انتشار الجريمة في مناطق قسد .. السكان يحملون السلاح لحماية منازلهم وممتلكاتهم بالقامشلي

محمد دلبح - واشنطن - خاص – وكالة أنباء آسيا

2022.05.23 - 08:27
Facebook Share
طباعة

 سجلت مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة ،شرقي سوريا،جريمة قتل جديدة في مناطق سيطرة قوات "قسد" راح ضحيتها رجل بعد سرقة منزله وإغراضه وأمواله لترتفع معها عدد الجرائم المسجلة إلى أربعة خلال أسبوع واحد فقط ،حيث اضطر عدد كبير من السكان المحليين على حمل السلاح وتنفيذ دوريات ليلية لحماية منازلهم وممتلكتهم.


وتعتبر مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا من أهم مواقع سيطرة قوات "قسد" شمال وشمال شرقي سوريا ،باعتبارها مركزاً تجارياً واقتصادياً وذات أهمية سياسية للأحزاب الكردية وعلى رأسها "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" المعروف اختصاراً "بيدا" ،كما تضم المدينة مراكز عسكرية وقيادية مهمة لما يسمى "الإدارة الذاتية الكردية" ويسكنها الجزء الأكبر من قياديها من كافة المكونات.


وقالت مصادر محلية وأهلية في مدينة القامشلي لــ " وكالة أنباء أسيا" بان كل هذه الميزات التي تميز المدينة ضمن مناطق سيطرة قوات "قسد" الموالية للجيش الأمريكي والمدعومة من قوات"التحالف الدولي" المزعوم لم تشفع لسكانها الذين يعيشون هذه الأيام حالة من الخوف والهلع نتيجة مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأة في أحيائها بهدف السرقة و السطو المسلح ،يضاف إليها تسجيل عدد كبير من عمليات السرقة والسطو للمحال التجارية والاقتصادية في المدينة.


وبعد ازدياد وتيرة الجرائم والسطو المسلح والقتل والنهب والسلب ، طالب ناشطون عبر مواقع "التواصل الاجتماعي" من السكان إلى امتلاك السلاح للدفاع عن أنفسهم، وان هذا الأمر يذكرهم ببداية الحرب في سوريا عندما حدث فلتان أمني خطير اضطر بسببه الناس إلى التسلح وحراسة بيوتهم وأملاكهم بعد أن كانت من مهمة قوى الأمن الداخلي الحكومي السوري،بحسب المصادر.


وتابعت المصادر إلى عودة شبان الحارات والأحياء بمدينة القامشلي ورجالها إلى حراسة منازلهم بعد تفشي ظاهرة السطو المسلح وذبح عدة أشخاص بالسكاكين في بيوتهم بعد نهب وسرقة أموالهم ،وذلك عبر تنظيم جدول مناوبات بينهم كل ليلية مع ازدياد الشعور بالخوف من القادم،مع تأكيدهم أنهم أصبحوا على أعتاب مرحلة من الفلتان الأمني متسائلين في الوقت نفسه ما هي أسباب تفشي هذه الظاهرة وأين هي قوى الأمن الداخلي التي تسمى "الاسايش" الذراع الأمني لقوات "قسد" لحفظ الأمن.


بدورها مصادر أمنية مختصة في هذا الشأن حملت في تصريح لــ "أسيا" المسؤولية الكاملة لمؤسسات ما يسمى "الإدارة الذاتية الكردية" ولــ "قوى الأمن الداخلي" التابعة لها ومنها قوات "قسد"، وذلك بسبب إهمالها الكبير في ضبط وكبح هذه الظواهر الغريبة عن المجتمع في الجزيرة السورية أصلاً ،وعليها أن تقوم بواجبها بشكل أفضل وتكثف من دورياتها ليلا وتزيد نقاط التفتيش والمراقبة.


وحددت المصادر الأسباب الكامنة بهذا الفلتان الأمني في مدينة القامشلي بأنها تعود إلى ازدياد نسبة البطالة والفقر والغلاء وانتشار واسع للمخدرات وغياب المحاسبة الحقيقية والعدالة والعقوبات الصارمة وانتشار الفساد والفاسدين والمفسدين والعمل على كبح والتضييق على مؤسسات الدولة السورية الأمنية والعدلية والقانونية في وضع حد الانتشار هكذا ظواهر تؤدي إلى تفت المجتمع .


وكان عُثر خلال الساعات الماضية على مواطن مقتول ضمن منزله بعد سرقة أمواله وهاتفه، بعد أن طلب ثلاثة أشخاص منه الحضور لمعالجة مريض بجلسة فيزيائية كونه معالج فيزيائي، و هذه الجريمة هي الرابعة خلال أسبوع في مدينة القامشلي.


وكشفت مصادر لــ "أسيا" بان المقتول هو "حجي فرحان نزير مجيد " في العقد السادس من العمر هو من سكان حي قدوربك ( ذات الأغلبية الكردية ) بمدينة القامشلي قتل ليلة الخميس في منزله وسرقة أمواله وهاتفه وتم العثور على جثته في شقه له ظهر يوم الجمعة الماضي ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة تفاصيل الحادثة.


وكانت مدينة القامشلي سجلت ثلاثة جرائم قتل خلال يوم راح ضحيتها ثلاثة أشخاص بطرق متعددة بالهدف والطريقة ، قالت المصادر محلية أن الجريمة الأولى أن سكان قرية ذبانة بمحيط مدينة القامشلي عثروا على جثة امرأة مقتولة ومرمية بالقرب من نهر الجغجغ بعد لفها ببطانية ونقلها إلى هذا المكان.
أما الجريمة الثانية، فقد أفادت مصادر أهلية بأن شاب لقي مصرعه بعد تعرضه لإطلاق نار من قِبل لصوص اقتحموا منزله وقاموا بسرقته في مدينة القامشلي، يذكر أن المغدور أب لستة أطفال.


وتابعت المصادر بأن الشاب هو عبد الغني دلالي يسكن في منطقة الكورنيش بمدينة القامشلي الواقعة تحت سيطرة قوات "الاسايش" الكردية.


كما عثر على جثة المواطن يحيى علي مقتول بعدة طعنات ، وبظرف مجهول، وهو في العقد الخامس داخل منزله في قرية من قرية (بركو ليلي)بريف القامشلي، وهي الجريمة الثالثة .


ويأتي ذلك في إطار تصاعد معدل الجريمة في مختلف مناطق سيطرة قوات "قسد" شرقي سوريا نتيجة انتشار السلاح العشوائي ، حيث بدأ السكان بتنقل معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطلب فيها من السكان عدم فتح منازلهم ليلاً للغرباء حتى لو كانوا يرتدون لباساً عسكرياً خاصاً بقوات "الاسايش" وقوات"قسد".


ورداً على التطورات المذكورة أصدر المركز الإعلامي العام "لقوى الأمن الداخلي- شمال و شرق سوريا" قوات "الاسايش" بياناً عاماً جاء فيه:انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية ما يُقال عنه تعميم صادر عن قواتنا و التي أثارت الخوف و الفزع في نفوس أبناء شعبنا حول الوضع الأمني ليلاً، و خاصة في مدينة القامشلي.


وتابع البيان : وعليه نُشير بأن غرض هذه المواقع هو إثارة الخوف و الفتنة بين صفوف شعبنا و سنقوم بملاحقة الجهات التي تقف خلف ترويج مثل هذه الأخبار، و نؤكد بأن أي تعميم أو بيان أو توضيح لقواتنا سيتم نشره عن طريق المواقع الرسمية الخاصة بقوى الأمن الداخلي شمال و شرق سوريا.
يشار أن عمليات القتل والسطو المسلح وانتشار عمليات التشليح على الطرقات العامة والفرعية تزداد بشكل ملحوظ في مناطق سيطرة قوات "قسد" و الجيش الأمريكي شرقي سوريا واليت أدت لوقوع عدد كبير من القتلى و المصابين وخسارة الناس لأموالهم وممتلكاتهم الخاصة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2