من هي "الشبيبة الثورية" ذراع "قسد" المسؤول عن خطف القاصرين شمال وشرقي سوريا؟؟

كتب أنس السليم - وكالة أنباء آسيا

2022.05.24 - 08:04
Facebook Share
طباعة

 يواصل تنظيم ما يسمى "الشبيبة الثورية" هو الجناح الشبابي العسكري التابع لــ"حزب العمال الكُـردستاني التركي" والذي ينشط في مناطق سيطرة قوات "قسد" بخطف القاصرين وتجنيدهم عسكرياً في صفوف "الحزب" من طرف وفي ( الجناح النسائي) لقوات"قسد" من طرف أخر، وفي أخر الحالات الموثّقة خطف التنظيم قاصرة في الصف الثامن الإعدادي خلال عودتها من مدرستها في مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة.
وقالت مصادر محلية وأهلية بمحافظة الحسكة لــ"وكالة أنباء آسيا" أن الفتاة القاصرة (هيلين موسى موسى )، خُطفت من قبل مسلحي تنظيم "الشبيبة الثورية"، المعروفة باسم" جوانن شورشكر"، يوم الخميس الماضي 19 أيار 2022 خلال عودتها من تقديم امتحانات الفصل الثاني في مدرسة زكي الأرسوزي في مدينة القامشلي.
والفتاة (هيلين موسى موسى) ، من أهالي الحي الغربي/ شارع منير الحبيب بمدينة القامشلي ، تولد 30 كانون الثاني 2008 م بمدينة عامودا شمالي محافظة الحسكة والدتها كلبهار عثمان.
وأضافت المصادر: لدى عودة الفتاة رفقة شقيقها من المدرسة إلى البيت و أمام الحديقة المقابلة لمبنى "مدينة الشباب السابقة" ، والتي يتخذها تنظيم "جوانن شورشكر" مركزاً قيادياً لهم، تمّ خطف الشقيقين، وبعد عدة ساعات أعيد الطفل إلى البيت، فيما لا يزال مصير شقيقته هيلين مجهولاً بالرغم من محاولات ذويها إعادتها للمنزل.
واختطفت منظمة "الشبيبة الثورية" (جوانن شورشكر) فتاةً قاصرة أخرى بنفس يوم اختطاف الفتاة هيلين، وهي الفتاة ( سيلفا جعفر بنت حميد ) من قرية باصوفان/ جبل ليليون ( سمعان) بريف عفرين ،وهي تبلغ من العمر ١٥ عاماً فقط و تمّ اختطافها على طريق المدرسة في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب الواقع تحت سيطرة قوات"قسد" حيث لازال مصيرها مجهولاً حتى الآن، بعد اقتيادها إلى جهةٍ مجهولة من قبل مسلحي (جوانن شورشكر).
وكشفت مصادر كردية مطلعة لــ"آسيا" أن جميع قياديي تنظيم "الشبيبة الثورية" (جوانن شورشكر) في جميع مناطق سيطرة قوات "قسد" شمال وشمال شرق سوريا ،هم من كوادر وقياديي الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا ( PKK)، وهم من أصحاب النفوذ الكبير ولا احد في جميع قياديي قوات "قسد" أو "الاسايش" أو حتى "الإدارة الذاتية الكردية" التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان ،يستطيعون فرض أي قرار أو توصية عليهم .
لذلك هم مستمرون بشكل كبير في عمليات خطف وتجنيد القاصرين خصوصاً الكرد منهم وزجهم في معسكرات التدريب العسكري التابعة لها في مناطق جبال قنديل ( المقر الرئيس لحزب العمال الكردستاني) وغيرها دون أي رادع .
وتابعت المصادر يهدف "حزب العمال الكُـردستاني " ومن خلفه قوات"قسد"وعن طريق ممارسات منظمة (جوانن شورشكر ) إلى غسل أدمغة الأطفال والقاصرين حسب أيديولوجيات وفلسفة "العمال الكُـردستاني" وقائده عبدالله اوجلان المعتقل في تركيا، وتجنيدهم في معسكرات الحزب العسكرية، في مناطق مثل ماتسمى" كُـردستان سوريا"، و"كُـردستان تركيا"، و"إقليم كُـردستان العراق" وذلك لضمان ولائهم للحزب وقيادته المركزية بشكل مطلق مع تنفيذ جميع الأوامر العسكرية مع التعهد على عدم الزواج والإنجاب.
وأوضحت المصادر أن المجندين القاصرين يخضعون خلال تواجدهم ضمن معسكرات التجنيد والتي تستمر بين 9 إلى 18 شهراً على الدروس و التدريبات العسكرية ،إضافة إلى الدروس السياسية المؤدلجة بأفكار ومنطلقات "حزب العمال الكردستاني التركي" التي تتركز على محاربة الدولة التركية وقيام دولة قومية للكرد في أجزاء كردستان الأربعة ( جنوب تركيا- شمال العراق – غرب ايران - شمال شرق سوريا).
ولفتت المصادر إلى أن العشرات من المجندين القاصرين الذين تم خطفهم من قبل "الشبيبة الثورية" خلال السنوات الماضية في شمال شرق سوريا قتلوا أو أصيبوا بإعاقات جسيمة نتيجة زجهم في المعارك المستمرة مع الجيش التركي في جبال قنديل شمال العراق وفي مناطق النزاع داخل الأراضي التركية ،حيث تم نعي مجموعة كبيرة منهم وبالأسماء عبر مواقع "حزب العمال الكردستاني الإعلامية و الرسمية".
ورغم الإدانات الواسعة لعمليات خطف القاصرين والقاصرات وتجريمها وفق القانون الدولي وحقوق الإنسان لايزال مسلحو "الشبيبة الثورية" وقوات "قسد" وبمختلف تسمياتهم يواصلون القيام بهذا العمل الترهيبي بحق الأطفال من أبناء الشعب السوري في مناطق سيطرتهم دون أي رادع إنساني أو أخلاقي، بحسب المصادر.
بدوه ما تسمى "أحزاب المجلس الوطني الكردي المعارض" هو احد أعضاء مجلس الائتلاف السوري المعارض واليت تقود عملية المعارضة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الجناح السياسي لقوات "قسد" ، ادن في بيان رسمي ما اسمها مثل هذه الأعمال الارهابية وزج الأطفال في أعمال عسكرية اوماشابه ذلك وإبعادهم عن مقاعد الدراسة، ودعى المنظمات الإنسانية المعنية بوضع حد لها، كما طالب قيادة" قسد" بمنع هذه الأعمال المنافية لمواثيق الأمم المتحدة ومنها نداء جنيف بمنع تجنيد الأطفال والتي وقعت عليها، وإعادتهم إلى أمهاتهم وإلى مقاعد دراستهم.
ونشرت منظمة "هيومن رايتش ووتش" الدولية تقريرًا، في آب 2018، قالت فيه إن "الوحدات الكردية " أو قوات "قسد" تجند الأطفال، وبينهم فتيات، للقتال في صفوفها، مشيرة أن من بين الأطفال المجندين أطفالًا نازحين مع عائلاتهم إلى المخيمات التي تسيطر عليها قوات"قسد".
ووفق تقرير "رايتس ووتش"، توجد 224 حالة تجنيد أطفال من قبل "قسد" ووحدتها النسائية، عام 2017 وحده، بزيادة خمسة أضعاف عن عام 2016، إلا أن "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) الجناح الإداري والسياسي لقوات"قسد" رد على التقرير بقوله إن تجنيد الأطفال هو عبارة عن (تجاوزات فردية ).
وكانت قيادات من قوات "قسد" توجهت في منتصف عام 02019م إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف، ووقعت اتفاقية حول منع تجنيد الأطفال دون سن الـ18، وذلك بعد سنوات من تجنيد القاصرين في صفوفها للمشاركة في العمليات العسكرية شمال وشرق سوريا.
وتشمل الاتفاقية، التي أطلق عليها اسم "خطة عمل" والموقعة في الأول من تموز من عام 2019م ، تسريح الفتيات والفتيان المجندين وفصلهم عن القوات، بالإضافة إلى منع وإنهاء تجنيد الأطفال ممن هم دون 18 عاماً، ووقع الخطة باسم "قسد" قائدها العام، مظلوم عبدي، والممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا، في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
وتعتبر "قسد" أولى الجهات المسلحة التي توقع هذا النوع من الاتفاقيات، عدا عن اعترافها بعمليات تجنيد القاصرين في صفوفها، من خلال حضور قياداتها في مقر الأمم المتحدة على رأسهم مظلوم عبدي، وريدور خليل الناطق الرسمي السابق لـ"وحدات حماية الشعب الكردية " والذي يقود حاليا مكتب العلاقات العامة في قوات"قسد"ومقرهما مدينة الحسكة.
ويمنع القانون الدولي تجنيد الأطفال في القوات المسلحة أو استخدامهم في الأعمال القتالية دون سن الـ 18، وفق المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل، بينما يعتبر تجنيد الأطفال دون سن الـ 15 "جريمة حرب".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9