الأسباب الخفية وراء مناورة " مركبات النار" لقوات الاحتلال

اعداد/ زهراء أحمد

2022.05.11 - 07:18
Facebook Share
طباعة

 تزامنا مع العمليات الفردية وتزايد حالة التوتر التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، أطلق جيش الاحتلال الاسرائيلي أضخم مناورة له تحت عنوان (مركبات النار).


وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت، في وقت سابق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أوصى في نقاشه في المؤسسة الأمنية والعسكرية بـ"عدم الذهاب إلى عملية في غزة”، معلنةً الأحد الماضي، أنّه “بدأ اليوم المناورة الأكبر في تاريخه واسمها مركبات النار".


في غضون ذلك، أكدت وسائل إعلام عبرية أن "رئيس الحكومة ووزير الأمن يجريان نقاشات بشأن ماذا يجب أن يكون الرد الإسرائيلي على العمليات الفلسطينية".


وتهدف هذه النوعية من المناورات إلى رفع مستوى جاهزية جيش الاحتلال وفحص مدى ملاءمة القوات لمعركة قوية وطويلة الأمد، كما أنها تحاكي سيناريوهات حرب برية وبحرية وجوية و سيبرانية على عدة جبهات .


وقالت تقارير عبرية أن الجيش الاسرائيلي بدأ المناورة الأكبر في تاريخه، واسمها مركبات النار، والتي تحاكي حرباً متعددة الساحات، مشيراً إلى أن السنة الماضية ألغيت هذه المناورة بسبب عملية حارس الأسوار، وهذه السنة يأملون على الأقل إنهاءها كما يجب من دون حرب.


ويحرص جيش الاحتلال على إرسال رسائل طمأنة للمستوطنين مضمونها أن الجيش قادر على حمايتهم من أي تهديد عسكري محتمل، كما أنه يعمل على بث الثقة في نفوس الرأي العام لتعزيز ثقة المستوطنين بالمؤسسة العسكرية والامنية- بحسب تقارير إعلامية عبرية.


وأفادت مصادر صحفية لوكالة أنباء آسيا أن سبب هذه المناورات يعود إلى تقارير عسكرية وأمنية سلمت نسخة منه إلى الكنيست مؤخراً، تتحدث عن وضع الجيش الإسرائيلي لعشر سنوات. وأشارت المصادر أن تلك التقارير أظهرت عيوب وثغرات أمنية كبيرة بين صفوف جيش الاحتلال، حيث جاءت تلك التقارير بناء على دراسة أجراها ضابط بارز ومتقاعد وهو اللواء ( إسحاق بريك) الذي شغل منصب مفوض ، وتضمنت مهامه إجراء لقاءات مع أفراد من كافة مستويات الجيش الإسرائيلي وقطاعاته والاستماع لشكاوى وملاحظات الجنود والقادة.


اللواء ( بريك) الذي يعتبر نفسه الأكثر اطلاعا على تفاصيل الوضع الداخلي في الجيش الإسرائيلي، أكد في التقارير التي أعدها وقدمها رسميا للكنيست على أن الجيش الإسرائيلي يعاني ترهلاً بشرياً وعسكرياً سيشكل عائقاً في تحقيق الانتصار في حرب متعددة الجبهات.


ومن أبرز ما قدمه أمام "لجنة مراقبة الدولة" في الكنيست في العام 2018 ومع اقترابه من التقاعد، تقرير وجه فيه (بريك) انتقادات شديدة للجيش الإسرائيلي بحضور أعضاء اللجنة من النواب وعدد من كبار الضباط في الجيش.


وتركزت انتقاداته حول تردي مستوى الجيش ووجود سلسلة من المشاكل خاصة في سلاح البر. وقال في تقريره المكون من 270 صفحة إنه زار 1400 وحدة عسكرية، وتحدث مع عشرات آلاف من القادة والجنود خلال عمله، فوجد مشاكل صعبة على المستويات اللوجستية والتكنولوجية والتنفيذية، وتمت معالجة هذه المشاكل لكن المشكلة الرئيسة التي استمرت هي الثقافة التنظيمية وهي مشكلة عميقة لم يتم حلها.


ولسوء الوضع في الجيش الإسرائيلي طالب (بريك) حينها بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في هذا الجانب في ظل سياسة الصمت المتبعة من قبل الضباط في كافة الوحدات وعدم تقديم الواقع السيئ في الجيش كما هو للمستوى السياسي - بحسب تقارير صحفية عبرية.


وفي تصريحات صحفية سابقة تناقلتها وسائل إعلام عبرية أكد الضبابط المتقاعد أن الفصائل الفلسطينية تمكنت من شل نصف إسرائيل وتحييد القبة الحديدية والقنابل الذكية وأوصلت الوضع إلى حافة حرب شاملة . فما بدأ في القدس امتد إلى الضفة وإلى الفلسطينيين في إسرائيل - على حد وصفه.


كما أشار في تصريحاته إلى أن إسرائيل قد تتعرض لضربة هائلة من المتوقع أن يقتل فيها الآلاف إذا اضطرت لخوض حرب متعددة الجبهات. موضحاً أن القبة الحديدية "ستكون دون جدوى أمام 250 ألف صاروخ قد يوجه إلى إسرائيل، الكثير منها صواريخ ذات دقة إصابة عالية وذات مدى بمئات الكيلومترات وقادرة على حمل رؤوس متفجرة تزن مئات الكيلوغرامات .


بريك عاد بعد الحرب وكتب في شهر يونيو/ حزيران الماضي، في إحدى المواقع الصحفية العبرية أن "حرب غزة الأخيرة مجرد نزهة مقارنة بحرب متعددة الجبهات، ستكون النتيجة مأساوية بشكل لا يمكن تخيله. فبالاضافة إلى عشرات آلاف القتلى، سيشمل الدمار البنية التحتية الإستراتيجية للكهرباء والماء والغاز والوقود وقواعد سلاح الجو والبُنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية ومؤسسات الحكم وغيرها في اسرائيل.


إلى جانب هذا كشفت مواقع عبرية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أن هناك تهديداً مباشراً وخطيراً على الجبهة الداخلية للبلاد جراء عدم استعداد "إسرائيل لأي هجمات كيماوية على الداخل.


وأوضح المسؤولون العسكريون أن مجموعة من إخفاقات وقعت تحت أنظار الجنرال كوخافي وغض الطرف عنها، أو لم يضع لها حلولاً حتى الآن، وهو ما يعني وجود مخاطر حقيقية على أمن الكيان الاسرائيلي .


وبناء على ذلك يرى جيش الاحتلال أن أهمية هذه المناورة التدريبية تتمحور حول تحديد الثغرات ونقاط الضعف والتعامل معها خشية وقوع أي مواجهة مباشرة قد تؤدي الى كارثة حقيقية -بحسب تقارير صحفية عبرية.


وتعتبر هذه المناورة بمثابة رسالة تطمين إلى شعبها بأن القدرات القتالية للجيش الإسرائيلي لا زالت فاعلة وقوية ووازنة وبإمكانها مواجهة أي تهديد عسكري محتمل وتتضمن ايضا تفاعل بين المؤسسات السياسية والوزارات الحكومية لاحتواء أي أزمة محتملة قد تحدث أثناء الحروب - بحسب خبراء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4