قرى الزيتونة واليمدية وجبل التركمان شرقي اللاذقية, وينقسم المرتزقة الأجانب إلى فئتين, الأولى: المرتزقة الذين فككهم مرتزقة تحرير الشام خلال العامين الماضيين, ومنهم "حراس الدين" المحسوبين على القاعدة, وينقسمون إلى جزئين, الأول يضم المسلحين, وهم يشكلون نسبة ضئيلة من العدد الإجمالي للمرتزقة, ومرتزقة هيئة تحرير الشام, رغم اعتقال أعداد كبيرة منهم, أما القسم الثاني فهم مرتزقة أجانب مستقلون يعمل معظمهم فيما يسمى بـ "ميدان الدعوة" ومن بينهم منشقون سابقون عن تحرير الشام.
          المجموعة الثانية: وهم المرتزقة الذين يعملون لمرتزقة تحرير الشام ويعتبرون من بنيتها التنظيمية والعسكرية والأمنية, وهذا التصنيفات تشمل مرتزقة "جبهة أنصار الدين" و"الحزب الإسلامي التركستاني" و"صلاح الدين الكردي" و"الأوزبك" ومرتزقة آخرين, وتشير التحليلات إلى أنه سيتم التعامل معهم بجهود خاصة في المراحل اللاحقة, وغالبًا ما تكون في إطار اندماجهم في المجتمع المحلي[19].
12.     القوى السياسيَّة:
          أشار تقرير " ida2at" أنَّ الشمال السوري, مقسوم سياسيَّا بين, جزأين: الأوَّل تسيطر عليه ما يسمـى "الحكومة المؤقتة"، والآخر "حكومة الإنقاذ"، وتتبع الأولى "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وترفع علم الثورة ذا الثلاث نجمات، بينما تسيطر "حكومة الإنقاذ" المقربة من هيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً", على محافظة إدلب، وجزء من أرياف حلب الغربية, واللاذقية, وسهل الغاب شمال غربي حماة, وترفع علم تتوسطه الشهادتان:
1.    الحكومة المؤقتة:
          تدير الحكومة المؤقتة المساحات التي سيطرت عليها تركيا بعد العمليات العسكرية الثلاث, التي شنتها قبل ذلك بالاشتراك مع عدد من الفصائل السورية؛ ففي أغسطس/آب 2016م, انطلقت عملية "درع الفرات" واستمرت حتى مارس/ آذار 2017م, تمخض عنها السيطرة على أكثر من ألفي كيلومتر بين إعزاز وجرابلس شمال غربي سورية, وأسهمت أنقرة في تشكيل "الجيش الوطني السوري" من فصائل المعارضة الموالية لها أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2017م، واشترك الطرفان في مارس/آذار 2018م، في عملية "غصن الزيتون" التي أسفرت عن طرد "قوات سورية الديمقراطية" الكردية من عفرين وما حولها من مناطق ريف حلب الشمالي, وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019م، تم الإعلان عن تشكيل "الجيش الوطني" بشكله الحالي بعد انضمام "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تشكلت قبل ذلك بعام، وتضم 11 فصيلًا من الجيش الحر، وتولى قيادة الجيش وزير الدفاع في "الحكومة السورية المؤقتة" ورئيس هيئة الأركان، "سليم إدريس"، وعقب ذلك مباشرة شارك الجيش مع تركيا في عملية "نبع السلام" بعد أن بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب من شمال شرقي سورية، وسيطرت على شريط حدودي بعمق 33 كيلومتراً في منطقة شرقي نهر الفرات، وتمتد بطول 100 كيلومتر, وقطعت ألوية الجيش الوطني عدة خطوات لتحقيق مزيد من التوحد داخل إطار الجيش وإنهاء الحالة الفصائلية، وضبط الأمن في مناطقها عبر تعزيز دور المؤسسة العسكرية, فشُكّلت غرفة القيادة الموحدة "عزم"، في منتصف يوليو/تموز 2021م، من قبل عدد من الفصائل مثل "جيش الإسلام"، و"فرقة السلطان مراد"، و"لواء السلطان سليمان شاه"، و"الجبهة الشامية"، و"فرقة الحمزة"، وانضمت لها لاحقا فصائل أخرى، لكن في مطلع شهر سبتمبر/أيلول 2021م, انشقت فرقة الحمزة، والسلطان سليمان شاه، والفرقة 20، وصقور الشمال عن "عزم"، وشكلوا ما يسمى "الجبهة السورية للتحرير", وانضمت لهما "فرقة المعتصم"، و"فرقة القوات الخاصة", وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت 7 فصائل في الجيش الوطني يبلغ تعدادها 30 ألف مقاتل، الاندماج ضمن تكتل جديد اسمه "ثائرون" يتبع غرفة القيادة الموحدة "عزم"، ضم فرقة السلطان مراد وفيلق الشام-قطاع الشمال، ولواء الشمال، والفرقة التاسعة، واللواء 112، وفرقة المنتصر بالله، وثوار الشام, ورغم هزيمة الميليشيات الكردية وطردها من تلك المناطق، فإن منظمات سرية تبدو على ارتباط بها مثل "غضب الزيتون" و"صقور عفرين" تنشط في تنفيذ اغتيالات وتفجيرات في صفوف الأتراك ومجاميع الجيش الوطني, وتتدرب قوات الجيش الوطني على أيدي الضباط الأتراك، ومؤخرًا بدأوا التدرب على استخدام الدبابات الحديثة لأول مرة إلى جانب الآليات المدرعة والمجنزرات فيما يبدو أنه تحضير لمعارك كبيرة مقبلة ستشهدها المنطقة.
2.    حكومة الإنقاذ:
          في يوليو/تموز 2016 أعلن الجولاني فك الارتباط بـ"القاعدة"، وتأسيس ما سُمي ـ"جبهة فتح الشام"، وشنّ حملة اعتقالات واسعة ضد شخصيات تابعة لتنظيم القاعدة في إدلب، فهاجمه زعيم التنظيم، أيمن الظواهري، واتهمه بنكث العهد مؤكدًا أنه لم يَحله من بيعته له وأن فك الارتباط لن يعفيه من تهمة الإرهاب أمام المجتمع الدولي, وتحاول الجماعة تغيير جلدها كل فترة وتقديم نفسها كحركة معتدلة مما أوقع انشقاقات داخلها لا سيما من كوادرها "الشرعيين"، وفي فبراير/شباط عام 2017 أعلن الجولاني تشكيل "هيئة تحرير الشام" بعد اتحادها مع مجموعة فصائل، كما لجأ إلى تشكيل ما يسمى "حكومة الإنقاذ" في مناطق سيطرته، في 2 من نوفمبر/تشرين الثاني 2017م، وحسب موقع "alkhanadeq" فإنَّ حكومة الإنقاذ تتبع "هيئة تحرير الشام" في إدلب، وقد تشكلت في أوائل تشرين الثاني من العام 2017م، بعد إلغاء المجالس المحلية, وهي مسؤولة عن جباية الضرائب وإدارة العديد من القطاعات، وقد أدت زياداتها الضريبية وارتفاع أسعار السلع الأساسية والاتهامات بوجود احتكارات على سلع رئيسية مثل الوقود، إلى احتجاجات واسعة وقعت بين تشرين الأول والثاني من العام 2019م، المناهضة للجولاني ولقوات الأمن التابعة لهذه الحكومة غير الشرعية[20].
          ورغم نفي الطرفين ارتباطهما فإن إنشاء حكومة الإنقاذ هو لعدم تحميل هيئة تحرير الشام عبء تصنيف الهيئة كإرهابية، عبر واجهة مدنية, ورغم أنها تدخل بشكل فوري للمناطق التي تسيطر الهيئة عليها لإدارتها خدميًا وتنظيميًا، تعمل الجهتان في نفس المناطق لكن الإنقاذ تتولى الأعمال المدنية، والهيئة تتولى المهام الأمنية والقتالية ويتولى منتسبوها مناصب كثيرة لدى الحكومة التي تدير دوائر حكومية صغيرة وهيئات تعليمية ومشاريع خدمية في إدلب، وتدير المعابر مع تركيا ومع مناطق الدولة السوريَّة, ويترأس حكومة الإنقاذ، المهندس "علي كده"، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي جدد "مجلس الشورى العام" في محافظة إدلب الثقة فيه للاستمرار في منصبه للمرة الثالثة على التوالي, وكانت "الإنقاذ" أعلنت، في 20 من أكتوبر/تشرين الأول 2021، إنشاء "الكلية العسكرية" بهدف تدريب الطلاب المنتسبين إليها لتخريجهم ضباطًا عاملين مؤهلين للخدمة في صفوف التشكيلات العسكرية المقاتلة في الشمال السوري[21].
13.     لواء المهاجرين والأنصار الإرهابيَّة     
          كشف مركز دراسات عن مراسلات سرية تفضح نشاط الاستخبارات الأذربيجانية في إدلب بالتنسيق مع تركيا، مشيراً إلى وجود علاقة بينها وبين "هيئة تحرير الشام" فرع تنظيم "القاعدة" في سورية, حيث أوضح مركز "دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى"، وهو مركز بحوث تربوية ‏في‏ ‏‏‏موسكو، أنَّه حصل في الآونة الأخيرة على "مراسلات سريَّة تكشف ضلوع بعض العناصر الأذربيجانيَّة في الأزمة السورية", كما أضاف أن "من هؤلاء ضابط ومنسق القوات الخاصة الأذربيجانية، "حسين أزيري"، الذي يشغل منصب المسؤول الإداري والمالي عن مجموعة "لواء المهاجرين والأنصار الإرهابيَّة" التي تعد أحد الفروع التابعة لهيئة تحرير الشام في سورية.
14.     جنود الشام:
          حسب موقع "alalam " تنظيم إرهابي في سورية لا يتحدث لغة السوريين, قائد الفصيل "مراد مارغوشفيلي" الملقب بـ"مسلم أبو وليد الشيشاني", ولا يعتبر فصيل "جنود الشام" من الفصائل المعروفة في الشمال السوري، إذ يقتصر التشكيل على مئات الإرهابيين المنتشرين على جبهات القتال في مناطق الساحل السوري، ويشكل الأجانب غالبية عناصره, تشكل التنظيم العام 2013م، على أيدي مسلحين أجانب غالبيتهم "شيشانيون"، في الشمال السوري، ومع قدوم "أبو مسلم الشيشاني" إلى سورية في تلك الفترة، تزعم التنظيم بسبب خبرته العسكرية التي اكتسبها خلال الحربين الشيشانيتين الأولى والثانية ما جعله مؤهلًا لقيادة الفصيل, وينطوي عناصر التنظيم الإرهابي على أنفسهم لأن غالبيتهم العظمى لا تتحدث اللغة العربية، ويقتصر التواصل فيما بينهم على اللغة الشيشانية ما جعل من احتكاكهم بالمجتمع السوري أمرًا صعبًاً, ورغم أن فصيل "جنود الشام" كان مبايعًا لـ"تنظيم القاعدة"، فإنه بات يعتبر فصيلًا مسلحا مستقلًا بعد انسلاخ " هيئة تحرير الشام", عن التنظيم، وكان له دور كبير في السيطرة على مدينة كسب الواقعة على الساحل السوري والمحاذية للحدود التركية, ويصنف التنظيم ضمن ما يعرف بـ"إمارة القوقاز الإسلاميّة" وهي مجموعات مستقلة تنظيميًا وتنسق عسكريًا مع بقية المجموعات العسكرية وفصائل المعارضة السورية في جبهات القتال, ويعرف حاليًا قائد تنظيم "جنود الشام" بلقب "مسلم أبو وليد شياشي"، بأنَّه مصنف من قبل وزارة الخارجية الأمريكية على أنه قائد جماعة إرهابية مسلحة في سورية منذ أيلول 2014م، إذ اتهمته الوزارة ببناء قاعدة للإرهابيين الأجانب في سورية، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء[22].


[1]- https://euaa.europa.eu/country-guidance-syria-2021/idlib
[2]- https://www.rulac.org/browse/conflicts/non-international-armed-conflicts-in-syria#collapse5accord
[3]- https://www.nationalsecurity.gov.au/what-australia-is-doing/terrorist-organisations/listed-terrorist-organisations/hayat-tahrir-al-sham
[4]- https://carnegieendowment.org/sada/86049
[5]- https://www.americanprogress.org/article/northern-syria-security-dynamics-refugee-crisis/
[6]- https://mena-studies.org/hayat-tahrir-al-sham-organizational-and-military-structure-and-funding-sources/
[7]- https://www.mei.edu/publications/economics-hayat-tahrir-al-sham
[8]- https://alghad.com/%D9%87%D9%8A%D8%A6%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D9%88%D8%B3%D9%91%D8%B9-%D8%A7%D9%86%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84/
[9]- https://www.tabnak.ir/ar/news/65897/%D9%85%D9%84%D9%81-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%BA%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%86
[10]- https://www.enabbaladi.net/archives/515983
[11]- https://www.securitycouncilreport.org/atf/cf/%7B65BFCF9B-6D27-4E9C-8CD3-CF6E4FF96FF9%7D/S_2021_655_E.pdf
[12] - https://asbarme.com/4686/
[13]- https://minister.homeaffairs.gov.au/KarenAndrews/Pages/eight-terrorist-organisations-to-be-listed-under-the-criminal-code.aspx
[14]- https://www.rulac.org/browse/conflicts/non-international-armed-conflicts-in-syria#collapse5accord
[15]= https://www.securitycouncilreport.org/atf/cf/%7B65BFCF9B-6D27-4E9C-8CD3-CF6E4FF96FF9%7D/S_2021_655_E.pdf
[16]- https://hashtagholland.net/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A-%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D9%88%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%88/
[17] - https://stj-sy.org/en/who-is-katibat-al-tawhid
[18]- https://www.state.gov/terrorist-designation-of-katibat-al-tawhid-wal-jihad/
[19]- http://www.hawarnews.com/en/haber/foreign-mercenaries-file-new-tool-used-by-hts-to-whiten-its-image-h29368.html
[20]- https://www.alkhanadeq.com/post.php?id=2071
[21]- ida2at.com/northern-syria-between-national-coalition-and-tahrir-al-sham/
[22] - https://www.alalam.ir/news/5683533/
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3