رحلة ابتسام.. حكاية سيدة مصرية أنقذت زوجها من حكم الإعدام بالسعودية

سارة السيد

2022.05.07 - 09:22
Facebook Share
طباعة

 "لا تخف من الارتباط بامرأة قوية، ربما سيأتي يوم وتكون هي جيشك الوحيد" كلمات للشاعر نزار قباني.

في الأشهر القليلة الماضية ظهر على الساحة المصرية والعربية اسم سيدة شابة تدعى ابتسام سلامة وزجها المهندس المصري على أبو القاسم، تلك السيدة التي أطلق عليها الجميع "المرأة الحديدية" نظير ما فعلته مع زوجها.

حكاية ابتسام

في أكتوبر من العام 2016، بدأت الحكاية حينما تفاجأت أسرة بسيطة من جنوب مصر وتحديدًا محافظة أسوان، باتهام نجلها المهندس على أبوالقاسم، والذي يعمل في المملكة العربية السعودية بتهريب وجلب 800 ألف 676 قرصًا مخدرا إلى داخل المملكة.

تم اتهام "أبوالقاسم" بتهريب المخدرات عبر مُعدَّة رصف، جاء بها من مصر، لتبدأ من هذا اليوم، رحلة زوجته السيدة ابتسام سلامة والتي خرجت تناشد المسؤولين بمساندة زوجها تيقنًا ببرائته.

على مدار عدة أشهر وبعدما أصدرت المحكمة السعودية حكما بالإعدام على المواطن المصري، تمكنت زوجته من إثبات برائته أمام الجميع، بعدما أكدت أنّ زوجها سقط ضحية لبعض المهربين ممن أخفوا الأقراص المخدرة في المعدات الهندسية.

وبعد نحو عامين تدخلت الدولة المصرية لمساندة ابتسام وزوجها بعد ظهور متهمين في مصر قاموا بإخفاء الأقراص المخدرة في المعدات الهندسية.

تم إعادة محاكمة أبو القاسم بعد صدور حكم الإعدام حيث تم تخفيف الحكم إلى المؤبد وغرامة 100 ألف ريال، وفي محكمة الاستئناف حصل على حكم 8 سنوات وغرامة 50 ألف ريال، ليحصل في النهاية المهندس المصري على عفو ملكي بعد قضائه ربع المدة.

وفي حديث للسيدة ابتسام مع وكالة أنباء آسياـ قالت أنّها خاضت حربًا شرسة لنحو 7 أعوام، واجهت فيهم عصابة داخل مصر لا تعرف أعضائها يمتلكون من المال والبلطجة والعلاقات ما يكفيهم لإخراسها طوال العمر، وعصابة أخرى بالسعودية لا تعرف مدى قوة نفوذهم قاموا بتوريط زوجها وجعلوه كبش فداء، إضافة إلى مسؤوليتها الكبرى لرعاية أبنائها الثلاثة " أفنان – أريام– ومحمد".

السيدة المصرية ذات الـ36 ربيعًا، أكدّت على أنّها لم تفكر سوى في كيفية الحصول على برائة زوجها بالرغم من التهديدات التليفونية التي كانت تتلقاها بشكل يومي، إضافة إلى محاولات البعض دائما التقليل بما تفعله من أجل زوجها، لكنّها أثبتت للجميع أنّها كانت على حق واستعادت زوجها ووالد أطفالها لأحضانهم.

وتابعت ابتسام، بأنّها طرقت العديد من الأبواب لمساعدتها حتى أنّها كانت تذهب للاعتصام أمام نقابة الصحفيين من أجل أن يصل صوتها إلى رئيس الجمهورية، لم تخف من شيئ ولم تهب الموت أو السجن فإثبات برائة زوجها كانت غايتها الأسمى، مضيفة أنّ اللحظات الأولى للقائها بزوجها على أرض الوطن كانت أشبه بالحلم، لم تصدق أنّها ستلتقي به مجددًا لكنها كانت على ثقة دائمًا بأنّ الله سيقف معها ومع زوجها وسيعود لها سالمًا وبالفعل تحققّ الأمر.

7 أعوام قضتهم السيدة ابتسام سلامة، ما بين مناشدتها الخارجية المصرية من ناحية، وأخرى وسائل الإعلام إضافة إلى الحملات المكثفة على مواقع التواصل الاجتماعي، جميعها كانت عن ثقة بأنّ زوجها بريئ، تلك الثقة التي على إثرها خاضة معركة أعيدت فيها محاكمة زوجها،  ٣ مرات لينال العفو بعد ٦ سنوات كاملةً من الحبس بـ السجون السعودية و بعد الحكم عليه بالإعدام ثم المؤبد ٢٥ سنة ثم ٨ سنوات ثم في النهاية يحصل علي العفو ويعود سالمًا إلى أرض الوطن في الثاني عدشر من إبريل الحالي، ليطالب الجميع بأن تكون رحلة ابتسام مادة لأعمال درامية.

حكاية ابتسام وصفها البعض بأنّها أشبه ببطلة في فيلم سينمائي، تلك المرأة التي حاربت المجهول من أجل الحصول على برائة زوجها، لم تيأس ولم تمل طوال سنوات واجهت فيهم عناء شديد حتى استطاعت الفوز في النهاية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 10